تشتمل سلسلة «هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة» على مقدمة عامة عن هذه الأسطورة الهيكلية، الصحفية، السياسية، قدمتها كما ينبغي قدر الإمكان، ثم قسمت السلسلة إلى عدة أقسام، منها ماهو خاص بهيكل صحفياً، وحاولت جاهدا في هذا الجزء، رصد تجربة الصحفي الشاب، في صحف (الإجبشيان جازيت)، و(آخر ساعة)، ثم (أخبار اليوم)، وبعدها تأتي تجربته في مؤسسة (الأهرام)، ويبحث هذا الجزء، من هذه السلسلة، المقالية، كيفية دخوله مؤسسة الأهرام، ثم إنجازاته فيها، ثم كيف خرج منها، مع توضيح الفصل بين كل جزئية وأخرى. ففي قسم تجربة هيكل الصحفية، تعرضت إلى مسألة (تنظيم الصحافة) في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، ووجهة نظر الرئيس، وهيكل. وكتبت عدة مقالات في هذا الباب، تتعلق هذه المقالات بالمعلومات في حياة هيكل، حيث حاولت جاهدا في هذا الباب، معالجة ضرورة المعلومات في هذه المرحلة، وكيفية تدفق المعلومات من هيكل إلى عبد الناصر، وكذلك تدفق معلومات الرئيس إلى هيكل، وطرحت أيضا كيفية استخدام هيكل ل(سلاح المعلومات) في خدمة الصحافة، والسياسة، والتاريخ، بدليل تناولي التأكيد على أن هيكل هو المؤرخ الأول للعهد الناصري، بل لكل الأزمنة من الملك فاروق، إلى عصر مبارك. أما الجزء المتعلق (بهيكل السياسي)، فتناول في طرحة مسألة ارتباط هيكل (بالعهد الناصري) وكيف بدأت العلاقة بينهما، ونمت، وتطورت، حتى أصبحت ذات بعد شخصي مميز، وبعد صحفي متميز، وبعد سياسي ممتاز. ثم طرحت بعد هذا الباب، عدة مقالات في فصول مختلفة، أعرض في هذه السلسلة، من خلال تلك الفصول، طبيعة علاقته بالعهد الناصري، والأدوار السياسية التي قام بها، وطبيعة علاقته بالأجهزة الحاكمة، وموقعه من (التكتلات السياسية). وعرضت في هذا الباب، التحالف التاريخي، الذي حدث بين (السادات، وهيكل)، وكتبت حقيقة الدور الهام، الذي لعبه هيكل في (أحداث مايو 1971)، وكيفية تعرضه للخلاف، والإختلاف، مع الزعيم محمد أنور السادات، في المرحلة اللاحقة، ووضحت أسبابه، ومراحله، وكيف إنتهى هذا الخلاف إلى صراع، ثم إلى قطيعة. وتناولت في الباب الذي يليه، ضمن سلسلة مقالات هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة، اتجاه الفكر السياسي عند هيكل، مع توضيح رؤيته للصراع، وصورة الولاياتالمتحدةالأمريكية في كتاباته، كذلك صورة الاتحاد السوفيتي، عندما كان اتحادا، وبعدها صورة روسيا العظمى، ثم صورة هيكل نفسه في تصوراته الفكرية الإيديولوجية. وسأحاول الكتابة والبحث قدر الإمكان في الأبواب والحلقات القادمة، عن عالم هيكل، وعرض مجموعة حوارات عن هيكل مع: سامي شرف، مدير مكتب عبد الناصر، للمعلومات، ووزير شؤون الرئاسة وضياء الدين داوود، وزير الشؤون الاجتماعية، وعضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي في عهد عبد الناصر، وبدايات عهد السادات ومحمد فائق، وزير الخارجية، ثم الإعلام في عهد عبد الناصر ثم بدايات عهد السادات ومجدي حسنين، أمين صندوق الضباط الأحرار، ومدير مكتب محمد نجيب، ثم مدير مكتب جمال عبد الناصر والفريق أول محمد فوزي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية (1967 1970). ماهي الأهداف من وراء كتابة عدة أبواب وفصول، في سلسلة بعنون: (هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة)، الهدف الأول: هو توضيح جوانب من التاريخ العريق للسياسة المصرية، ثم السياسة العربية، ثم السياسة الدولية، وعلاقتها بالسياسة المصرية العربية، المعاصرة، وعلاقتها بالصحافة، وإزالة تلك المساحات الضبابية التي تراكمت، بفضل النزعات الشخصية. الهدف الثاني من هذه السلسلة: التوثيق لتجربة صحفية نموذجية، فريدة من نوعها، وحيدة في القطر المصري، ثم الوطن العربي، الذي يفتقد إلى مرجعية صحفية، من خلال تجربة حية، حيث يلاحظ غياب سلوكية صحفية عريقة. صحيح أن الصحافة كحقل من حقول العلوم الاجتماعية، هي نسبياً حديثة العهد في العالم، ولكنها في الوطن العربي مازالت تعاني من معوقات ذاتية، وإعاقات اجتماعية، وعقبات ثقافية، وتعقيدات سلوكية، من هذه المعوقات الشخصية: (إرادة الإنسان)، والموضوعية، (الإمكانيات مادية، والرقابة السياسية الصارمة)، تجعل الصحافة العربية، شديدة التخلف عن غيرها من الصحافة الغربية. المتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي Diplomatic Counselor Sameh Almashad