محافظ بورسعيد: تنفيذ 90% من مشروع إنشاء شبكة انحدار صرف صحي بالضواحي    مصر والتشيك تبحثان تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    عادل حمودة: نتيناهو في مأزق حاد.. والجنود الإسرائيليين في حالة هلع    في مفاجأة غير متوقعة.. جماهير الوصل الإماراتي تُحيي آمال الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان في نهائي الكونفدرالية    عاجل.. تشكيل نابولي الرسمي لمواجهة فيورنتينا في الدوري الإيطالي    نشرة «المصري اليوم» من المنيا: مصرع 3 أشخاص واصابة 9 آخرين في حوادث طرق.. وتحقيقات في غرق طفل نادي بني مزار    الحماية المدنية تخمد حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    جائزتان لفيلمي سيمو لعزيز زرمبة وترينو لنجيب كثير بمهرجان إمدجاسن السينمائي الدولي بالجزائر    فيديو.. هل يجوز التبرع للمشروعات الوطنية؟ المفتي يجيب    الكشف على 917 مواطنا في قافلة طبية مجانية بقنا    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    الرئيس الأوكراني يوقع قانونا يسمح للسجناء بالخدمة في الجيش    وسط فرحة كبيرة من المصلين.. حضور رسمي وشعبي واسع في افتتاح المساجد اليوم    انخفاض كبير ب«حديد عز» الآن.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالأسواق    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    إزاحة الستار عن 3 مشروعات باقتصادية قناة السويس باستثمارات 30.5 مليون دولار    بالصور.. رئيس مدينة المنيا يفتتح مسجدين جديدين    السكة الحديد: إيقاف بعض القطارات أيام الجمعة والعطلات الرسمية لضعف تشغيلها    أمه خدرته لاستخراج أعضائه.. نجاة طفل فى بورسعيد من نفس مصير فتى شبرا الخيمة    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    زعيم السعادة 60 سنة فن    البيت الأبيض: الولايات المتحدة لا تريد أن ترى احتلالا إسرائيليا في قطاع غزة    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    غدًا.. متحف البريد يستقبل الزائرين بالمجان بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف    مقتل شرطيّين جنوب ماليزيا خلال هجوم يشتبه بأن منفّذه على صلة بإسلاميين    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    حسام موافي يحدد أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الأنشطة غير المصرفية تقدم تمويلات ب 121 مليار جنيه خلال فبراير الماضي    أحمد السقا: أنا هموت قدام الكاميرا.. وابني هيدخل القوات الجوية بسبب «السرب»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    بعجينة هشة.. طريقة تحضير كرواسون الشوكولاتة    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مخيم البريج ورفح بقطاع غزة    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    «المستشفيات التعليمية» تكرم المتميزين من فرق التمريض.. صور    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك أمام جهاز الكسب خلال أيام
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 04 - 04 - 2011

أكد المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع عدم وجود أي محاذير تمنع التحقيق مع الرئيس السابق حسني مبارك أو أي من أفراد أسرته في البلاغات المقدمة ضدهم إلي جهاز الكسب غير المشروع حول تضخم ثرواتهم بطرق غير مشروعة، وقال إن التحقيقات مع الرئيس السابق وأسرته ستبدأ قريبا ونفي المستشار الجوهري في تصريحات خاصة ل'الاسبوع' ما تردد من وجود شرط في وثيقة التنحي عن الحكم يقضي بعدم ملاحقة الرئيس السابق قضائياً، وقال إن أحدا لم يطلب ذلك وأنه لاسلطان علي القضاء وأن التحقيقات تجري بنزاهة وبعيداً عن تدخلات من أي جهات بعينها.
وأشار رئيس جهاز الكسب غير المشروع إلي أن التحقيقات في البلاغ المقدم بخصوص مكتبة الاسكندرية قد أوشكت علي الانتهاء وأن الجهاز لايزال يستمع إلي أقوال بعض من وردت اسماؤهم في التحقيقات، مشيراً إلي أن الاجهزة الرقابية قدمت العديد من التقارير حول هذا الحساب وحول ممتلكات وثروات الرئيس السابق وأسرته بالداخل، وأنه سيتم بعدها التحقيق مع الرئيس السابق وآخرين.
وأكد المستشار الجوهري أن إقرارات الذمة المالية للرئيس السابق موجودة بأكملها داخل الجهاز وحتي اقرار نهاية الخدمة الذي تقدم به بعد التنحي وأن الجهاز يفحص حالياً هذه الإقرارات مقارنة بالممتلكات.
