انتقل الزعيم الراحل «جمال عبد الناصر»، إلى جوار ربه، وجاء زعيم جديد لاستكمال مسيرة الزعيم الراحل. جاء الزعيم «محمد أنور السادات»، إلى السلطة، وانحاز الزعيم الصحفي، والأسطورة السياسية، «محمد حسنين هيكل»، إلى السادات، بل كان الوحيد من رجال «عبدالناصر»، الذين أطلق عليهم بنفسه، لقب «مراكز القوى»، الذى انحاز له، رغم أن «هيكل»، كان أهم المراكز القوية، فى عهد «عبدالناصر». كان هيكل صحافيا ذكياً، وسياسيا عفيا، ومؤرخا قويا، يستطيع أن يستشف المستقبل، ويقدر على قراءة الواقع، ويتمكن من فهم دهاليز السياسة، ومداخلها، وخوارجها، وخفاياها، وماضيها، وحاضرها، ومستقبلها. فقرأ أن «السادات»، قادم لا محالة، وأنه منتصر على مراكز القوى، وهم رجال عبدالناصر. مما يؤكد لنا، بل يثبت للصحافة، والسياسة، والتاريخ، أن «الأسطورة هيكل»، مع الدولة المصرية، ومستقبلها، ومصالحها، وتقدمها، ونهضتها، ولم يكن هيكل، مع الزعماء بأشخاصهم، رغم أنه صحافى أول، فى جميع العصور، وبكل الطرق المشروعة، منذ عصر «الزعيم جمال عبد الناصر»، وحتى عصر «المشير عبد الفتاح السيسي»، وسيظل صحافيا أولا، وسياسيا بارزا، حتى نهاية التاريخ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. انحاز السادات إلى هيكل، ولكن سرعان ما تم الصدام بينهما، فرد هيكل على هذا التصادم، بكتابه «خريف الغضب». جدير بالذكر.. أن السادات، بطل كتاب «خريف الغضب»، هو نفسه بطل الحرب، وبطل السلام، وكان داهية سياسية ورجل دولة من طراز فريد، وحقق نصر أكتوبر، وقدم السلام، بل فرضه على أمريكا، وإسرائيل، وأعاد أرض مصر المحتلة، وهزم مراكز القوى الناصرية، لدرجة أن الجماعات الإرهابية، بالتعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية، استطاعت بغلها، وغبائها، وكيدها، وحقدها، وسفاهتها، ووقاحتها، اغتياله. فالكل يعلم أن جماعة الإخوان الإرهابية، قد سيطر عليها القبح حتى النخاع، إلى أن قبح الله وجوههم، أكثر قبحا مما هم عليه، مرة أو مرات فى كل عهد، وظهر قبحهم، وإرهابهم، الأخير، بغزارة، وشراسة، وتفاهة، وحقد، وغل، وغرور، وشرور، بخاصة فى ثورة 25 يناير، «أواخر عهد مبارك»، و«عهد المجلس العسكري»، حتى فى عهدهم أنفسهم، «عهد الإخوان»، عام الضياع، عام الوهم، والخزي، والذل، والعار، والنار، وكذلك فى «عهد المستشار عدلى منصور»، وفى «عهد المشير عبد الفتاح السيسي». علما بأن «هيكل» استطاع بحنكته الصحفية، أن يكتب فى الداخل والخارج، وضمن كتاباته، كتب فى صحف أمريكية، وإنجليزية، منها، ال «نيويورك تايمز»، «الواشنطن بوست»، «الإندبندنت»، وهى صحف عالمية، توزيعاتها بالملايين. فقد عاش هيكل على القمة، وظل على القمة، مع رؤساء قمة، والأحداث التى عاصرها، وعاصرته، والرؤساء الذين تعايش معهم، وتعايشوا معه، كانوا أيضا قمة، بل قيمة، وقامة «بالطبع ماعدا المخلوع، مبارك، والمعزول مرسي». وظل هيكل قامة كبرى، وظل، وسيظل له تلاميذ، وقراء، وتابعون، ومريدون، عشرات الملايين، إن لم يكن مئات الملايين، على مستوى العالم، وبالطبع هو يستحق ذلك، بل أكثر بكثير. فقد كان صحافيًا موهوبا، منفردا، متفردا، أستاذا، عالما، باقيا، أحد أهم الذين صنعوا الصحافة الحديثة. ولم تخل حياة هيكل من الأعداء، والعدائيين، وكذلك من الحاقدين، والغيورين، ومنهم من قال: لو أتيحت لهم الفرصة، التى أتيحت لهيكل، لأصبحوا أفضل منه بكثير، فلابد أن يكون هؤلاء كارهين. وأما أعداؤه الموضوعيون، المنصفون، المهنيون، فقد كانوا يقولون: «هيكل»، اجتهد، وجاهد، ونجح، وابتكر، وانتصر، ولكن هؤلاء الموضوعيين، الإيجابيين، المنصفين، اختلفوا معه فقط، فى المواقف السياسية، بطريقة إيجابية، ولم ينكروا عليه أبدا مهنته، ومهنيته، وحرفيته، وأستاذيته، وبراعته، وإبداعاته. المتحدث الرسمى باسم النادى الدبلوماسى الدولي Diplomatic Counselor Sameh Almashad