استقبل الدير المحرق بأسيوط آلاف الزوار في أكبر موسم احتفالي تقليدي لدير العذراء المحرق، الذي يقع في مدينة القوصية على بعد 25كم شمال أسيوط، حيث تقام الاحتفالات بمناسبة ذكرى تكريس أول كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم في مدينه فيلبي. ويطلق على الاحتفال بالعذراء "حالة الحديد" لأنها حينما زارت المنطقة أذابت الحديد حتى خلصت القديس "متياس الرسول" والأسرى من السجون، وتبدأ الاحتفالات فى الفترة ما بين 18 يونيو تذكار عيد رئيس الملائكة ميخائيل حتى 28يونيو، الموافق تكريس أول كنيسة للسيدة العذراء بمدينة فيلبى، ليشهد الدير يوميا زحاما شديدا. الأنبا فليكسيموس، المتحدث باسم الدير، قال إن هذه الفترة أكثر مناسبة للاحتفالات السنويه بالدير قبل بدء فيضان النيل الذي كان يأتي بتباشيره في أواخر شهر بؤونة القبطي (أوائل يوليو) حيث يزداد اندفاع مياه النيل وارتفاعها تدريجيا فتتفتح أحواض الأراضي الزراعية في الصعيد للري، وذلك قبل بناء السد العالي، وكان الزوار يجتمعون حول الدير القديم وينصبون خيامهم في المساحات المتاخمة لأسواره ملتمسين نوال البركة بشفاعة العذراء ويقدمون نذورهم وعطاياهم طوال الفترة الاحتفالية وزيارة موتاهم في القبور الواقعة غرب الدير. وقال الأنبا إفرايم المحرقي، وكيل الدير، إنه تم الدفع بأعداد كبيرة من طالبي الخدمة من الشباب لحفظ النظام وهيبة المكان وترتيب طقوس الزيارة والعمل على راحة الزائرين وتنظيم كافة تحركاتهم خلال الموسم الاحتفالي، ومن المتوقع زيادة أعداد الزوار هذا العام إذ زاد عدد الراغبين في حجز غرف الإقامة للصلاة وللعبادة خلال موسم الاحتفالات، مؤكدا أن الجهود الأمنية مستمرة بكثافة حول الدير. يذكر أن كنيسة السيدة العذراء الأثرية تقع عند مدخل البوابة الرئيسية والبوابة الثانية بالاتجاه الشمالي، مكان البيت المهجور الذي عاشت فيه العائلة المقدسة، والذي بقى على مساحته حتى القرن ال19 الميلادي، حيث أصبح للكنيسة 3 خوارس، وتتميز الكنيسة ببساطة بنائها، وبها مذبح واحد، تحيط به 4 أعمدة في أركان الهيكل، وعلى جانبي الهيكل توجد غرفتان صغيرتان حسب طقس الكنيسة الأولى. كما يعد الحصن الأثري من أقدم المعالم التاريخية بالدير المحرق، وبعض علماء الآثار يرون أن تاريخه يرجع إلى القرن ال8 الميلادي، وهو من أصغر الحصون الموجودة في الأديرة العامرة حاليًا، التي بنيت لحماية الرهبان من غارات البربر الوحشية، ويتكون من 3 طوابق على غرار الحصون التي بناها الملك زينون والد القديسة ايلارية، التي سلكت في الحياة الرهبانية بزي الرجل تحت اسم الراهب ايلاري ببرية شيهيت. وسمى الدير باسم "المحرق" لأنه كان مجاورًا لمنطقة جمع الحشائش الضارة وحرقها، ولذلك أطلق عليها المنطقة المحروقة، ومع مرور الوقت استقر لقب الدير بالمحرق وكان اسمه الصحيح لمده 12 قرنًا "دير السيدة العذراء بجبل قسقام" ويسكن الدير نحو 140 راهبًا.