ونفي المستشار الجوهري أن يكون الجهاز قد حقق مع الرئيس السابق وقال إننا نواصل التحقيقات مع ضباط الجهات الرقابية تمهيداً لمواجهة الرئيس السابق وأي من أفراد أسرته بهذه التقارير وأشار رئيس جهاز الكسب إلي أن التحقيقات مع الرئيس السابق لن تنتظر تقارير ثروته بالخارج، ولكن التحقيقات ستبدأ معه حول البلاغات المقدمة بالداخل في ضوء التقارير والتحريات والمستندات المقدمة، ثم بعد ذلك يمكن مواصلة التحقيقات معه حول التقارير التي سوف تقدم حول ثروته بالخارج ومصادرها.
وأكد المستشار الجوهري أنه لا أحد فوق القانون وأن التحريات حول ثروات كل من د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية قد وصلت في معظمها إلي الجهاز تمهيداً لبدء التحقيقات معهم.
وقال المستشار الجوهري إن اللجنة المكلفة بالسفر للخارج لمتابعة ثروة الرئيس السابق وأسرته وآخرين ستكون لها كافة الصلاحيات والاتصالات بالجهات المعنية لمتابعة حركة الأموال والثروة الخاصة بهم قبل التنحي وحتي آخر يوم لعمل اللجنة.
ونفي رئيس جهاز الكسب غير المشروع ما تردد عن قيام جهاز الكسب غير المشروع باعادة بعض الخطابات إلي النيابة العامة حول ثروات عدد من المسئولين لكونها غير مختومة.
وقال إن ما نشر من معلومات في هذا الصدد هو معلومات غير صحيحة وحول موقف الدول الأوربية من إعادة أموال الرئيس السابق وأسرته ورموز النظام، قال مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع: 'إننا نواصل الاتصالات في هذا الصدد وقد جري تشكيل لجنة لمتابعة هذه الأموال في الخارج، وان رئيس هيئة قضايا الدولة سوف يتولي التعاقد مع المكاتب الدولية المساعدة والمعنية بهذا الأمر'.
واشار المستشار الجوهري إلي أن اللجنة سوف تتبع الأموال في كافة المناطق.
وحول الموقف البريطاني أكد المستشار الجوهري أن بريطانيا لم تكتف بتجميد الأموال ولكنها قررت عقوبة جنائية بالسجن 3 سنوات لكل من يخالف القرار.
وكان المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد أكد في بيان اصدره السبت الماضي سرعة تطبيق القانون وملاحقة الفساد والمفسدين واستعادة أموال الدولة المنهوبة بطرق غير مشروعة.
عتاب من القوات المسلحة!!
من حق القوات المسلحة أن تعتب، وأن تبعث إلي الشعب وإلي الثوّار برسالة فيها العتب والعشم.. أما نحن فلا نملك إلا أن نؤكد الاحترام والتقدير لدور القوات المسلحة في حماية الثورة وحماية الوطن.
في تصريح أدلي به لجريدة الشروق قال اللواء ممدوح شاهين - عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة - معاتبا الشعب: 'هل يعقل أنه لا توجد كلمة شكر واحدة لكل ما يقوم به الجيش حتي الآن؟!، وهل يظل الأمر فقط مقصورًا علي الانتقاد الدائم لكل الخطوات التي تمت والتي كان الهدف منها تنفيذ كل مطالب الثورة؟!'.
لقد شعرت بالمرارة من وراء كلمات اللواء ممدوح شاهين وهي مرارة شعرت بها أيضًا من خلال لقاءات جرت مع بعض أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة، خاصة مع انطلاق بعض الهتافات التي تحمّل القوات المسلحة مسئولية بعض ما يحدث.
والحقيقة أن الشعب المصري بأسره وجميع القوي الثورية عبرت أكثر من مرة عن تقديرها لدور القوات المسلحة في حماية الثورة وتفهم مطالبها ورفض التحريض عليها، وهي كلها أمور لقيت استحسانًا، بل تقديرًا من كل فئات وشرائح الشعب المصري.
نعم ندرك أن تفاصيل ما جري خلال ال48 ساعة التي سبقت قرار التنحي كانت مثيرة، وأن المشير وأعضاء المجلس الأعلي رفضوا وبكل جرأة تنفيذ أوامر الرئيس السابق بضرب المتظاهرين وقمع الثورة الشعبية.
كانت كلمات المشير في مواجهة الرئيس الراحل واضحة: 'لا خيار أمامك سوي الرحيل'، وكان المشير وأعضاء المجلس الأعلي يقفون في جانب وكان الرئيس الراحل وكل رجالات النظام السابق يقفون في جانب آخر.
