قال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، إن وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، كانت مناسبة للأمريكيين لمد يد الصداقة للشعب الكوبي، والاعتراف بأن المشاعر القوية للقائد الثوري قد تحركت في كلا البلدين، واستخدم أوباما هذا الحدث لدفن عشرات العقود من المرارة بين الولاياتالمتحدةوكوبا. وفاة كاسترو، الذي جسد عقودا من الشك والعداء بين البلدين، كانت مناسبة لتسريع هدف أوباما لدعم التقارب التاريخي الذي يأمل أن يكون أحد إنجازاته قبل مغادرة البيت الأبيض، لكن يبدو أن ذوبان الجليد بين البلدين سيصبح أبعد ما يكون مع الرئيس الجديد المنتخب دونالد ترامب، الذي ينتقد الانفراج بين البلدين. بعد بضعة ساعات، من وفاة كاسترو، وفي بيان صادر عن فريقه الانتقالي، وصف ترامب، كاسترو بأنه "ديكتاتور وحشي"، ظلم شعبه لعقود، وترك إرثا من فرق الإعدام والسرقة والمعاناة التي لا يمكن تصورها والفقر والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية. تصريحات الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب توضح بشكل كبير نقاط الاختلاف والتشابه بينهما، حيث كان أوباما بعيدا بشكل واضح عن الذم في كاسترو، تماشيا مع الجهود التي بذلها لفترة طويلة من أجل التقارب بين البلدين، بينما قام ترامب بذم كاسترو، لكن كل منهما يرى أن وفاة كاسترو نقطة تحول مع كوبا. خلال حملته الانتخابية، بعث ترامب إشارات متضاربة بشأن توجه السياسة الأمريكية تجاه كوبا، وفي الأسبوع الماضي، أعلن أنه عين موريسيو كليفر كاروني، أحد أشد المنتقدين لعلاقات أوباما مع كوبا، ليقود وزارة الخزانة، بينما حاول أوباما خلال الأشهر الأخيرة من رئاسته إدخال أكبر قدر من الانفتاح على العلاقة مع كوبا، بقدر الإمكان. تختلف الآراء بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن وفاة كاسترو، حيث يرى الطرف الأول أنها فرصة لتقوية العلاقات بين البلدين، أما الطرف الأخر يرى أن وفاة كاسترو فرصة لمعارضة الحكومة الكوبية، وقد وصف السيناتور، ماركو روبرتو، جمهوري من فلوريدا وهو ابن لمهاجرين كوبيين، كاسترو بالدكتاتور، قائلا: "لقد مات الدكتاتور ولكن الديكتاتورية لم تمت"، وأضاف: "مستقبل كوبا يظل في يد الشعب الكوبي، والآن على الكونجرس الأمريكي، أكثر من أي وقت مضى، الوقوف بجانب الكوبيين ضد حكامهم الوحشيين ودعم نضالهم من أجل الحرية وحقوق الإنسان الأساسية". نيويورك تايمز