أصبح لدينا الآن نحن المصريين قناعة تامة بأن الحوادث المتكررة التي وقعت في الآونة الأخيرة ماهي الا جزء من الحرب القذرة التي تشنها بعض الدول الداعمة للإرهاب والتي تمول وتخطط للمنظمات الارهابية المتطرفة المعادية لنظام الحكم في مصر بعد الثلاثين من يونيو وذلك لفشل مخططاتهم التي أرادوا من خلالها بسط نفوذهم علي أرضها وتقسيمها إن استطاعوا وحصارها اقتصاديا وهكذا يتسني لهم السيطرة علي الوطن العربي بأكمله وعندما فشل الحصار الاقتصادي وبدأت مصر في اقامة مشاريع قومية ضخمة أرادوا اسقاطها من خلال عمليات ارهابية قذرة تنم علي حقد دفين تجاه مصر وكلما دبروا مكيدة وجدوا المصريين متماسكين خلف قائدهم يدا واحدة حتي وان اختلفوا معه الا أنهم وقت الأزمة يظهر معدنهم ويظهر حبهم للوطن . وفي حادثة الطائرة المنكوبة التي سقطت منذ أيام في البحر المتوسط وهي في طريق عودتها الي مصر قادمة من فرنسا والتي كثرت التكهنات ومحاولات البعض حل لغزها حيث بادرت بعض الصحف الغربية ووكالات الانباء العالمية التنبؤ حول كيفية السقوط ومنذ اللحظات الاولي للحادث قامت بعض الصحف والمواقع بافتراضات غريبة ومتسرعة حول الحادث فمنهم من ادعي ان خللا اصاب الطائرة نتيجة ضربها بصاروخ ارض جو وهذا أمر مستبعد تماما لأن الطائرة كانت علي ارتفاع 37 ألف قدم واصابتها بصاروخ مستحيلة ويري البعض ان عطلا فنيا اصاب الطائرة وادي الي سقوطها وذهب بعض المحللين إلي أن خروج دخان منها قبل السقوط يرجح أن هناك عملا ارهابيا وأن الطائرة انفجرت نتيجة زرع قنبلة وهو الاحتمال الاقرب وهناك من ذهب الي ابعد من ذلك وادعي زورا وبهتانا بأن قائد الطائرة انتحر ومن الطبيعي أن يصدر هذا التصريح من كيان مثل بريطانيا أو أمريكا لإلحاق الضرر بمصر وتصوير الأمر علي أنها المسئولة عن تلك الكارثة المروعة ولا شك أن هناك من يدير هذه الامور عن بعد ويطلق سهامه النارية نحو مصر لضرب اقتصادها أو تدميره ان أمكن فالبلاد تواجه حربا ضروسا من كل اتجاه لا هوادة فيها . ان التفسيرات التي ذهبت اليها القنوات الاخبارية الغربية مثل CNN. ونيويورك تايمز وبعض الصحف الغربية تصب في خانة واحدة وهي تحميل هذه الكارثة للدولة المصرية من خلال القاء التهم جزافا والتلميح الي انتحار الطيار أو عيب فني بالطائرة أو أن هذه الطائرة قد كتب عليها منذ عامين جملة سنسقط هذه الطائرة وكلها افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان ولكنها حاجة في نفوسهم تجاه مصر. الشيء الايجابي في هذه الأزمة هو تعامل الاعلام المصري بحرفية هذه المرة ويبدو أنه استوعب الدروس الماضية وتناول الحادث من وجهة نظر مهنية ووطنية في نفس الوقت وهذا هو المطلوب فالطريق أمامنا ما زال طويلا وغير آمن بما يكفي كي نخرج من عنق الزجاجة وما زال العدو يتربص بنا ويريد اسقاطنا ان أمكن أو علي الأقل تأخرنا عن التقدم والتنمية ووضع العراقيل في طريقنا لكننا ماضون باذن الله في طريق الحرية والعزة والكرامة (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).