سيد محمود هاجم الكاتب الأسباني الشهير خوان غويتسولو السعودية لرفضها طلبا تقدم به قبل سنوات لتصوير فيلم وثائقي عن شعائر الحج . وقال غويتسولو خلال مشاركته ليلة أمس في ندوة أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة بمناسبة صدور الترجمة العربية لكتابه " مقاربات لغاودي في كبادوكيا " :" إن شعائر الحج تجربة روحية رائعة لمس جوانبها الدينية بفضل نصوص المورسيكيين الذين كانوا يؤدون شعائر الحج في الخفاء" . مؤكدا السعودية رفضت طلبا تقدم به لتصوير فيلم عن الحج ، وأخبرته السلطات أنه من الصعب تحقيق رغبته على الرغم من ادراكه العميق للقيم الروحية في الاسلام بينما سمحت بدخول أجنبية الى أراضي عربية ، مشيرا الى أنه رفض منذ سنوات قبول دعوة تلقاها لزياره السعودية مضيفا : " لا يمكنني زيارة بلد يعتبر نصوص الشيخ محيي الدين بن عربي وغيره من أعلام الصوفية ومؤلفات الفيلسوف ابن رشد نوع من الزندقة ". وتحدث غويتسولو الذي يزور القاهرة بمناسبة اندلاع ثورة 25 يناير عن علاقته بالثقافة الاسلامية مشيرا إلى أن العالم كله يعي الآن عمق صلاته بالعالم الاسلامي لكنها صداقه غير مطلقة ولا تعفيه من الحق في توجيه النقد لما يراه خطأ. وشهدت الندوة حضورا جماهيريا مكثفا كان في معظمه من دارسي اللغة الأسبانية في مصر و والسفير الاسباني في القاهرة فيدل سينداجورتا والدكتور فيصل يونس مدير المركز القمي للترجمة .، بينما اقتصر حضور المبدعين المصريين على الشاعر فاروق شوشة والروائي جمال الغيطاني الذي وصفه غويتسولو ب" الكاتب الصديق " . ومن جهته ،أكد الغيطاني أن زيارة صاحب "كراسات سراييفو " لمصر حدث أدبي فريد مشيرا إلى أن غويتسولو يؤمن بوحدة التراث الانساني وصاحب معرفة عميقة بالحضارة الاسلامية وهو صوت يناصر المضطهدين في العالم. وذكر صاحب الزيني بركات الحضور بمواقف غويتسولو لنصرة مسلمي البوسنة والفلسطينيين . ومن ناحية أخرى رأى غويتسولو أن الثورات العربية التي تواصل عملها الآن وضعت اسرائيل في مأزق ، لأنها أكدت أن العالم العربي يواصل مسعاه نحو الديموقراطية بينما ظلت اسرائيل في منطقة ركود تحول دون تقدم حقيقي في عملية السلام . وخلال الندوة ، أعلن الدكتور محمد أبو العطا عضو الهيئة الاستشارية للمركز القومي للترجمة أن غويتسولو وافق على منح المركز الحق في ترجمة عشرة كتب من مؤلفاته الى اللغة العربية مشيرا الى ان كتاب " مقاربات لغاودي في كبادوكيا " الذي صدرت ترجمته لمناسبة حضور غويتسولو للقاهرة هو الأول في هذه السلسلة . والكتاب المترجم يتضمن مجموعة مقالات للكاتب تعكس صورا لعالم ساحر ، يحاول فيها ايجاد مقاربات بين فضاءات حضارية وتقاليد ومشاهد تراثية وفنية اسلامية وإسبانية من خلال رؤى جديدة تهدف إلى خلق أسمى الحضارات الانسانية التي تعبر عن نفسها مؤلفة من مجموع كل الحضارات . ويبرز الكاتب في المقالات الأثر العميق للثقافة الاسلامية في الثقافة الاسبانية كما يتضمن الكتاب مقالا يعكس انطباعات غويتسولو عن رحلة لمدينة القاهرة يقارب فيها بين تجربة اقامته في المقابر بالقاهرة وبين قراءته للقديس الاسباني سان خوان دي لاكروث وشعراء الصوفية . يشار الى أن غويتسولو نال خلال مسيرته الادبية أكثر من 10 جوائز عالمية واقليمية اخرها جائزة محمود درويش التي نالها الشهر الماضي وأشارت لجنة الجائزة في بيانها الى أن منح جائزة دوريش للاسباني غويتسولو، يأتي "احتفاء بجهده الكبير الذي امتد في قرابة خمسين مؤلفاً في الرواية والسيرة والمقالة وأدب الرحلات، عبر خلالها عن مقته لكل أشكال وأصناف القهر والاضطهاد، كما عبر مراراً عن إيمانه بالقضية الفلسطينية وعدالتها"ر كما نال جوائز اخرى منها ، جائزة المتوسط عن كتابه " كراسات سراييفو " وجائزة أوكتوفيوباث " للشعر في المكسيك وجائزة خوان رولفو لاداب أمريكا اللاتينية وجائزة الدولة في اسبانيا للاداب وسبق ورفض جائزة القذافي العالمية للاداب في دورتها الأولى وهو اليوم على رأس المرشحين لجائزة نوبل للاداب