رغم تحول الجلسة الختامية لمؤتمرأدباء مصرالذي انعقد في الفترة من 28 إلي 30 ديسمبر إلي جلسة لطرح هموم الأدباء بحضور وزيرهم ورئيس هيئة قصور الثقافة الشاعر سعد عبد الرحمن،حيث ناقش الأدباء فوضي منح جوائز الدولة والطريقة التي كانت تدار بها عمليات التصويت لصالح أشخاص بعينهم وفقا لمعايير ليس من بينها القيمة الإبداعية،ومعاناة مبدعو الأقاليم من عدم وجود قصور للثقافة ببعض المدن،أو من التعديات علي القصور ومحاولة سلبها في اماكن اخري،ومن استمرار إغلاق مسارح عدد كبير من القصور نتيجة لاشتراطات الدفاع المدني التي قيل أنها تتعنت مع هيئة قصور الثقافة منذ حريق مسرح بني سويف،إضافة إلي معاناة عقد مؤتمر أدباء مصر السنوي الذي أكد الشاعر البدوي عبد القادر طريف أنه اصبح كاليتيم علي موائد المحافظين نظرا لعدم توفير ميزانية خاصة به طوال السنوات السابقة وتسول إقامته علي نفقة المحافظات،كما شكوا من تراكم النصوص التي لم تنشر في سلاسل الهيئة العامة لقصور الثقافة..رغم كل تلك الشكاوي والمطالب،إلا أن تصريحات وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد في تلك الجلسة قد حققت قدرا كبيرا،من الرضي خاصة مع موافقته علي اقتراح بإنشاء صندوق لرعاية الأدباء،وتعهده بدعم من الوزارة قدره 100 ألف جنيه علي أن يصل هذا الدعم إلي مليون جنيه خلال عام 2012،وموافقته علي منح جائزة سنوية باسم مؤتمر أدباء مصر علي ان تتم دراسة إمكانية تقديمها في هيئة عدة جوائز في الفروع المختلفة من قصة ورواية ونقد وشعر ودراسات اجتماعية،كما أكد الوزير علي تعاون الوزارة مع الجميع وعدم استبعادها لأي من التيارات مشيرا إلي التيارات الدينية مؤكدا لقائه الأسبوع الماضي بالمسئول عن الفنون بجماعة الإخوان المسلمين وبحث معه التعاون المشترك موضحا أن هناك افكارا مغلوطة عن العلمانية التي هي رؤية في السياسة والاقتصاد لاتمنع التدين ،كما أعلن وزير الثقافة أن عام 2012 سيكون عاما للهيئة العامة لقصور الثقافة، واصفا الهيئة بأنها جمهورية الثقافة الفعلية. وكان الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة والشاعر سعد عبد الرحمن قد افتتحا الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر أدباء مصر وهي الدورة الأولي للمؤتمر بعد ثورة 25 يناير والتي تزامنت مع امرور عام علي الثورة وقد حملت الدورة عنوان "سقوط نص الاستبداد .... الثقافة والثورة.. مراجعات ورؤي" والذي أُهدي إلي روح شاعر المقاومة الراحل "أمل دنقل"،ورأسه الشاعر فؤاد حجازي وتولي أمانته العامة الشاعر فارس خضر وذلك بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وقد أهدي سعد عبد الرحمن محافظ القاهرة درع الهيئة تكريماً له لرعايته ودعمه للمؤتمر، كما قام المؤتمر بإهداء درع المؤتمرلكل من الأديب فؤاد حجازي، الشاعر عماد غزالي، الناقد أشرف عطية، القاص منير عتيبة، الكاتب المسرحي نعيم الأسيوطي، القاصة انتصار عبد المنعم، الإعلامي محمود شرف، الشاعر محمد التمساح، ، د. صابر عرب، الأستاذة فاطمة يوسف، اسم الأديب الراحل نجاتي عبد القادر،كما كرم الفائزين في مسابقة أبحاث مؤتمرات الأقاليم وهم الشاعر ابراهيم خطاب، محمد حمزة العزوني، الناقد عمر شهريار. وقد اشتمل المؤتمر علي خمسة جلسات بحثية حملت عناوين "المثقف والثورة"، و"امل دنقل ... الجنوبي" و"الأدب والثورة "و "المؤسسة الثقافية ... نحو واقع جديد" و "الثورة والميديا التفاعلية" وقد اقيمت بالتوازي عدد من الأمسيات الشعرية والفعاليات علي هامش المؤتمر كما عقدت الجمعية العمومية لأعضاء المؤتمر حيث اجريت انتخابات أعضاء الأمانة لعام 2012 / 2013 أعقبها جلسة بعنوان "أمل دنقل ... الجنوبي" تضمنت الاستماع لأشعار الراحل أمل دنقل بصوته بالإضافة لعرض فيلم تسجيلي عنه. ورفضت توصيات المؤتمر كافة أشكال التطبيع والتعامل مع العدو الصهيوني، كما حي المؤتمر ثورة 25 يناير وطالب بوقف محاكمات المدنيين أمام المحاكم العسكرية والإفراج عن جميع الناشطين السياسيين وأعلن تضامنه مع ثورات يالشعوب العربية وطالب بالوقف الفوري لكافة أشكال العنف ضد شعوبها،كما شدد أدباء مصر علي مدنية الدولة كركيزة أساسية من ركائز الدولة المصرية. وفي مواجهة التحديات التي تهدف إلي زعزعة التواجد المصري في عمق القارة الإفريقية، ناشد المؤتمر الدبلوماسية المصرية بالتحرك الواعي لتوطيد العلاقات مع الدول الإفريقية شعبيا ورسميا.وأعلن المؤتمر التمسكَ بضرورة كفالة حرية التعبير لجميع مبدعي ومثقفي مصر، ورفض جميع أشكال الوصاية علي الإبداع والفكر والدعوة إلي التعامل مع الإبداع والثقافة وفق معاييرهما الخاصة، وطالب المؤتمربضرورة تعديل ميزانية الدولة بحيث تحقق العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب ووقف استنزاف أمواله بتوزيعها علي فئة من المستثمرين في أي صورة من الصور . وطالب المؤتمر في توصياته الخاصة بتخصيص ميزانية سنوية ثابتة لمؤتمر أدباء مصر، أسوة بالمهرجانات الثقافية التي ترعها وزارة الثقافة؛ وأوصي المؤتمر أدباء مصر بتوسيع نطاق الأمانة العامة للمؤتمر بحيث تشمل ممثلين للمؤسسات المهتمة بالمجال الثقافي لإثراء النشاط الثقافي ودعم صوره المختلفة. وأكد المؤتمر علي توصية العام الماضي، بتخصيص سلسة لترجمة إبداعات أدباء مصر إلي اللغات الأجنبية مطالبا بتوسيع قاعدة أندية الأدب في ربوع مصر ودعمها وزيادة مخصصات النشر الإقليمي كما أوصي بضرورة الاهتمام بأطراف مصر ومناطقها المحرومة ثقافيا؛ وبتكثيف حماية المنشآت الثقافية بصورة تليق بأهميتها،وتقديم المسئولين عن كارثة المجمع العلمي للمحاكمة الفورية.