أدانت "جماعة المسرحيين" حالة التردي والانهيار التام الذي أصاب الحركة المسرحية بمصر في الفترة الأخيرة. وأوضحت جماعة المسرحيين أسباب الإنهيار التي تمثلت في سوء اختيار بعض القيادات المسئولة عن مسرح الدولة، وسوء الإدارة، بالإضافة إلى عدم إتخاذ أية إجراءات جادة لدعم ميزانية البيوت المسرحية، وإلغاء المهرجان القومي للمسرح. وقالت الجماعة في بيان لها "منذ أربعة عقود مضت والمسرح المصري يتراجع عن دوره التنويري التاريخي، ورغم تفاؤل الكثير من المسرحيين وتوقعاتهم بحدوث إنتعاشة في الحركة المسرحية بعد ثورة يناير إلا أن الصدمة قد أصابتهم بسبب ما حدث للمسرح من إنهيار تام". قال الناقد المسرحي "د.أسامة أبوطالب" أن إصدار البيان جاء بعد التأكد من عدم وجود أي حركة مسرحية مصرية، بل يقتصر الأمر فقط علي مجموعة من العروض المتناثرة التي لايمكنها أن تمثل تيارا مسرحيا واضح القسمات، بالإضافة إلى البيوت المسرحية المعطلة والمسارح المحترقة والتحكم البيروقراطي الجاهل الذي أدي إلي ركود الفكر والشلل التام في إنتشار المسرحية الجيدة. وأكد أبوطالب على أن الإنهيار الذي حدث للمسرح المصري قد انتقل الي الحركة المسرحية العربية التي كانت مصر رائدة لها كما أثر سلبا علي أكثر من 3 مليون أسرة مصرية تعيش من العمل المسرحي وتمتهن كافة فنونه وتخصصاته بدءا من الكتابة والتأليف والإخراج، الحركة والملابس حتي تقنيات المسرح من نجارة وإضاءة. وأضاف أبو طالب " لم يعد المسرح المصري يمارس دوره التنويري التاريخي المعروف ولم تعد الأسرة المصرية ولا الحركة العمالية أو التيارات السياسية والأحزاب تستقي منه أي دور وطني أو فني أو سياسي علي الإطلاق، ولم يؤثر ركود المسرح علي الجمهور فقط بل أثر سلبا علي باقي الفنون الأخري التي تعاني نفس معاناة المسرح وتشكو من حالة الركود وهذه الفنون هي " السينما- الفنون التشكيلية- الموسيقي والأدب" ومن هنا كان لابد من عقد المؤتمر الذي تتبناه نقابة المهن التمثيلية، وسيقدم عرضا موضوعيا حقيقيا لكل أزمات المسرح وكيفية مواجهتها. ومن جانبه، أكد المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم أن إنعدام الدعم المادي والتعزيزات المادية التي تسمح للمسرح أن يقوم بدوره هي أهم أسباب تراجع الحركة المسرحية في مصر ،كما أن هذا العام تم تقليص الميزانيات الخاصة بالمسرح، ومن هنا كان لابد أن نطرح سؤالا " كيف تنظر الدولة للمسرح وماذا تريد منه، وهذا السؤال نبحث له عن إجابة في المؤتمر الذي دعت اليه نقابة المهن التمثيلية. من جهة أخري قال الناقد المسرحي جرجس شكري أن أزمة المسرح ، التي تعود الي منتصف سبعينيات القرن الماضي ، تفاقمت في الوقت الحالي بسبب سوء الإدارة وإقصاء المسرحيين من المناصب لصالح مجموعة من المسئولين، بالإضافة الي إلغاء المهرجانات الكبري مثل التجريبي والمهرجان القومي للمسرح وإقامة مهرجان آفاق الأقل أهمية علي حد قوله. وذكر شكري أن لجنة المسرح طالبت وزير الثقافة كثيرا بإعادة هيكلة المؤسسة المسرحية ولكن لا جديد يحدث. وفي السياق ذاته قال المخرج المسرحي هشام السنباطي أن تراجع الحركة المسرحية في مصر يعود الي فترة ما قبل ثورة ينايرتلك الفترة التي كان بها تعتيما علي النشاط المسرحي ومحاولة لتحويله إلي أداة من أدوات اللهو فقط ومن ثم القضاء علي الدور التنويري للمسرح . وأكد السنباطي علي أن الأزمة الحقيقية التي تواجه المسرح الآن هي ضعف الميزانيات بالإضافة الي أزمة المسارح المغلقة والمحطمة والتي تحتاج الي صيانة وتطوير من الدولة. وتابع قائلا: " المسرح يحتاج الي إعادة هيكلة في الفترة القادمة والتخلص من العقليات المتحجرة التي لا تقبل بأي جديد والتي تتحكم في الإدارة والميزانيات" وعن البيان الذي أصدرته الحركة المسرحية في مصر قال أنه لا يعبر عن أزمة المسرح بشكل عام لأنه يركز علي مسرح الدولة فقط ولم يشير الي المسرح المستقل أو الفرق الحرة رغم أن عددها وصل الي 600 فرقة مسرحية علي حد قوله. أسامة أبوطالب: "محدودي القدرات الإدارية" بوزارة الثقافة هم السبب في أزمة المسرح