آمنت واستخلصت من تدافع وتماثل أحداث التاريخ في الماضي والحاضر أن التجارب العظيمه التي قدمت الخير لأصحابها علي مستوي الافراد والجماعات كان في سيرة ومسيرة اصحابها اولى العزم والامل هناك دائماً بين أرضية النجاح وآفاق النجاح جسر من الفشل . أما آية ذلك الأولى فسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي أراد الخير لنفسه وللناس وانطلق إليه بكل جوارحه ونجح في تزكية نفسه وهدفه فسعي حثيثا بقدرته البشرية ليدرك الخير فيمن حوله ولكن باءت جميعها بالفشل ولأن الله يعلم ما فى نفسه جعل من فشله تجربة حصنته من الشرك بالله وعلمته التوحيد الخالص والايمان الكامل بالله الخالق الواحد الاحد وكانت جسرا لنجاح عظيم دله الله فيه علي حقيقة ربوبيته والوهيته علي السموات والأرض ومن فيهن وكرمه الله به حتي قيام الساعة فهو أبو الانبياء وهو الاواب الحفيظ وهو بأخلاقه وصبره وسعيه أمة وحده.. عليه صلاة الله وسلامه. والآية الثانية سيدنا سلمان الفارسي الناجح في صدق نيته وعزم سعيه للبحث عن حقيقة النبي المرسل من الله ليؤمن به ويموت علي دينه طاف الارض باحثا عن طريق الله ففشل في كل البقاع التي طافها ومع كل البشر الذين قابلهم . إلا أن الله العليم الحكيم الرؤوف الرحيم جعل من عناء فشله وصدق مثابرته وسعيه جسرا عبر فوقه لنجاح خالد الاثر والذكر برؤية خاتم النبوة علي كتف خاتم الانبياء البشير النذير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . الذي أحبه واكرمه وكرمه بأن جعله من آل بيت النبوة والنبي الطيبين المطهرين الاطهار في كلمته التي ستبقى ترطب ألسنة المسلمين وتطيب وتعمر قلوبهم وعقولهم حتي قيام الساعة.. سلمان منا آل البيت .. واما الآية الثالثة ففي حاضرنا وفي مجتمعنا عندما فشل المصريون فى استكمال نجاحهم نحو الاستقرار والتنمية والريادة في أمور دنياهم ودينهم ووقعوا في فخ الخوان المسلمين الصهيوماسونيين الذي نصبوه بالتعاون مع حلفائهم من ألد أعداء الاوطان والاديان لإيهام المصريين أن الخوان المسلمين هم من يستطيع تحقيق الأهداف حتي الاحلام فلما جربهم المصريون في القيادة كادوا يضيعون البلاد والعباد بعد أن القوا مصر فى هوة سحيقة داخل مستنقع آسن من المؤمرات والفتن لتكسير عظام مؤسسات الدولة وتمزيق وحدة شعبها وتخريب ممتلكاته، ولأن الله قدر لمصر أن تكون دائما في رباط وريادة وبركة في اهلها وارضها أعان المصريين علي خوان المسلمين وجعل فشلهم في اختيارهم حافزاً وقوة للتخلص من خيانتهم وجسرا عبروا عليه لنجاح أكبر وأشمل في دنياهم واخراهم عصم به دماءهم ودينهم وأعراضهم وأرضهم وممتلكاتهم واعزهم واعز بهم. والآية الرابعة فإن كل انسان علي المستوي الشخصي يمر بتلك التجارب في حركة حياته اليومية من المعاملات الانسانية في الزمالة والصداقة والجيرة والزواج والتعاملات التجارية والمشاريع الاستثمارية. والزواج باعتباره العمود الفقري للجنس البشري مشروع رائع للمستقبل القريب في الدنيا والبعيد في الآخرة ينجح طرفاه عندما يجتمعان علي إقامته لكنهما يفشلان في ديمومة نجاحه عندما يتوقف أحدهما ثم كلاهما عن الوفاء بالالتزامات المادية والاخلاقية تجاه المشروع. فتبدأ الخسائر تتوالي حتي التوقف والفشل فيدرك أحدهما أو كلاهما أن الانفصال هو أقرب وأسرع وأسلم طرق الانقاذ الذي يصبح جسراً يعبر عليه أحدهما أو كلاهما لنجاح عظيم يغنيه الله به من سعته حسب حاجته وقدرته. من أجل ذلك، حكم الله أحكم الحاكمين أن اليأس كفر.. والامل قمة الايمان والعزم تاج الفائزين برضا الرحمن .. وجسر الفشل بين أرضية النجاح وآفاقه سنة الحياة وراحة للبال وسعادة للمحزون ونصرا للمغلوب وهداية للضال ورحمة وحكمة من الخالق لجميع خلقه.