وقع السودان وجنوب السودان اتفاقا بشأن أمن الحدود الاحد محققين خطوة نحو تحسين العلاقات بعد توترات تراكمت لاسابيع بسبب العنف في مناطق حدودية واقتسام عائدات النفط. وأصبح الجنوب أحدث دولة في افريقيا في التاسع من يوليو/تموز بموجب اتفاق سلام 2005 مع الخرطوم ولكن الجانبين لم يحلا بعد عددا كبيرا من الخلافات، ويعد انهاء التوترات علي الحدود احد الاولويات. وانفجر العنف في ولايتين حدوديتين شماليتين حيث يقاتل الجيش جماعات معارضة مسلحة، واتهمت الخرطومجنوب السودان بدعم المتمردين وهو اتهام تنفيه دولة جنوب السودان، ولكن في ارفع اجتماع ثنائي في الخرطوم منذ استقلال جنوب السودان ابدي الجانبان نهجا تصالحيا وتعهدا بتحسين الامن في منطقة الحدود غير المرسومة جيدا والتي يعبرها معظم الاشخاص بدون قيود او تستخدم في تهريب البضائع. وقال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين للصحفيين انه سيتم انشاء عشرة معابر حدودية داخل منطقة منزوعة السلاح علي جانبي الحدود التي تمتد لمسافة 2000 كيلومتر. وأضاف حسين عقب اجتماع مع نظيره الجنوبي جون كونق نيون في الخرطوم ان نقاط العبور الحدودية ستساعد في انتقال المواطنين بين الدولتين، من جهته قال وزير دفاع جنوب السودان ان المواطنين لن يشعروا بالرضا بدون امن الحدود. وسيراقب نحو 300 فريق مشترك تدعمهم قوات حفظ السلام الاثيوبية المنطقة العازلة التي سيسحب منها الجانبان قواتهما، وقال حسين ان الاثيوبيين يراقبون بالفعل وقفا لاطلاق النار في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها والتي استولت عليها الخرطوم في مايو/ايار. وينهي هذا الاتفاق الذي وقع في وجود مسؤولين امنيين من البلدين الغموض بشأن امن الحدود، واتفق الجانبان علي المنطقة العازلة خلال محادثات جرت في اثيوبيا في يونيو/حزيران في اطار اتفاقية اطار شكك في اجزاء منها الرئيس السوداني عمر حسين البشير. واكد حسين ان البلدين اتفقا علي 80 في المئة من ترسيم الحدود، وغالبا ما كانت المعابر الحدودية مغلقة في الاشهر الاخيرة مما اعاق حركة التجارة والسفر. وامتنع الوزيران عن مناقشة العنف في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الحدوديتين الشماليتين والتي يخوض فيهما الجيش السودان معارك ضد جماعات مسلحة. واتهمت الخرطومجنوب السودان بدعم مقاتلين في الولايتين اللتين توجد بهما تجمعات سكانية كبيرة انحازت الي الجنوب خلال الحرب الاهلية التي استمرت لعقود. وأنهي اتفاق سلام 2005 عقودا من الحرب الاهلية التي أودت بحياة مليوني شخص لكن الشمال والجنوب ما زالا في حاجه لتسوية الكثير من النزاعات منها اقتسام ايرادات النفط في المستقبل وهو المصدر الرئيسي للدخل لكلا البلدين. واخذ الجنوب 75 في المئة من انتاج النفط الذي يبلغ 500 الف برميل يوميا ولكنه يحتاج الي منشات التصدير الشمالية، واخفق الجانبان حتي الان في الاتفاق علي رسم استخدام يتعين علي الجنوب دفعه للخرطوم.