بعد مرحلة التساؤلات، والاستفسارات، والأسئلة، والمساءلة، تم رسم ملامح لخطة كتابة سلسلة مقالات، (هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة)، فتم تحديد الموضوع، وكذلك تم تحديد المساحة الزمنية لكتابة السلسلة، وأيضا تم تحديد الاشكالية والفرضيات، بعد أن تم استبعاد المقاربة البيوغرافية المكتملة، وفقط اكتفيت بمقاربة شبه بيوغرافية، هذه المقاربة تجمع بين الشخصية، وتفنيد، وتحليل، أكبر وأهم القضايا، والاتجاهات المصيرية، التي عمل فيها هيكل، وكانت لها بالغ الأثر في شخصيته. فكانت البداية لهذه السلسلة أثناء كتابتها، ثم مرحلة اعتماد جمع المعلومات، من خلال مصادر، ومراجع، ومناهج متعددة، متنوعة، ومتباينة، تعمدت أن أضع فيها كتابات هيكل نفسه، (كتباً، ومقالات)، بالإضافة إلى الحوارات التي حاور فيها الصحفيين، وحاوروه، وأيضاً ما كتبه الصحفيون عن هيكل من تلقاء أنفسهم، فضلا عن المعلومات التي جمعتها لشخصيات هامة، شاركت هيكل الموسوعة، في حياته الصحفية، والسياسية، التي عاصرها، وعايشها، وتعايش معها. وكانت هناك صعوبة بالغة في كتابة هذه السلسلة المقالية لهذا الأسطورة، واجهتني أثناء الإعداد، والكتابة لهذه الحلقات المسلسلة، وهذه الصعوبة تمثلت في الكم الكبير، والمعلومات الهائلة، والروايات، والرؤى، والآراء، عن هيكل، بمختلف الأفكار، والأطروحات، من الأعداء، والمحبين، والمعجبين، والمنتمين، والمريدين، لهذا الأسد الهيكلي، الذي قلّ أعداؤه، وكثر محبوه ومريدوه، ومن يكره هيكل فهو مغرض، وحاقد، أو غير واعٍ، أو يتمتع بقدر كبير من اللاوعي، وعدم الفهم، وعدم استيعاب، وإدراك، الأمور. فوجدت من خلال رحلتي البحثية عن هيكل، كثيرا من المعلومات، والتقييمات، المتضاربة، والمتناقضة، فالبعض من أنصار هيكل، والبعض الآخر من أعدائه. وكنت أصطدم خلال رحلتي في البحث عن هيكل، من أجل إخراج سلسلة مقالات هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة، كنت أدهش عندما أجد مواقف كثيرة، لصحافيين وكتاب كبار، من ألد أعداء هيكل، عندما هاجموه من زاويا متعددة، منها علاقاته بأجهزة مخابرات أجنبية، كما يدعون، ويسردون القصص، والوقائع، والأحداث. ومن وجهة نظري الشخصية أنه إذا كانت بين هيكل وبعض الأجهزة المخابراتية الأجنبية علاقة، فهي علاقة حميدة، وليست علاقة خبيثة. ولكنني تعاملت مع هذا الملف بحذر، وانتباه شديدين، وتجنبت التركيز فيها، والاستناد عليها، والنقل عنها، والاستفادة منها، لأن هذه الجزئية الحساسة تتجاوز إمكانيات البحث، والباحث، والمقال، والكاتب، والكتاب، بل والمعرفة، لأنها وسائل معقدة، تخص هذه الأجهزة (المعقدة). جدير بالذكر أنني لاحظت أن هناك حملة كبيرة، حاقدة، باغضة، غلولة، غبية، قامت ضد هيكل عن عمد وقصد أكيدين. بدأت أحداث هذه الحملة بعد اختلاف هيكل مع الرئيس أنور السادات، علما بأن القائمين على هذه الحملة التشويهية، من مريدي السادات، فلم آخذها بمحمل الجد، ولم أضعها بعين الاعتبار، ولكنني أخذتها صدقا، وحقا، ويقينا، أنها حملة كيدية، لتشويه الكاتب الصحفي الكبير، المؤرخ العالمي، محمد حسنين هيكل. لقد اعتمدت سلسلة مقالات (هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة)، على استراتيجية نظرية اعتمدت في كتابتها على فكرة الفصل بين الحياة الصحفية، والحياة السياسية، لدى هذا الأسطورة. وهذا الفصل بين الحياتين الهامتين المتلازمتين المرتبطتين بعضهما ببعض، هو فصل عفوي، عشوائي، ولكن ضروري، لاستحالة حدوثه في الواقع الحقيقي، ولكن استدعت كتابة هذه الحلقات، من المقالات ضرورة منهجية، مهنية، ملحة، حتى لا تسقط هذا السلسلة الطويلة من مقالاتي عن هذا الصحفي الكبير، وتصبح مجرد عرض لأحداث متتالية، ووقائع متتابعة، لا يربط بين هذه الأحداث والوقائع غير الزمن، رغم أهمية تقسيم حياة هيكل صحفيا وسياسيا إلى عدة قضايا، واشكاليات، مستقلة، ومحددة، عن الأخرى، بشرط ربطها ببعضها. فبدأت كتابة هذه السلسة بعد وفاة هيكل، بالجانب الصحفي، وكتبت في الحلقة الأولى من هذه السلسة، أن الشهرة، والانتشار، والتقدم، والخبرة، التي حظي بها هيكل يعود الفضل فيه إلى الصحافة، التي أدخلته بدورها إلى عالم السياسة، فبدأ صحفيا، وانتهى صحفيا، وسياسيا، وبات تاريخا يؤرخ، وعالما يدرس، عاصر الملك فاروق، والرئيس محمد نجيب، والرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات، والرئيس محمد حسني مبارك، والمجلس العسكري، والمعزول محمد مرسي، والرئيس عدلي منصور، والرئيس عبد الفتاح السيسي، فصار هيكل أسطورة علمية عالمية بحق، وموسوعة تاريخية، صحفية، إعلامية، سياسية، أدبية بصدق، جعلته مشهوراً منتشرا كموسوعة في العالم أجمع كصحفي قدير، قبل أن يكون سياسياً محنكا مقرباً من القيادة السياسة، وصناع القرار. المتحدث الرسمي باسم النادي الدبلوماسي الدولي Diplomatic Counselor Sameh Almashad