شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب يقوم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الاتصالات المهندس ماجد عثمان اليوم بتوقيع بروتوكول تعاون لتوثيق تاريخ الأزهر ويعتبر الإمام الأكبر توقيع هذا البروتوكول خطوة مهمة لتوثيق الدور التاريخي للأزهر الذي يزيد على 1400 عام في نشر الدين الإسلامي والحفاظ على الوسطية التي يتميز بها مما جعل لهذه المؤسسة الكبيرة دورا عظيما لم يتهيأ لمؤسسة غيرها. ويرجع الفضل في تأسيس الجامع الأزهر إلى الفاطميين الذين فتحوا مصر في عهد الخليفة المعز لدين الله الذي أرسل قائده جوهر الصقلى لفتح مصر فسار بحملته حتى دخل الفسطاط في يوم 11 من شعبان سنة 358 ه /يوليه 969 ووضع أساس مدينة القاهرة في يوم 17 من شعبان سنة 358 ه كما وضع أساس قصر للخليفة المعز لدين الله ثم وضع أساس الجامع الأزهر في يوم 14 من شعبان سنة 359ه / 970 واستغرق بناؤه قرابة سنتين وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في السابع من رمضان سنة 361 ه / 972. ولم يلبث الأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف والفنون ففي سنة 378ه / 988 أشار البعض على الخليفة العزيز بالله بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والعقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه من كافة الأقطار وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون. وقد حرص الخلفاء الفاطميون على تزويد الجامع الأزهر بالكثير من الكتب والمراجع حتى يتيسر للطلاب الوافدين عليه الإطلاع عليها كما حرصوا على تخصيص موارد للإنفاق عليه فوقفوا عليه الأحباس وحذا حذوهم كثير من العظماء والأثرياء من أهل الخير من مختلف الدول فأنفقوا على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء وعلى رواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والطلاب من مختلف المذاهب الفقهية. ولقد اضطلع الأزهر الشريف منذ فجر تاريخه بأدوار سياسية وثقافية وروحية خالدة ليس في تاريخ مصر فحسب بل في تاريخ الأمم الإسلامية والعربية على مر العصور.