لاأحد ينكر أن الوسائل الإعلامية المسموعة والمكتوبة والمرئية سلاح ذو حدين ، لو أحسنا أستتخدامها نفعت وأفادت ولو أساء المسئولين توجيه آلياتها ضرت وخابت ، فقد لفت نظري وأكيد ملايين المشاهدين الزخم الإعلاني الذي فاق حدود الواقع بل تعدي معايير الأخلاق والقيم التي تسود المجتمع المصري من خلال كثرة الإعلانات التي تخاطب غرائز المشاهدين علي كافة أعمارهم وجنسهم ولم تراعي التأدب المطروح في المادة الإعلانية حتي أخذ النصب يندمج في سلسلة الأكاذيب التي ابتدعها أصحاب النفوس الضعيفة الهينة وهم يروجون لسلع تدمر أجساد وعقول المتابعين والمهتمين بل والثكالي الذين أصابتهم الأمراض وعلل جراء الحكومة الفاسدة والمارقة التي استوردت تلك الأسقام وزرعتها في قلوب ونياط هذا الشعب المغلوب علي أمره ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يوجد كريمات لتكبير الثدي وأخري لتصغيرها ؟ وذلك الأسد الذي يعزز القدرة للرجل بل ويضمن رجولته وهذا الإعلان يذاع علي عدد كبير من القنوات الفضائية متخطياً مواثيق وأخلاقيات شرف المهنة فمن الناحية الزمنية فهو يتخطي حاجز 10دقائق في الساعة وربما يقترب منها ، هذا ناهيك عن الأسلوب والآلية التي يعرض بها الإعلان حتي أني تعرضت لطلب محرج من ابني في ثانية ابتدائي حينما طلب مني هذا المنتج لأنه يريد يطلع له شنب بنفس الحجم المعروض ويصبح رجل ! وأين الرقابة وتصريح وزارة الصحة من هذا كله وخاصة الأكذوبة التي يطلقون عليها اللاصقة السحرية التي ملأت الفضائيات وأرصفة الشوارع مع الباعة الجائلين ؟ وهل تم التوصل لعقار يقضي تماماً علي مرض السكر كما يذاع علي الملأ وينشر وكما شاهدته علي شاشة التليفزيون ومازال يتكرر ودفعني فضولي إلي التأكد من منطوق الإعلان أن العقار المعلن عنه تحدثت عنه وسائل الإعلام المختلفة ونشر علي صدر كبريات الصحف وجاء بصورة من صحيفة مؤكداً من خلال مانشيت عريض وتفاصيل الخبر ، هل تصدقون قمت بتثبيت الإعلان علي الشاشة وعملت زووم علي تفاصيل الخبر والمفروض أنه يتحدث عن الإعجاز العلمي لهذا العقار وإذا بي أجد خبر رياضي عن كرة القدم ليس له علاقة بالإعلان تماماً فهذه صورة كبري من النصب كان يجب علي وزارة الصحة متابعة تلك الإعلانات وتصدر بيان فوري عن كذب المعلن والشركة الوسيلة الإعلامية ولا تكتفي بذلك بل تقدم كل تقرير للنائب العام ليتخذ الإجراء المناسب والرادع بإيداع الأطراف المشاركة في الليمان مع إلغاء ترخيص أي قناة مهما كان نفوذها ، وكفانا ماعشناه من عقود أكتظت خلاله صفحات ' جينيز ريكورد ' بأسماء المصريين الذين سجلوا أعلي معدلات في العالم أصابة بفيروس سي والسكر والضغط وأمراض القلب والأورام حتي أن المستشفيات أصبحت قدرتها الإستعابية لا تكفي فالنظام السابق لم يرحم ضعف هذا الشعب الذي ينام نصفه بدون عشاء وغطاء ويقولون الحمد لله ، لقد طلب المصريون الرحمة من الخالق ومازالوا يرفعون أكُف الضراعة مستنجدين أن ينتشلهم من حدائق الشيطان التي حكمها الأباليس وسط أصوات المزامير التي تخرج الثعبان من شقه ليغرس أسنانه في جبين الوطن بسمومه محاولا النيل من أمنه واستقراره. لابد أن نتصدي لهذا الغش والتدليس والإستخفاف بعقول أبناء الوطن من خلال وقفه حازمة وحاسمة مع الفضائيات التي تلهث وراء المعلنين في محاولة منها لكسب ملايين الجنيهات دون مراعاة الأبعاد الدينية الأخلاقية والإنسانية ،وإعادة النظر في وضع تقنين لبث وإذاعة الإعلانات بالتعاون مع وزارة الصحة ولا يسمح بظهور أي منها علي الشاشة الصغيرة لإلا بعد الحصول علي إذن منها ويتم كتابة الترخيص المصرح به في بداية ونهاية الإعلان حتي تكون الصحة هي المسؤلة عن ضمان تداول وشراء السلعة ، إضافة إلي مسؤلية وزارة التضامن الإجتماعي بخصوص المسابقات الوهمية الخاصة ب 0900 وغيرها