لدينا الكثير من المشكلات والهموم التي تهد قارة بأكملها وليس بلدا ناميا, ولكننا نتعايش ونتغلب علي همومنا وأزماتنا بتركيبة سحرية عجيبة لا يملك أسرارها سوي المصريين أنفسهم, ولأنه كما تقول أمثالنا الشعبية ياما دقت علي الراس طبول. تحملنا وصبرنا وتجاوزنا المحن التي تسقط علينا مثل القضا المستعجل, ونخرج من كل ابتلاء ومصيبة تحل بنا أكثر صلابة وتماسكا,لماذا؟! لأن الشئ الوحيد الذي يخافه الإنسان ويهابه ويعمل له ألف حساب هو الخوف ذاته, و مصر لا تعرف للخوف سبيلا. علي العكس تماما لا تمتلك الدول الملقبة ب العظمي العظمة لله وحده ولو قدرا ضئيلا من الشجاعة والقدرة علي مواجهة أدني عاصفة تمر بها, ولو كانت كما تدعي القوة والصلابة ما أصاب الفزع والهلع قادتهم قبل مواطنيهم وانكمشوا وهربوا كالفئران, وليس ببعيد حوادث الإرهاب حول العالم ومنها مجموعة الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولاياتالمتحدة في11 سبتمبر2001 عندما تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها, الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون, وسقط نتيجة لهذه الأحداث2973 ضحية و24 مفقودا. إضافة لآلاف الجرحي والمصابين, في2002 شهدت جزيرة بالي أقوي هجمات إرهابية في تاريخ أندونيسيا وأسفرت عن مقتل202 شخص وجرح240, وفي2004 تسببت تفجيرات مدريد التي استهدفت شبكة قطارات في مقتل191 شخصا وإصابة1755, وفي2005 وقعت في العاصمة البريطانية العظمي لندن سلسلة عمليات انتحارية أسفرت عن مصرع50 شخصا وإصابة ما يقرب من700, وفي2008 أودت تفجيرات مومباي الهندية بحياة125 شخصا وأصيب مالا يقل عن900 شخص, وفي2010 في روسيا فجرت سيدتان نفسيهما في اثنين من محطات مترو الأنفاق بوسط موسكو مما أسفر عن مصرع نحو40 شخصا وإصابة ما لا يقل عن102 آخرين,وقبل أيام وقع حادث فرنسا الذي أودي بحياة أكثر من200 منهم150 أثناء عملية تحرير رهائن فاشلة من مسرح بالعاصمة. قل لي ماذا فعل قادة هذه الشعوب أثناء هذه الأحداث؟ هربوا مذعورين! وماذا حدث لمواطني هذه البلاد؟ اصيبوا ب الهسهس وترددوا علي عيادات الأطباء النفسيين والأمراض الباطنة للعلاج من الهواجس والخوف والتوتر والقولون العصبي والإسهال!. وما هي الأماكن التي وقعت فيها الحوادث؟! العواصم الكبري وأهم المدن!. ثم قل لي.. ماذا فعل القادة والمسئولون المصريون؟ ذهبوا لمواقع الأحداث, وواجهوا الموت بصدورهم. وماذا يفعل المصريون أثناء وبعد هذه النوعية القذرة من الحوادث؟ يتغلبون علي أحزانهم وأوجاعهم بالأمل ومواصلة العمل, والابتسامة التي لا تفارق شفاههم والشجاعة التي تقهر الخوف واليأس. لقد بات من البديهيات والمسلم به أن مصر تواجه عدوانا ليس ثلاثيا فحسب ولكن أكثرعددا وخسة, ووصمت هذه البلدان أنفسها من جراء أفعالها بالخيانة, وتركت لشعوبها الخزي والندامة,فعندما وقع حادث الطائرة الروسية في سيناء تحالف علينا عظماء من ورق,وبعده بأيام وقع حادث فرنسا فقامت الدنيا ولم تقعد!. اعتقد أن دول العالم الكبري عليهم أن يموتوا بغيظهم, فكلما أوقدوا نارا لحرق إرادتنا أطفأها الله, وحفظنا شعبا وأرضا من صانعي السوء, وعز من قائل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله,ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم.