تذخر محافظة بني سويف بالعديد من الآثار التي تشكل جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر القديم, ورغم تعدد وزراء السياحة والآثار على مدى سنوات طويلة ومحافظي بني سويف، الذين طالما صرحوا بأهمية تنشيط السياحة بتلك الأماكن، إلا أن تلك التصريحات سرعان ما ذهبت أدراج الرياح. وبخلاف المناطق الأثرية والسياحية البارزة إعلاميًّا مثل منطقة آثار ميدوم ومحمية كهف سنور، يوجد ببني سويف العديد من المناطق الأثرية والتي تعاني من قلة الاهتمام والدعم الحكومي لتطويرها، في مقدمتها منطقة آثار أبو صير التي تضم مقابر من عصر الدولة الوسطى إلى العصر الإسلامي، ومنطقة آثار إهناسيا المدينة الذاخرة بوجود بقايا أعمدة المعبد الروماني، خاصة وأن إهناسيا كانت عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين. كما كانت عاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة، وعثر بها على مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22.. وبها نقوش مختلفة وجبانة سدمنت الجبل التي بها العديد من المقابر التي ترجع لعصر الملك "دن" من الأسرة الأولى ومقبرة "مري – رع – حاتشف"، وتعود للأسرة الخامسة. ومقبرة الأمير "رع – حتب" وزوجته "حلي". بالإضافة إلى مناطق آثار دشاشة والحيبة ومنطقة آثار المضل وأديرة الحمام ومارجرجس بسدمنت الجبل ودير العذراء مريم ببياض العرب وأديرة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بمركز ناصر. وفي هذا الإطار قال الباحث الأثري محمد أبو الخير ل "البديل": للأسف الآثار الإسلامية في بني سويف غير معروفة أصلًا لدى المواطن؛ لعدم اهتمامه بهذا، بالإضافة إلى عدم وجود خطة لدى المسؤولين لنشر الوعي الأثري لدى الطلاب والمواطنين، وطالب بتوفير ميزانية في الإدارات الموجودة بالمحافظة، يتم الإنفاق من خلالها على الدعاية ونشر الوعي الأثري، وأن توجد خطة بالتعاون مع الوزارات؛ لتنظيم رحلات للمناطق الأثرية؛ حتى يعرف كل مواطن تاريخه، مشيرًا إلى وجود العديد من المناطق الأثرية التي تحتاج إلى استكمال أعمال الحفائر بها، وعدد من المناطق الأثرية التي تحتاج إلى أسوار لحمايتها من التعدي، مثل منطقتي آثار المضل والجرابعة، كما أن معظم المناطق تحتاج إلى المرافق والكهرباء، وعددًا كبيرًا من الآثار الموجودة في بني سويف بحاجة لضمها إلى وزارة الآثار؛ لحمايتها من الهدم والتعدي، مثل جامع العسقلاني بطنسا بني مالو وجامع مصطفى طاهر بتزمنت وجامع مصطفى أبو النيل بالفشن. لافتًا إلى أن الآثار تعتمد على التمويل الذاتي، وبعد تراجع الإيرادات بسبب انهيار السياحة أصبحت الوزارة مدينة، وتقترض المرتبات من وزارة المالية، وتوقفت أعمال الترميم والحفائر، مطالبًا بوضع ميزانية للآثار وإلغاء التمويل الذاتي وأن تكون هذه الميزانية بحجم وقيمة الآثار في مصر. وقال مؤمن مخلوف, مدير عام مناطق الآثار الإسلامية والقبطية ببني سويف, ل "البديل": يوجد بالمحافظة العديد من المواقع الأثرية الهامة والتي إذا استطعنا تطويرها وتجهيزها بالصورة اللائقة، تصبح عامل جذب سياحي، وتضع المحافظة على الخريطة السياحية للدولة. وذكر منها مئذنة دلاص الباقية بعد اندثار المسجد الخاص بها، وهي من أقدم المآذن الباقية في مصر، وترجع للعصر الفاطمي، مضيفًا: إذا استطعنا تطوير المنطقة المحيطة بالمئذنة وتنظيفها، ستصبح ذات شأن كبير. وتابع: يوجد دير السيدة العذراء بقرية الحمام بمركز ناصر، وهو يعتبر من أقدم الأديرة الموجودة بمصر، مشيرًا إلى أن منطقة المضل الأثرية بقرية بني عقبة بمركز ببا تم إجراء العديد من أعمال الحفائر بها، ومن أهم الاكتشافات مخطوط مزامير النبي داود المكتوب باللغة القبطية والمحفوظ حاليًّا بالمتحف القبطي بالقاهرة، كما عثر بها على بعض أطلال مبانٍ وآبار للمياه، وتم استخراج العديد من الآثار منها والموجودة حاليًّا بمتحف آثار بني سويف، والمخزن المتحفي بالأشمونيين بمركز ملوي، ومن الآثار الإسلامية أيضًا مساجد مصطفى كامل الغمراوي والديري والسيدة حورية، وجميعها بمدينة بني سويف، ومما سبق يتضح لنا أنه إذا تم تجهيز المناطق الأثرية السابقة، وتضافرت كل الجهود بالمحافظة، يمكن وضع المحافظة على الخريطة السياحية والاستفادة من ذلك اقتصاديًّا.