ما بين تلال القمامة التي لا تسر الناظرين لا يزال دير القديس سمعان الخراز مصدر جذب للسائحين من جميع دول العالم, وكذلك المصريين الذين يتلمسون بركته وأدعيته. وسميت كاتدرائية السيدة العذراء والقديس سمعان الخراز بذلك تخليداً لمعجزة نقل جبل المقطم فى 27 نوفمبر عام 979 ميلادية والتى استخدم فيها القديس سمعان الخراز لإتمام هذه المعجزة الخارقة، وذلك فى عهد البابا إبرام بن زرعة السريانى البطريرك 62 الذى ظهرت له السيدة العذراء عندما وقعت عليه غيبة بعد صوم وصلاة ثلاثة أيام بكنيسة السيدة العذراء (المعلقة) بمصر القديمة، لتعلن له عن الشخص الذى بواسطته سيتم نقل الجبل (القديس سمعان الخراز). وشيدت هذه الكاتدرائية على مرحلتين: المرحلة الأولى كانت عبارة عن مغارة صغيرة لا يزيد ارتفاع سقفها على أرضيتها إلا بمتر واحد. وكان يتردد عليها باستمرار الخدام للقيام باجتماعات صلاة وطلب عمل يد الله فى الخدمة. وأثناء ذلك تم رفع الردم من أرضيتها وتسويتها وإعداد مذبح الكنيسة وأقامة القداسات الإلهية والاجتماعات من عام 1986، وهى أول كنيسة بالدير وكان الحاضرون يجلسون على الأرض المفترشة بالحصر وبعض الكراسى القليلة على الجانبين. وفى المرحلة الثانية أكمل الله العمل بها وأعدها إعدادًا مباركًا، وجهزت بمقاعد ثابتة وقوية على هيئة مدرجات ربع دائرية وذلك يوم 27 نوفمبر 1994؛ لتسع أعدادًا غفيرة. وهى أكبر كنيسة بالدير. ويوجد أمام المذبح من الجانب الأيمن للكنيسة مقصورة تضم رفات القديس سمعان الخراز الذى تم اكتشاف جسده عام 1991 وتم إحضاره من كنيسة السيدة العذراء بباليون الدرج بمصر القديمة إلى كنيسته هنا فى 11 يوليو 1992م وذلك بوثيقة كنسية من يد صاحب النيافة الأنبا متأوس أسقف مصر القديمة آنذاك وتحت إشراف صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث أدام الرب حياته. وتتميز هذه الكنيسة أيضًا بوجود بروز واضح بالسقف أمام الهيكل لصورة السيدة العذراء وهى تحمل طفلها الإلهى وذلك بدون صنع إنسان بل تم تنقيحها عام 1994 لزوم تنعيم طبيعة الحجر. وكان لدير الأب سمعان إبراهيم دور كبير فى جمع الأموال وبناء هذا الدير، حيث تم رسمه من قبل الكنيسة وأصبح مسئولاً عن هذا الدير وتم افتتاح الدير عام 1997 وقام بالتبرع مسيحيون مصريون وساهموا فى تطوير المكان بالإضافة لقيام العديد من الأجانب بالمساعدة فى إنشاء هذا الدير. وتم اكتشاف كنيسة مار مرقس وقاعة القديس سمعان الخراز في عام 1974 وكانت مملوءة بالحجارة الضخمة حتى سقف المغارة التى تضم بداخلها الآن كنيسة القديس مار مرقس وقاعة القديس سمعان الخراز. ولم يكن سوى مدخل واحد شديد الانحدار يصعب الدخول منه وهو حاليًّا الشباك الزجاجى الكبير المطل على المنطقة. وفى عام 1991 وبعد صلوات استمرت سبع سنوات طلبًا لإرشاد الله عن كيفية دخول المغارة بدأ العمل بشق سرداب من ناحية المدخل الحالى بعد إزالة 140 ألف طن من الأحجار الضخمة ليصبح المكان بعد ذلك معدًّا لتشييد القاعة والكنيسة. فى الطابق الأسفل تم تشييد الكنيسة على اسم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وذلك فى عام 1992 وتزين قبة الكنيسة من الخارج ثلاث لوحات فنية رائعة مكونة من قطع الفسيفساء وهى تمثل أحداثًا هامة من الكتاب المقدس (الصلب- القيامة- الصعود). أما الطابق الأعلى فيسمى قاعة القديس سمعان الخراز والتى أعدت لتسع 2000 شخص، وتتميز هذه القاعة بعدة لوحات رائعة النحت ومعبرة عن أحداث روحية فى الكتاب المقدس أكثرها تميزًا هى صورة للسيد المسيح فاتحًا ذراعيه منتظرًا كل من يقبل إليه "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم". وقال القمص سمعان إبراهيم رئيس دير القديس سمعان الخراز "هذا الدير تقام فيه صلاة يوم الخميس أسبوعيًّا ثم الكلمة العظة الأسبوعية والترانيم". وأضاف "من خلال هذه الصلوات والترانيم الروحية استقبلنا هذا العام بالتفاؤل والمحبة وحب الوطن وحب الله"، مضيفًا أنه "يجب أن يكون لدينا ثقة في الله لحل مشاكل مصر وعودة الاستقرار والهدوء والمحبة بعد انقسام الشعب لاثنين؛ لذلك نصلي لأجل اتحاد الشعب المصري مرة أخرى مع بداية العام الجديد". ومن جانبه قال عزت نعيم نقيب الزبالين "السائحون يأتون من كل دول العالم لمشاهدة الدير وهم يريدون أن يشاهدوا مصر على الطبيعة والحياة المصرية الهادئة؛ لأن السائحين لديهم فنادق وأماكن أفضل مليون مرة من الموجودة فى مصر.. المشكلة عندنا نحن كمصريين". أخبار مصر – تقارير - البديل Comment *