نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” تقريراً عن التصريحات المتبادلة بين مصر وإسرائيل حول الوضع الأمني في سيناء ذكرت فيه، أن اللباقة الدبلوماسية تحولت إلى عناوين محرجة وغاضبة في العلاقات المتوترة على نحو متزايد بين مصر وإسرائيل . قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الثلاثاء ان شبه جزيرة سيناء أصبحت مثل “نوع من الحدود الغربية الواعرة” التى تم اجتياحها من قبل إرهابيين ومتشددين مسلحين ومهربي أسلحة، بينما اقترح أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي حشد المزيد من القوات الاسرائيلية على طول الحدود مع مصر . وقد أستدعى هذا قليلا من اللهجة القاسية من قبل الحاكم العسكري فى مصر، حيث قال المشير محمد حسين طنطاوي: ” حدودنا ، وخصوصا الشمالية الشرقية ، ملتهبة . ونحن لا نهاجم دول مجاورة ولكننا سندافع عن أرضنا، وسوف نكسر أقدام أي شخص يحاول مهاجمتنا أو يقترب من حدودنا “. بالتأكيد هذا خطاب للاستهلاك المحلي ، لكنه يرمز إلى مضمون قد تغير بين البلدين منذ قيام الثورة في العام الماضي، والتي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك، الذي حافظ على علاقات وثيقة مع اسرائيل، لكن بعد صعود الاسلاميون آخذت النبرة الحادة في الارتفاع في مصر، وطنطاوي يدرك جيدا أن معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية 1979 لم تكن أبدا مرحب بها داخل المجتمع المصري . وكان الجانبان حريصين على عدم تصعيد لغتهم واتخاذ إجراءات قد تثير اضطرابات في اتفاقيات كامب ديفيد ، وعلى الرغم من أن جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، التي تسيطر على ما يقرب من نصف البرلمان، أعربت عن الالتزام بالمعاهدة، ولكن الثورة المصرية قد أطلقت العنان لمشاعر جديدة ووضعت مصر على الطريق لإصلاح ما تعتبره خطايا عهد مبارك. واحدة من تلك الخطايا كان اتفاق عام 2005 لإمداد اسرائيل بالغاز الطبيعي بأسعار مخفضة ، وهي الصفقة التي استفاد منها الصديق المقرب لمبارك حسين سالم، ولهذا فسخت مصر العقد الذى بمليارات الدولارات هذا الاسبوع في نزاع حول السداد مع شركة غاز شرق المتوسط (EMG)، التي أمدت إسرائيل بالغاز . ولكن أكدت كلاً من مصر وإسرائيل على أن الخلاف حول القضية تجاري ، لا سياسي ، وعرضت القاهرة بامكانية إعادة التفاوض على العقد ، ولكن وسط أجواء مشبعة بالإثارة والريبة . الصفقة ، التي شكلت نحو 40٪ من الغاز الطبيعي لإسرائيل ، عانت وتضررت بسبب العنف وانعدام الأمن في سيناء، فقد هاجم متشددون خطوط أنابيب الغاز وتم تفجيرها على الأقل 14 مرة خلال العام الماضي ، مما تسبب فى تعطيل تدفق الغاز إلى إسرائيل وأثار المخاوف من أن التطرف الإسلامي ينتشر ويترسخ، مما دعا الجيش المصري إلى ارسال الجنود إلى المنطقة ؛ وحذرت اسرائيل الاسبوع الماضي مواطنيها الذين يقضون عطلة في شبه جزيرة سيناء بالمغادرة بسبب تهديدات ارهابية محتملة . ولكن ، على مستوى وطنى أعمق ، فالهجمات على خط انابيب الغاز يعكس النفور والكراهية التى لدى الكثير من المصريين تجاه هذه الصفقة ، الاسرائليون وشركة غاز شرق المتوسط ألقوا باللوم على مصر لعدم وقف أعمال التخريب ، والتي جعلت توصيل الغاز متقطع وتسببت في أضرار مالية كبيرة . حيث قال نتنياهو لراديو اسرائيل أن ” سيناء تتحول إلى نوع من المنطقة الغربية المتوحشة التي الجماعات الإرهابية من حماس والجهاد الإسلامي وتنظيم القاعدة ، بمعاونة من إيران ، يستخدمونها لتهريب الأسلحة ، ولجلب الاسلحة ، لتنفيذ هجمات ضد اسرائيل ” ، واضاف ” اننا نعمل ضد هذا الواقع ، ونحن في مناقشات مستمرة مع الحكومة المصرية ، والتي تشعر بالانزعاج أيضا من قبل هذا “. النتائج التى قد تؤدى اليها مثل هذه المحادثات لا تزال امر غير واضح ، خصوصا مع إستعدادات مصر لانتخابات الرئاسة الشهر المقبل، لأنه إذا فاز مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي ، فان الاسلاميين سيسيطرون على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكان مرسي قد أنتقد أسرائيل طويلا ودعا الى اعادة النظر في معاهدة السلام . لكن بغض النظر عمن يفوز ، إرث مبارك للتعاون مع اسرائيل -وبشكل أوسع , مع الولاياتالمتحدة – من المرجح أن يعاد صياغته . وعرض موقع الأهرام الاخباري على الانترنت الامر على هذا النحو ” : بعد أسبوع من الأحداث الدرامية بما في ذلك إنهاء صفقة الغاز الطبيعى بين مصر واسرائيل ، التوتر المتزايد يسلط الضوء على مستقبل سياسى غامض بين البلدين الجارتين “.