"عندما يسبك الخسيس.. فتأكد انك تسير في الطريق الصحيح.. ولا تنس عندما تتألم.. أنك تتألم من أجل مصر!!".. ليس جديداً.. أن مصر.. أصبحت منذ سنوات طويلة.. مثل "القربة" الكبيرة التي تستقبل يومياً.. ماسورة ضخمة.. تلقي بملايين الجنيهات داخل هذه "القربة".. ولكن كل هذه الملايين تتسرب من ثقوب "القربة" داخل جيوب عشرات الفاسدين الذين ينتظرون ملايين "القربة".. ولكن الجديد أيضاً.. ان يتحول الفساد من "مرحلة الاستكانة" عبر السنوات الماضية إلي الفجور العلني.. والسبب في ذلك هي الدولة العبثية التي فرضتها معظم الحكومات المصرية.. سواء عن جهل أو تعمد لتقنين.. عمليات الفساد الذي يلتهم ما بين 15% إلي 20% من حجم الموازنة للدولة المصرية!! وللحقيقة فإن تاريخ الفساد ممتد وظهر مع بداية انشاء فيما يسمي "بشركات القطاع العام".. ولأن الفكرة كانت نبيلة لمواجهة الرأسمالية المتوحشة.. ولكنها لم تستكمل بسبب ان الدولة.. دفعت بقيادات.. أما فاسدة.. أو لا تملك ملكة الإدارة والحسم والتطوير.. وأتذكر في التسعينيات خرج علينا تقرير حكومي يؤكد ان خسائر القطاع العام قد وصلت لأكثر من 72 مليار جنيه.. لينطلق بعد ذلك مشروع الخصخصة "الذي تبنته حكومة الدكتور عاطف عبيد".. وتم الترويج له بقوة.. وكأن برنامج الاصلاح الاقتصادي.. لا ينجح إلا بالسطو علي شركات القطاع العام وبيعها بالأمر المباشر بأقل بكثير من قيمتها الحقيقية!! نعم لقد شهدت مصر أكبر عملية فساد في تاريخها وكانت الخصخصة وفسادها.. هي المرحلة الأولي من مسلسل الفساد.. لتتكون شبكات عنكبوتية في كل مؤسسات الدولة تدافع عن مصالحها.. والرئيس عبدالفتاح السيسي أكد هذا الكلام عندما قال.. ان الإرهاب والفساد هما السبب في المشاكل الاقتصادية التي تواجهها مصر حالياً.. ولذلك علي المؤسسات الرقابية.. ان تتحرك بقوة لتفكيك شبكات الفساد.. لانقاذ ما تبقي من الاقتصاد المصري.. خاصة بعد المحاولات المستميتة من كل الداعمين للمشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري لخنق مصر اقتصادياً.. وخلخلة أمنها الداخلي باعطاء رئة للتنفس لشبكات الفساد لتهريب ما سرقوه من أموال المصريين خارج البلاد وتشجيعهم علي ذلك وعلينا ان نتذكر ان الذين سرقوا دعم المصريين في قضية القمح الكبري هم مصريون والذين يضاربون علي الدولار وجمعه من الخارج هم أيضاً مصريون.. والذين يسرقون أراض الدولة والاستيلاء عليها مصريون.. هم يستخدمون "حثالة" المصريين لاسقاط هذه الدولة العريقة!!.