تفقد الدكتور خالد فهمى وزير الدولة لشئون البيئة والدكتور طارق وفيق وزير الإسكان والتنمية العمرانية، اليوم الأحد، محمية الغابة المتحجرة بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرةالجديدة، وذلك للوقوف على كافة التعديات على المحمية من تراكم لمخلفات البلدية من الركام ومخلفات الهدم والبناء، وبحث ما تم سرقته من المواد المحجرية "الرمال". كما تم خلال الزيارة بحث إمكانية تنفيذ مشروعات لتلافى هذه التعديات بحكم موقعها فى القاهرةالجديدة وبحكم وجود هذه المنطقة داخل المحمية الطبيعية، حيث تحمل هذه المشروعات طابعا ثقافيا واجتماعيا وتعليميا وترفيهيا، لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة بالمحمية وتدعيما للسياحة البيئية. واتفق الوزيران خلال الزيارة على مقترح إنشاء حديقة جيولوجية ومركز علمى وإعداد مسابقة لتصميم الحديقة والمركز وطرحها للمناقصة بالتعاون مع هيئة التخطيط العمرانى. وأكد الدكتور خالد فهمى أن الوزارة ستبرم عقدا قريبا مع إحدى شركات الحراسة لتتولى حراسة جميع المحميات الطبيعية ومنع التعديات عليها وستكون البداية بمحمية الغابة المتحجرة بالقاهرةالجديدة، ومحمية وادى الريان، مشيرا إلى أنه تم إنشاء وحدة للملاحقة القانونية بمكتبه ستتولى التعامل مع أى تعديات على المحميات الطبيعية. وأصدر وزير البيئة أوامره بوضع خطة عمل إطارية تضم كافة المشاكل ومقترحات الحلول والأنشطة لرفع كفاءة المحمية. كما تم خلال الزيارة عرض مقترح إنشاء محطة بجوار القطاع الشمالى الغربى للمحمية بتكلفة حوالى 15 مليون جنيه بالتعاون مع وزارة الإسكان، وذلك لإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء واستخدامها فى أغراض تفيد البيئة كعملية رصف الطرق بالمدن الجديدة. وقد قامت شركة "كوين سرفيس" بمعاينة المحمية، وذلك بناء على طلب من جهاز شئون البيئة للقيام بأعمال التأمين من التعديات، وتم أيضا بحث مدى إمكانية إنشاء معهد الدراسات الجيولوجية والتعدين والحفريات بالتعاون مع الجامعات المحيطة. ومن جانبه، صرح الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان بأن مساحة المحمية تبلغ نحو 1300 فدان وتم الاتفاق على إعداد مسابقة تخطيطية بهدف أن تصبح المحمية مزارا علميا سياحيا وبيئيا وسيتم تسوية جميع المشكلات الحدودية للمحمية بين وزارتى الإسكان والبيئة وتوقيع بروتكول بهذا الشأن، كما سيتم التنسيق بهدف الاستغلال الأمثل للمحمية بما يحافظ عليها عبر تطبيق اشتراطات المحميات الطبيعية ويجعلها متنفسا لسكان مدينة القاهرةالجديدة. يذكر أن محمية الغابة المتحجرة تم الإعلان عنها عام 1989، وتزخر المحمية بكثافة السيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب والذى ينتمى إلى العصر "الأوليجوسينى"، ويرجح أن تكوين الغابة المتحجرة أحد أفرع نهر النيل القديم منذ العصور الجيولوجية السحيقة قد حمل هذه الأشجار إلى مسافات طويلة وألقاها فى هذا المكان ثم تحفرت وتحجرت.
