كرمت إسبانيا أستاذ الأدب الإسباني الدكتور محمد أبو العطا، وأستاذ الأدب الأندلسي الدكتور سليمان العطار، تقديرا لدورهما البارز في نشر ودعم اللغة الإسبانية وترجمة آدابها عبر مسيرة تمتد لنحو ثلاثة عقود،بمنحهما وسام الاستحقاق المدني، وهو أعلى تكريم تمنحه مملكة إسبانيا في هذا المجال.وبهذه المناسبة قام سفير إسبانيابالقاهرة فيدل سينداجورتا بتقليد الوسامين للكاتبين الكبيرين، واللذين يعدان من أهم وأبرز مترجمي اللغة الإسبانية في العالم العربي، في حفل كبير حضره عدد من الأساتذة والأدباء والمترجمين المتخصصين في اللغة الإسبانية وآدابها. وأشاد السفير خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل بالدور البارز الذي قام به الدكتور أبو العطا معددا من بين أعماله المترجمة مؤلفات لأعظم كتاب اللغة الإسبانية ومن بينهم أديب نوبل كاميلو خوسيه ثيلا، والأديب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس وغيرهم. وكذا الدكتور سليمان العطار وإسهاماته البارزة في هذا المجال وخصوصا ترجمته للرواية الشهيرة "دون كيخوته" لميجل دي ثربانتيس، وكذلك رواية أديب نوبل الكولومبي جابرببل جارثيا ماركيز "مائة عام من العزلة". وفي النهاية اعتبر السفير الإسباني أن انجازات العطار وأبو العطا دليلا واضحا على التراث العميق المتعدد الأوجه للدراسات الإسبانية في مصر. عن طريق قيام كل منهما بعمله الخاص، فهما يمثلان الملتقى والحوار والمودة الدائمة بين ثقافتين متحدتين عن طريق جذور وقيم عميقة. تمثل أعمالهما دليلا على القوة التي اكتسبها الأدب والآداب العربية في الأندلس وثراء وقوة اللغة الإسبانية في مصر. وأشار السفير سينداجورتا إلى أنه عن طريق لغتينا العربية والإسبانية نتذكر أساسنا المشترك ونؤكد على هدفنا بأن نجتاز معا مسارات التاريخ. وعلى أية حال، فإنه من الصعب تلخيص السيرة الذاتية الرائعة والمزايا المتعددة للأستاذين المكرّمين الليلة. وأعرب السفير عن أن هذه القلادة السامية التي تمنحها إسبانيا للمكرمين تعبر عن شعور عميق بالامتنان والعرفان لتاريخهما المهني والشخصي الاستثنائي الذي كرساه للدراسات الإسبانية في مصر، مؤكدا أن هذا العرفان والتقدير يشمل كل المتخصصين في الدراسات الإسبانية في مصر، الذين يعملون لصالح اللغة والثقافة الإسبانية، ويفتحون نافذة مصرية على إسبانيا ويقومون بتقديم إسبانيا في مصر، الذين قاموا باحتضان اللغة والثقافة الإسبانية بقوة وإخلاص وصدق مثلما نقوم باحتضان أفضل صديق. وفي تعبير عن تأثره وحفاوته بالتكريم الكبير الذي حصل عليه من ملك إسبانيا، خوان كارلوس الأول، قال الدكتور سليمان العطار "أشعر الآن بأنني أعيش كلمات الأغنية التي تقول: عاشت إسبانيا .. فيفا إسبانيا كما هي الآن"، معربا عن شكره للشعب الإسباني وأدبه الذي أوصله إلى هذه المكانة. أما الدكتور أبو العطا فقد حرص على التأكيد أن هذه الجائزة التي حصل عليها اليوم بعد مشواره الطويل ليست له وحده بل لكل الزملاء من أساتذة وطلاب ومترجمين الذين شاركوه هذا الدرب، وتوقف عند الدكتور أسعد شريف عمر، مؤسس قسم اللغة الإسبانية في كلية الألسن جامعة عين شمس والذي كان رحيله عن عالمنا مؤخرا خسارة كبيرة للغة الإسبانية وآدابها في العالم العربي. بدوره أكد وزير السفارة الإسبانية ألفريدو مارتينيث أنه واجب على إسبانيا تكريم هؤلاء الأساتذة والأدباء والمترجمين الذين يسهمون بأعمالهم ونشاطهم الثقافي في جعل صورة إسبانيا ومكانتها أفضل أمام العالم، من خلال نشر أدبها ولغتها في العالم العربي الذي تتشارك معه الكثير من التاريخ والروافد الاجتماعية الأخرى. والدكتور محمد أبو العطا، أستاذ الأدب ورئيس قسم اللغة الإسبانية بجامعة عين شمس، لهنشاط أكاديمي مكثف في مجال الأدب والنقد الأدبي والترجمة. قام بكتابة عدد لا يحصى من المقالات والمطبوعات والترجمات. كما حصل على الليسانس والدكتوراة في جامعة كومبلوتينسي بمدريد، وعمل أيضا مستشارا ثقافيا للسفارة المصرية في إسبانيا. كما أن ترجماته للأعمال الأدبية سواء كانت للأدباء الإسبان أو من أمريكا اللاتينية تعد استثنائية، يذكر منها على سبيل المثال: ثيلا وبورخيس وجارثيا- ماركيث ورامون خسيندير وكورتاثار. كما أنه لا يمكن إغفال إسهاماته في دراسة الرواية والشعر والنقد الأدبي الإسباني بمصر. وكذلك تنسيقه لمشروع كتاب "500 عام على الإسبانية في مصر"، تكريما لبيدرو مارتينيث مونتابيث ود.أسعد شريف عمر، الذي تم نشره في عام 2008. يضاف إلى كل ما سبق قيام الدكتور/أبو العطا بالتدريس بشكل مكثف، وهي مهمة قام بها بشغف كبير على مدار عقود من الزمن. أما الدكتورسليمان العطار، فهو أستاذ الأدب الأندلسي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة. تتيح أعماله العديدة بالتقارب من التراث الأدبي الأندلسي الاستثنائي والثري. ود. العطار لم يبحر فقط في أعماق الأدب الأندلسي ولكنه أيضا تناول بامتياز ترجمة كتب لأدباء من إسبانيا وأمريكا اللاتينية: على سبيل المثال فإن دون كيخوته - وهو عمل ارتبط به بعلاقة قوية وعميقة- و"مائة عام من العزلة" و"إسبانيا في تاريخها" لأمريكو كاسترو، كلها أعمال شكلت جزءا من مساهمته العظيمة في نشر روائع الأعمال الصادرة باللغة الإسبانية. الأستاذ/ العطار أقام لمدة ستة أعوام في إسبانيا أثناء حقبة السبعينيات وعمل لاحقا مستشارا ثقافيا للسفارة المصرية بمدريد. يعد أيضا خبيرا في أمريكا اللاتينية حيث مارس التدريس والبحث في جامعة شيلي وحيث يعمل أستاذا دائما. Comment *