لم يكن ما تحدث به البرادعي، وتعميمه للحكم علي 54 ألفًا من العاملين بالإذاعة والتليفزيون، هو السقطة الوحيدة له في مؤتمره الصحفي الذي عقده الأحد الماضي .. بل إن ما قاله وروجه من أكاذيب عن الجيش المصري هو من الأمور المشينة التي تكشف حجم التردي الذي هوي إليه الرجل الذي من المفترض أن يدقق في كلامه وتصريحاته قبل إطلاقها لكونه مرشحًا محتملاً لرئاسة الجمهورية. اعتبر البرادعي أن الجيش المصري قد 'طهر' نفسه حين انحاز للثورة .. وهي سقطة كبيرة .. لأن التطهر من شيء يعني أنه كان ملوثًا .. فهل كان جيشنا المصري العظيم ملوثًا يا برادعي؟ لو كنت تدرك حقيقة ودور الجيش المصري لما تحدثت بهذه الطريقة، لأن الجيش المصري لم يكن ملوثًا في يوم من الأيام حتي يتطهر بحمايته للثورة .. فالجيش المصري الذي لا يعرفه البرادعي هو جيش وطني، نأي بنفسه دومًا عن أمور السياسة، وارتكن إلي عقيدته القتالية، ووضع أمن مصر القومي في مقدمة أولوياته، وحافظ علي استراتيجيته التي تؤكد أن إسرائيل هي العدو الأول لمصر، ولم يتجاوب في ذلك مع مطالب السلام والاستسلام التي قادها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات. السؤال هو: هل كان يدرك الدكتور البرادعي أنه بهذا التصريح، وبالألفاظ التي استخدمها إنما كان يسيء مباشرة إلي الجيش المصري وإظهاره وكأنه كان جيشًا منحازًا للنظام السابق علي حساب قضايا الوطن والمجتمع؟ وألم ير الدكتور البرادعي فيما قاله إساءة متعمدة للجيش الذي تبني مطالب الشعب وأكد في وقفته البطولية مع ثورة 52 يناير أنه مستمر في انحيازه لمصالح الشعب والوطن، وانه لم يتوان يومًا عن الدفاع عن مصالح المجتمع وحماية أمن الوطن، وانه اتخذ الموقف الطبيعي حين انحاز للثورة ليؤكد علي طريقه المستمر في دعم مصالح المواطنين؟ سقطة لا تغتفر تضاف إلي سجل الدكتور محمد البرادعي الذي يسعي لتنصيب نفسه رئيسًا لمصر. انتهي