تناول كتاب بالصحف المصرية الصادرة، اليوم الأحد، موضوعات وقضايا مهمة للقارئ المصري والعربي.ففي صحيفة الأخبار كتب جلال دويدار بمقاله خواطر تحت عنوان هل يعطل مقتل ريجيني مسيرة علاقاتنا مع إيطاليا أنه لم يجد ما يمكن أن يعبر به عن الصدمة التي أحاقت بما هو كان منتظرا من وراء زيارة وفد رجال الأعمال الإيطالي العالي المستوي الذي جاء إلي مصر والتقي بالرئيس عبد الفتاح سوى عبارة يا فرحة ما تمت.وأوضح أن الآمال كانت قد تصاعدت بالنتائج المتوقعة والمتفائلة لهذه الزيارة وما سوف تحققه من انعكاسات إيجابية على مستقبل العلاقات الاقتصادية والصناعية بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن هذه الصدمة تمثلت في الجريمة الشنعاء الغامضة التي راح ضحيتها الشاب الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفي لعشرة أيام ليتم العثور على جثة هذا الشاب ملقاة بطريق مصر إسكندرية الصحراوي عند مكاتب حازم حسن بعد مدخل مدينة 6 أكتوبر وبها آثار جنائية.وشدد على أن تداعيات هذا الحادث أدت إلى قطع الوفد الإيطالي الذي كانت ترأسه فريدريكا جويدي وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية زيارته لمصر دون استكمال اللقاءات والاتصالات والمباحثات، في الوقت نفسه جرت تحركات دبلوماسية متوترة بين القاهرة وروما تركزت على المطالبة بكشف ملابسات هذا الحادث.وتابع دويدار ليس من المتوقع أن تكون هناك انفراجة سريعة في هذه الغيوم التي أصبحت تخيم على العلاقات المصرية الإيطالية، التي كانت قد وصلت إلي أوج ازدهارها قبل أن يتم فك غموض ملابسات مقتل الشاب الإيطالي، وتشير بعض الاجتهادات إلى أنه قد يكون هذا التنامي في العلاقات مع إيطاليا مبررا لارتكاب هذه الجريمة بهدف إلحاق الضرر بمصالح الدولة المصرية.وأردف قائلا إنني وقبل الإعلان عن وقوع هذا الحادث المشئوم كنت قد أعددت المقال التالي حول زيارة الوفد الإيطالي للنشر صباح الأحد، كنت أتوقع أن ما سوف تحققه هذه الزيارة سوف يكون تتويجا لمسيرة ناجحة للعلاقات المصرية الإيطالية التي أرستها الزيارات المتبادلة للرئيس السيسي مع كبار المسئولين الإيطاليين، وجاء في هذا المقال أنه ومع زيارة وفد رجال الأعمال الإيطاليين لمصر ولقائهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي يجدر الإشارة إلي أن علاقاتنا الاقتصادية بهذه الدولة الواقعة بجنوب البحر المتوسط مثلنا، تمثل عمقا واسعا لمزيد من التعاون الاقتصادي.واختتم دويدار مقاله قائلا ما تشهده علاقات مصر من تطور مع كل دول العالم يأتي مع ما يتم بذله داخليا لإرساء دعائم الدولة المصرية التي استندت إلى مبادئ ثورة 30 يونيو وما تستهدفه من رخاء وازدهار للشعب المصري، كم أرجو أن يتم التوصل لما هو وراء جريمة مقتل الشاب الإيطالي لإنهاء حالة التوتر التي أصبحت تسود العلاقات المصرية الإيطالي.