كانت ثورة يناير هي ثورة الشباب بكل المقاييس والمعايير، وبحمد الله لمست ذلك من خلال كتيبة شباب «الموجز» الذين شعروا بقيمة دم الشهداء فواصلوا العمل ليلا ونهارا لكي يكشفوا فساد كبار رموز نظام مبارك من أباطرة المال، وتم الكشف عن مستنقع فساد كبير غرق فيه رجال أعمال ووزراء فاسدون جعلوا من مصر عزبة يمتلكونها ويحلبون خيراتها بالوسائل غير المشروعة وبالقتل وبالسلب والنهب والرشوة والصفقات المشبوهة لتخريب اقتصاد مصر وتجويع الشعب. وبدأ قسم التحقيقات في «الموجز» في جمع كل كبيرة وصغيرة عن هؤلاء الفاسدين الكبار وتوالي النشر خلال عام ونصف وفي أثناء النشر كنا نكتشف في كل عدد حجم الجريمة التي ارتكبها رجال الأعمال والبيزنس في حق الشعب المصري.. وكيف قاموا ببناء إمبراطوريات البيزنس من دم هذا الشعب، واستمر النشر وتواصلت الملفات وقمنا بنشر العديد من الحلقات الموثقة التي تكشف فساد عدد كبير من كبار رجال الأعمال خاصة هؤلاء الفاسدين الذين لم يتم تقديمهم للنائب العام حتي الآن، والذين لم يتم إدراجهم علي قوائم المطلوبين أمام النائب العام، فبكل أسف كان الفاسدون الذين لم تتم محاكمتهم أكثر فسادا من هؤلاء الذين أصبحوا حديث الرأي العام. واتخذت «الموجز» سياسة تحريرية تعتمد علي كشف المستور، ولا تكتفي بنشر أصداء القضايا المطروحة في وسائل الإعلام الأخري فالفساد في مصر متشعب ومتعدد الوجوه، وانشغل القضاء بالنظر والفصل في العديد من القضايا الشهيرة المتعلقة بخصخصة الأصول العامة، وتخصيص الأراضي المملوكة للدولة وعقود تصدير الغاز الطبيعي للخارج.. ولكن هناك أيضا حيتان البيزنس الكبار الذين كونوا ثرواتهم في عهد المخلوع وظلوا يمارسون الفساد بعد الثورة لم يجرؤ أحد علي كشفهم بعد أن قاموا بشراء الأقلام وتقديم الرشاوي لتجميل صورتهم القبيحة، فهؤلاء لم يقترب أحد من فسادهم ولم تجرؤ صحيفة علي نشر حرف من فسادهم!!.. ولكننا في «الموجز» لم نتراجع ولم نتوقف ولم نخضع لإغراءات، وكانت هذه هي المهمة الكبيرة والشاقة علي شباب الصحفيين ب«الموجز» الذين قرروا أن يداهموا الفاسدين في كل مكان وأن يلاحقوهم ويكشفوا فسادهم بالمستندات والوثائق ويفضحوا مخططاتهم في الظلام وكيف كانت تدار شبكات المحسوبية والفساد، وكيف ارتبط رجال الأعمال بالسلطة وما هي آليات التفاعل بينهما وأثرها علي سبل تراكم الثروات الخاصة؟!.. من هم أعضاء هذه الشبكات؟!.. وما هي الأشكال التي أخذتها ممارسات الفساد والمحسوبية؟!.. ومن هم أبرز الفاسدين في الخفاء؟!.. وبفضل الله حققت «الموجز» أعلي معدلات التوزيع بين الصحف الأسبوعية وتصدرت «الموجز» قوائم التوزيع لأننا لم نراهن سوي علي ذكاء القارئ في الفرز بين الصحف المشبوهة والصحف التي تقاتل مرضاة لوجه الله وبحثا عن الحقيقة، ويشهد الله كما يشهد قارئ «الموجز» أن الصحيفة لم تداهن ولم تتراجع عن موقفها في كشف الفاسدين، ولم ترهبنا كل وسائل الفاسدين في إسكات صوتنا أو قصف أقلامنا، لذلك حققنا العديد من الانفرادات الخاصة ب«الموجز» لأننا كشفنا عن أسماء لم تجرؤ صحيفة أخري أن تنشر حرفا عن فسادهم، بل إن الكثيرين منهم يملأون الفضائيات يتنقلون من فضائية إلي أخري ويقدمون أنفسهم باعتبارهم قادة المجتمع في حين هم أفسد من مبارك نفسه وجمعوا ثروات تضاعف الثروات التي جمعها مبارك ونجلاه، وبكل أسف فإن هؤلاء يمتلكون شبكات واسعة من العلاقات تسيطر علي الإعلام وعلي الفضائيات المختلفة ولم يجرؤ أحد علي الاقتراب منهم، لكن كتيبة «الموجز» قامت بعمل انتحاري وسنقوم بتوثيقه ليكون هدية إلي كل المصريين الشرفاء ليعرفوا كم الجرائم التي ارتكبها هؤلاء في حق الوطن ولكي نكشف هؤلاء للأجيال القادمة، وفي أثناء النشر حاول هؤلاء إرهابنا ولجأوا إلي تقديم البلاغات لتخويفنا وتم تقديم أكثر من مائتي بلاغ للنائب العام ضد «الموجز» بدأت عقب الثورة مباشرة في مارس 2011 ببلاغات لوبي الفساد الأكبر في «بيكر آند ماكينزي» بقيادة طاهر حلمي وأحمد كمال أبوالمجد ولم تنته حتي أمس الأول، وكان آخر هذه البلاغات هو البلاغ الذي قدمه شفيق جبر ضد «الموجز»، وسوف نتوقف أمام بلاغاتهم في السطور القادمة، ولكننا سنقول لهم كلمة قبل أن نتوقف أمام البلاغات التي ظنوا أنهم سيرهبوننا بها سنقول لهم إن ما تم نشره لا يتجاوز واحداً علي مائة من حجم ما لدينا عن كل واحد منكم، كل ملفاتكم السوداء سيتم توثيقها في كتب حتي يقرأها كل الأجيال القادمة ويعرفوا كيف تمت سرقة خيرات بلادهم.. عكفنا لمدة عام كامل علي توثيق كل الملفات ومراجعة كافة الوثائق ومئات الصور.. وقمنا بحصر الأسماء الكبيرة التي نشرنا أجزاء من فسادها ومن المليارات التي جمعوها وامتصوا بها دماء الشعب المصري تمهيداً لإصدار سلسلة من الكتب لتكون هدية نقدمها لكل الشهداء ولكل شرفاء الوطن كما نقدمها كبلاغات للنائب العام ونطالب بالتحقيق في كل معلومة وردت بالصفحات، لقد حان الوقت لتوثيق جرائم الفساد من دون خوف أو تردد.. وانتظروا باكورة السلسلة قريبا بمشيئة الله وعقب انتهاء انتخابات الرئاسة واستقرار الأوضاع حتي يتسني للنائب العام أن يحقق في هذا الفساد الموثق بالصور التي تنشر لأول مرة وبالوثائق والمستندات.