رغم اختفاء الرئيس السابق حسنى مبارك من المشهد السياسى المصرى مازالت صوره واخباره تنال اهتمامات الصحف المصرية لكن على صعيد مختلف ، فقد اهتمت عناوين الصحف بخبر تجميد الحسابات والأرصدة الخاصة بالرئيس السابق وزوجته ونجليه وزوجتيهما ، اما الاهتمام الاكبر فبملفات الفساد التى مازال يتكشف منها الكثير كل يوم. الاهرام: ملفات الفساد.. واسترداد ثروة الوطن في اليوم الذي عم فيه الفرج مصر بأسرها لانتصار ثور25 يناير, أدرك الشعب في ذات الوقت أن منظومة الفساد وشبكتها العنكبوتية ينبغي اجتثاثها تماما ومحاكمة الفاسدين والمفسدين حتي يتسني تحقيق العدل الاجتماعي المنشود, في ظل دولة القانون. ومما لا جدال فيه أن كشف الفساد وفتح ملفات الفاسدين مسألة بالغة الأهمية حتي يستقيم العدل في ضوء ترسيخ قيم مجتمعية جديدة ابرزها تكافؤ الفرص للجميع. فهذا هو الطريق نحو المساواة وسد أية ثغرة يمكن أن تنفذ منها ممارسات الفساد. واذا كان كشف الفساد ومحاكمة الفاسدين يعد مقدمة منطقية وضرورية للمساهمة ضمن اجراءات أخري في بناء الوطن الجديد وطن الديمقراطية والعدل الاجتماعي فإن هذا الأمر بالغ الأهمية في حث الدول والمنظمات المالية والاقتصادية الدولية للوقوف إلي جانب مصر في اعادة بناء اقتصادها عبر تقديم المساعدات والمعونات. ذلك أن أطرافا وقوي دولية عديدة أعربت عن رغبتها في دعم الاقتصاد المصري. وثمة تحرك دبلوماسي دولي لعقد مؤتمر دولي وصولا الي وضع آليات تحقيق هذا الدعم.ومما لا شك فيه أن كشف الفساد ومحاكمة الفاسدين يعد رسالة واضحة وجلية للمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية بأن الشفافية في مصر ليست شعارا وإنما ممارسة سياسية تستهدف في المقام الأول إشاعة قيم العدل الاجتماعي ودولة القانون.. وما يتعين أن نفطن اليه أن ثمة ملفين أساسيين يتعين فتحهما والتحقيق في وقائعهما وجرائمهما وهما ملف الخصخصة وملف بيع الأراضي وتنطوي أهمية هذين الملفين علي إمكان استرداد الشعب لثرواته التي تمت سرقتها ونهبها, هذه الثروة ليست ملكا لمن يعيشون الآن فوق ثري الوطن فحسب, وانما هي ملك للأجيال القادمة.ملفات الفساد.