وفي سياق آخر، قال الكاتب محمد بركات في مقاله بدون تردد بصحيفة الأخبار تحت عنوان هل يحدث ذلك إنه أحسب أنه لا مبالغة في القول على الإطلاق بأن نظرة واحدة وسريعة على ما يجري في عالمنا العربي، الذي نحن في موقع القلب منه، تكفي لإثارة قدر كبير من القلق في النفوس، نظرا لما تعكسه الصورة القائمة على الأرض من حولنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا من واقع مؤلم وبائس، لا يبعث على التفاؤل في ظل ما يكتنفها من ظلال ودخان، وما تعج به من صراعات وخلافات وحروب، والصورة في مجملها لا تبشر بخير، ولا تفتح طريقا واضحا وممهدا للأمل في غد أفضل لعالمنا العربي الممزق بالفتن، والطافح بالتشتت والانقسام والتشرذم والتقاتل.وأضاف اللافت للانتباه هو ما أصاب هذا العالم من عجز عن إدراك جميع التهديدات والمخاطر التي تحيط به وتتربص بدوله وشعوبه، رغم إشارات التحذير وأجراس التنبيه التي راحت تدق حوله طوال السنوات والشهور الماضية وحتي اليوم، ولكنه كان ولا يزال للأسف غارقا في غفوة عميقة، ونتيجة لهذا الواقع المؤلم، بما يعكسه من تراخ في العزيمة وضعف في الإرادة وغيبة للوعي وغياب للقوة، رأينا عالمنا العربي نهبا للطامعين وأرضا مستباحة لقوي الشر والعنف ومسرحا لعبث العابثين، ومرتعا خصبا للعصابات الإرهابية وجماعات الإفك والتطرف والضلال.وأوضح بركات أنه في ظل ذلك رأينا دائرة العنف والقتل والدمار قائمة على أشدها في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، ووجدنا بحور الدم تسيل كل يوم، وأبشع الجرائم ترتكب كل ساعة بأيدي من يدعون بالكذب والبهتان انتسابهم للإسلام ويرفعون رايته ويتحدثون باسمه، والإسلام منهم براء، وقد أدي ذلك كله إلى أن أصبحنا نعيش هذه الأيام فترة من أخطر الفترات في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، بقياس الآثار المتوقعة والنتائج المرتقبة، والتي لا تبشر بالخير ولا تدعو للتفاؤل.وفي سياق منفصل، وبصحيفة الجمهورية أكد فهمي عنبة بمقاله على بركة الله تحت عنوان الحكاية..شعب ودولة أنه لا يمكن أن تسير الدولة في اتجاه، ويكون الشعب في ناحية أخرى، أو عازفا عن السير في نفس الطريق، وإذا آمنت الدولة بأن الشعب شريك أساسي في بناء الوطن، فلابد أن تصارحه بالحقائق، وتطلعه على ما يواجهها من تحديات، وبإمكانياتها الموجودة فعلا، وبما تستطيع تنفيذه من مطالب المواطنين، وما تعجز عن تحقيقه لهم.وأضاف من الخطر أن نترك الجماهير تحلم بأشياء فوق طاقة إمكانيات الدولة، وهي لا توضح قدراتها وميزانيتها وتجاريهم في أحلامهم خوفا من اتهامها بالفشل، ثم يفاجأ الشعب بعدم إنجاز ما يطلبه أو بما وعدوه بتحقيقه، فينقلب الحلم إلى كابوس ويؤدي إلى الإحباط، لا يوجد أفضل من الشفافية والوضوح مع الشعب والمراهنة على حسه الوطني وعلى ثقته في قيادته، تماما كما يشرح كل مدير للعاملين معه أحوال شركته وما لها وما عليها وما يمكن أن تقدمه لهم، فإذا اقتنعوا أدوا واجبهم وزيادة وعملوا بأكثر من طاقتهم حتي ينتشلوا مكان أكل عيشهم من عثرته وسيضحون كثيرا حتى تقف شركتهم على قدميها وهي وقتها لن تبخل عليهم بشيء، فكما وقفوا معها في شدتها فإنهم يستحقون الحصول على كافة حقوقهم مع الأرباح والعلاوات والمكافآت، أما إذا ضاعت الثقة بين الإدارة والعاملين وانتفت الصراحة بين الطرفين فلن تستقيم الأمور وستغلق الشركة أبوابها وتعلن إفلاسها.