في وقت الإفطار.. ومع أذان المغرب تجمع 23 ضابطا ومجندا من حرس الحدود ليتناولوا الإفطار سويا في اليوم السابع عشر من رمضان.. لم يكن يدري أحدهم انه إفطارهم الأخير, وفجأة امتدت يد الغدر إليهم لتهاجمهم مجموعة إرهابية بالمدافع والرشاشات لتقتل 16 ضابطا وجنديا, وتصيب 7 آخرين. محمد أحمد عبد النعيم ووليد قنديل وحامد عبد المعطى ثلاثة مجندين كانوا على مائدة الإفطار الأخير.. الثلاثة استشهدوا في لحظات ليترك الأول طفله الرضيع وعمره 20 يوما، ويرحل الثاني ومعه سعادة بيت عائلته، ويزف الثالث على الجنة في حين كان أهله ينتظرونه ليزفوه لعروسه في ثالث أيام عيد الفطر. يقول عم الشهيد المجند محمد أحمد عبد النعيم المقيم بقرية ساقية دقوف بمركز سمالوط "للبديل" إن مدة خدمة الشهيد كانت ستنتهي بعد ثلاثة أشهر وأنه لدية طفل لم يتجاوز عمره ( 20 يوما) عقب زواج مدته عام ونصف وانه كان يعد لإقامة مشروع عقب انتهائه خدمته والعيش وسط أهله وأسرته. وأضاف أن الشهيد في آخر زيارة له قام بتوصيتهم جميعا بالاهتمام بطفله الصغيرة ومراعاة وقام بتقبيل يد ورأس والديه وأعمامه جميعا. وفي قرية بساط كريم التابعة لمركز شربين بالدقهلية, اختفت سعادة القرية واتشحت بالسواد فور تلقيها خبر استشهاد ابن القرية الشهيد وليد قنديل, والشهيد" وليد" يبلغ من العمر 22 عاماً من مواليد محافظة الدقهلية وخريج معهد الخدمة الاجتماعية ويعمل والده موظف بمجلس المدينة وتعمل والدته موظفه بإحدى شركات مياه الشرب ولديه ثلاث أخوة: محمد 27 عاما, وطارق 26 عاما, وكريم فى الصف الثانى الثانوى. يقول شقيقه "طارق" إنهم تلقوا اتصالا في البداية من أحد المسئولين أخبرهم بإصابة وليد في الحادث ونقله للمستشفى, قبل تلقيهم اتصالا آخر وتأكيدات من مسئولين بأنه استشهد بالفعل, وأضاف:"هكذا تضيع أرواح أبرياء يحمون وطنهم". وعن آخر لقاء بينه وبين شقيقه الشهيد, أشار طارق أن " وليد حدثنى قبل الحادث بساعة وقبل أذان المغرب وكعادته يطمئن علينا فقد كان أحن شخص فينا وهذه المرة طلب منى أن أحاول أن أفعل شيئا لترحيله من هناك, رغم أنه كان قد تم تجنيده فى حرس الحدود منذ 6 أشهر فقط ". فيما لفتت زوجة شقيق الشهيد عن الشهيد إنه "كان هو السعادة التي تملأ المنزل والقرية, كان حنونا يحلم بأن يخطب ويتزوج ويستقر, كان طموحا لأقصى حد وكانت أجازته القادمة مع قدوم العيد. وأوضحت أن آخر زيارة له للقرية كانت قبل 5 أيام من وفاته, حيث نزل خصيصا للاطمئنان على صديق له أصيب في حادث. وعن طريقة تلقي أهله خبر استشهاده, قالت زوجة شقيق الشهيد إن "والده ووالدته لا يستطيعان التحدث لا يصدقان ما حدث ولا نحن". فى حين قالت ابنة عمة الشهيد إن والده ووالدته دخلا في نوبة بكاء هيستيرية، فيما يستقبل منزل الأسرة التعازي في فقيدهم من أهالي القرية والأقرباء. وقال عاصم درويش ، أحد أصدقاء الشهيد ، إن الخبر وصل لأسرة وليد بإصابته في البداية، ثم تم تأكيد خبر الوفاة، وأن إخوته سيذهبون لحضور الجنازة العسكرية التي ستقام له مع باقي الشهداء غدا في القاهرة، فيما سيتم دفنه والصلاة عليه في مسقط رأسه بقرية بساط كريم الدين بمركز شربين بمحافظة الدقهلية بعد وصول الجثمان. وفي قريبة تيرة مركز نبروة بالدقهلية أيضا, شاء القدير أن تزف القرية الشهيد حامد عبد العاطي عبد العزيز إلى الجنة قبل ما يقرب من 15 يوما من زفافه على عروسته. وحتى قبل الإفطار بقليل عجز أهالي القرية البسيطة عن إبلاغ أسرة الشهيد نبأ استشهاده فاستمروا في انتظار أية أخبار عنه بعد أن أغلق هاتفه المحمول ولم يعد يرد عليهم. وقالت "صباح تاج" والدة حامد " كان هنا في رمضان ومشي خامس يوم ونوينا عل جوازه ثالث يوم العيد بإذن الله وشقته خلاص وخطيبته كمان بتجهز نفسها بس هو يرد علينا ويطمنا عليه". والد الشهيد الذى يعمل فلاحا قال "نفسي يرد عليا إحنا من ساعة ما عرفنا الخبر التفجير وإحنا بنتصل على تليفونه بس هو مغلق وأهل خطيبته مش عارف هما كمان قلقانين ومشفناهومش النهاردة بس إحنا من القلق نفسنا نطمن ونطمنهم. وعلى الجانب الآخر، أخبرنا أحد أهالي القرية إن أسرة خطيبة حامد علموا بالخبر ولم يستطيعوا إخبار أسرته وأنهم بحكم بعدهم عن الجرائد والانترنت لأنهم أناس بسطاء لم يعرفوا نبأ استشهاد حامد. الأمر تكرر مع أسرة حامد وأسرة وليد شهيد قرية بساط كرم الدين مركز شربين والذين لم يهتم أي مسئول بالاتصال بهم لطمأنتهم على أبنائهم سواء هم أحياء أم أموات، الأمر الذي لاقى استنكارا من أسرة شهيد بساط وأهالي قرية تيرة. وطالب طارق قنديل شقيق الشهيد وليد قنديل المسئولين بإخبارهم عن مكان تواجد جثمان شقيقهم لأنه لا يوجد أي مسئول ابلغهم أين وهو وأين ستتم أداء صلاة الجنازة عليه وانه وأسرته لا يعلمون أين هو شقيقهم وجثمانه وهذا الأمر يشعرهم بالمهانة والعجز حتى عن توديعه وطالبوا الرئيس مرسي والمشير بالقصاص له ولزملائه. والدة الشهيد حامد مازالت تنتظره للاحتفال بزواجه في العيد.. ووالدا الشهيد وليد قنديل لا يصدقان خبر استشهاده عم المجند محمد عبد النعيم: وصانا في آخر زيارة بالاهتمام بطفله الصغير.. وقبل يد ورأس والديه وأعمامه جميعا شقيق الشهيد "وليد قنديل": كان أحن شخصا فينا.. وزوجة أخيه: كان السعادة التي تملأ المنزل والقرية