أعربت رابطة علماء المسلمين عن بالغ الأسي والحزن، لمايجري علي أرض سوريا من بلاء وفتنة في الدين، لا سيما مايحصل في حمص من حصار خانق، وإعدام لمقومات الحياة من كهرباء وماء وغذاء، وكأنه بذلك يريد تكرار المشهد المخزي والجريمة النكراء التي وقعت لإخواننا في حماة، إضافة إلي ذلك القتل والترويع للآمنين، وانتهاك لحرمات واستباحة المساجد. وأكدت الرابطة في بيانها علي أن النظام السوري النصيري نظام قائم علي مبادئ حزب البعث اللاديني لا يمكن بحال أن يكون نظاماً شرعياً أو مكتسباً لأدني قدر من الشرعية. وأشارت إلي إن إيغال هذا النظام في دماء الشعب السوري وإزهاقه للأرواح وإتلافه للممتلكات قد فتح كل السبل المشروعة في التصدي له، والمقتول من أهل الإسلام في هذه المواجهات وهو يبتغي بها وجه الله نحسبه عند الله تعالي من الشهداء، والمقتول دون نفسه أو عرضه أو ماله فهو شهيد . ودعت في البيان نسخة منه علماء سوريا، وقادةالثورة، إلي دراسة كل الوسائل المشروعة للخلاص من هذا النظام وحماية الشعب من الظلم، والتشاورقبل الاقدام عليها، مراعاة للمصالح والمفاسد، وخوفا من دخول معركة غير محسوبة القدرات والآثار والنتائج. وأضافت أنه يحرم علي قوات الجيش وقوات الأمن السورية أيا كانت صفتها أن تستجيب لأوامر القتل أو البغي أو الاعتقال لجماهير الشعب السوري المظلوم ، وعليها الحذر من الإعانة علي قتل امرئ مسلم أو إيذائه فإن ذلك سبب للإياس من رحمة الله، قال الله تعالي "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما " [النساء/93]. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما" [رواه البخاري]وعلي من ساهم في ذلك أن يبادر بالتوبة. كما طالبت العلماء الذين وقفوا مع هذا النظام المجرم بأن يتوبوا إلي الله تعالي وأن ينحازوا إلي الحق وألا يظاهروا أبناء النحلة النصيرية الباطلة علي أهل الإسلام ، وإلا كانوا بذلك في عداد الظالمين ، وقد ذم الله هذا الصنف من الناس فقال تعالي ط وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " [آل عمران /187 ] . وأوصت أخيرا الشعب السوري الصامد طيلة هذه الأشهر ، بالصبر والثبات، وعدم اليأس من طول الطريق وخذلان العالم لهم ، فإن هذا طريق الأنبياء والصالحين عبر التاريخ ، ولا بد لنيل الحقوق من ثمن وتضحيات.