وتابع كان أمس من أيام الوطن، وكلما تم افتتاح مشروع جديد شعرنا أننا نسير خطوة إلى الأمام، فماذا لو تم تدشين 34 مشروعا دفعة واحدة، في مختلف المجالات من إسكان اجتماعي للشباب ومحدودي الدخل إلى محطات مياه وصرف صحي، ومن مكاتب بريد إلى قرى ذكية، ويربط كل ذلك شبكة من الطرق والكباري التي تساهم في حل أزمات المرور واختناقات الشوارع، وبالطبع كانت هناك مستشفيات وملاعب ومراكز شباب على أعلى مستوى.واختتم مقاله قائلا لا توجد دولة بلا شعب، ولا يمكن لشعب أن يحيا على أرض دون دولة ومؤسساتها، وقد عشنا للأسف ذلك لفترة بعد تفكيك الدولة عندما اختطفت ثورة 25 يناير، فحكاية كل وطن تتلخص في كلمتين شعب ودولة، مواطنين وحكومة، ناس ومسئولين، ولن يتقدم الوطن خطوة للإمام نحو المستقبل إلا إذا استقامت العلاقة بين الطرفين وزادت مساحة الثقة، وذلك عن طريق المصارحة والمكاشفة وقول الحقائق دون تهويل أو تهوين، وبلا كذب أو تجميل، الشعب يريد الوضوح، وعلى الدولة ومؤسساتها السمع والطاعة.ومن جانبه، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده نقطة نور بصحيفة الأهرام، وتحت عنوان ألغاز تدخل أمريكا العسكري في ليبيا، أخشى أن أقول إن سوابق إدارة أوباما في حربها على الإرهاب التي لا تغني ولا تسر، تلزم مصر ضرورة الانتباه والحذر، لأن تسلط داعش على أقدار ليبيا يهدد بصورة مباشرة ومؤكدة أمن مصر الذي يفرض على المصريين وحدهم واجب حماية أمنهم الوطني دون الركون إلى آخرين سبق أن جربناهم وعرفناهم حتى العمق!، صحيح أن الحرب على الإرهاب تتطلب تكاتف كل قوى المجتمع الدولي، لأن دولة واحدة بمفردها ربما لا يكون في مقدورها مواجهة هذا الخطر، لكن ذلك ينبغي أن يتم في إطار معايير واضحة ومعلنة.وتابع لا تفرق بين إرهاب وإرهاب، وتحظر تقديم كل صور العون المادي والعسكري والمعنوي لهذه الجماعات وتحول دون حصولها على أي ملاذات آمنة، وتقدم الدعم والمساندة لكل القوى الوطنية التي تحارب الإرهاب، ومن ثم تصبح أولى المهام المطلوبة فى قضية ليبيا، رفع الحظر عن توريد السلاح للجيش الليبي، وتمكين حكومة الوحدة الوطنية من الاستقرار فى العاصمة طرابلس، والامتناع عن تكرار تجربة حرب الناتو التي مزقت البلاد ومكنت الجماعات المسلحة من السيطرة على معظم المدن الليبية.واختتم مقاله قائلا وأظن أن أي عمل عسكري يستهدف اجتثاث داعش من ليبيا لابد أن يتم تحت مظلة الأممالمتحدة وبالتوافق مع قواعد القانون الدولي ومشاركة أساسية من دول الجوار الجغرافي، مصر والجزائر والمغرب وتونس، ومع الأسف كان يمكن للقوى العربية المشتركة أن تشكل عونا مأمونا لليبيا يغنى عن سؤال اللئيم كما فعلت دول الاتحاد الأفريقي، لكن مصير القوة العربية المشتركة لا يزال في حكم المجهول، لا نعرف بعد لماذا تم تغييبها إلى أجل غير مسمى.