لقد انحازت قواتنا المسلحة لخيار الشعب، وفتحت الطريق أمام الحق في التظاهر السلمي، وقامت بحماية الزحف الشعبي إلي القصر الجمهوري، بل إن المشير أصدر أوامره للحرس الجمهوري بإزالة الأسلاك الشائكة التي وُضعت قبيل الوصول إلي كلية البنات وقال لقائد الحرس: 'دعهم كي يسمع أصوات الشعب' بل إنه أمسك بسلاح أحد جنود الحرس، وعندما تأكد أن السلاح يحتوي علي ذخيرة حية، أصدر تعليماته علي الفور بسحب الذخيرة الحية ووضع ذخيرة صوتية بدلاً منها.
ومع توالي الأحداث عبرت جماهير الثورة عن مطالبها، وكان في مقدمة هذه المطالب: محاكمة الرئيس الراحل والمتورطين من أسرته، ومحاكمة رموز النظام الأساسيين صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي.
لقد شعر المواطنون بأن الأيام تمر سريعاً، وأبدوا تخوفهم من إجهاض مسيرة الثورة وأهدافها، وطالبوا الجهات القضائية بالتدخل الحاسم والسريع لإنهاء هذه الملفات فوراً.
كان البعض يري أن مصر تعيش مرحلة الثورة، وأنه لابد من اتخاذ إجراءات ثورية لمحاكمة المتورطين في الفساد السياسي والاقتصادي والأمني، غير أن أصحاب وجهة النظر التي دعت إلي إعمال القانون المدني انتصرت علي ما عداها، ولكن بقي من حق الناس أن تتساءل: إلي متي؟
نحن لدينا ثقة كبيرة في النيابة العامة وفي القضاء المصري العادل والنزيه، لكن الناس تتخوف من أن تمضي الأيام دون ملاحقة كل من ارتكب جريمة في حق هذا الوطن.
والناس قلقة أيضًا من الثورة المضادة وبقاء المجالس المحلية علي حالها، خاصة أن الكل يدرك أن الكثير من عناصر هذه المجالس - إن لم يكن 99% منها - ينتمون للحزب الحاكم، وحتمًا سيكون لهم دورهم المؤثر في الانتخابات المقبلة.
إننا علي يقين من أن القوات المسلحة هي ملاذنا الدائم وأن أحدًا لا يستطيع أن يزايد عليها، ونثق في أن المجلس الأعلي يريد تقصير فترة قيادته للأمور في البلاد، لكننا في الوقت ذاته أيضا نتمني المزيد من الخطوات لتطهير الحياة السياسية وتطهير البلاد من الفساد الذي استشري في أنحاء البلاد علي مدي العقود الثلاثة الماضية.
المؤامرة علي ليبيا
أصيب الإعلام العربي والأجنبي بالحول، إنه يرفض بث مشاهد الموت والدمار الذي ترتكبه قوات التحالف الأمريكي والغربي ضد ليبيا الشقيقة.. إن من يتابع التليفزيون الليبي سوف يصاب بصدمة جراء مشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ داخل طرابلس وغيرها من المدن، بفعل صواريخ كروز الموجهة وبفعل القنابل المحرمة دوليًا التي تقذفها الطائرات المعادية التي سيطرت علي أجواء ليبيا من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب.
إننا ندين العمليات التي قامت بها القوات الليبية ضد المتظاهرين في بنغازي والعديد من المدن الليبية ولكننا في الوقت نفسه نتساءل عن معني هذا الصمت المريب إزاء المؤامرة علي ليبيا الشقيقة وعلي أهلها الذين أضحوا ينتظرون الموت القادم من الجو والبحر علي يد هؤلاء القتلة المجرمين.
لقد وقفنا منذ اليوم الأول مع الثورة ورفضنا الجرائم التي ارتكبت ضد المتظاهرين والآمنين، واعتقد أن كل عربي شريف لابد أن يدين هذا العدوان الإجرامي بكل قوة وإلا صدقنا أن أمريكا وأذنابها يريدون الحرية ويساعدون الثوَّار.
لو كان هؤلاء القتلة صادقين لدافعوا عن المدنيين الذين يموتون في غزة بفعل آلة القتل الإسرائيلية، إنهم لم يفرضوا حظرًا، ولم يمدوا أهالي غزة بالسلاح، ولم يجرءوا حتي علي إدانة السلوك الإجرامي الإسرائيلي.
إن الجامعة العربية تتحمل مسئولية كبري بتواطئها علي ما يجري وصمتها أمام الدماء الزكية التي تسيل علي أرض ليبيا العربية.
إن حوارًا بين الثوار والنظام يجب أن ينشأ فورًا علي قاعدة تحقيق الديمقراطية والإصلاح الشامل في البلاد.. يجب أن تتحرك الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لوقف القتال فورًا بين أبناء الشعب الليبي والجلوس إلي مائدة التفاوض بين الطرفين.
أما إذا ظل الصمت والتواطؤ مستمرين، فثقوا أن أمريكا وحلفاءها هم فقط المستفيدون وأنه لن يكون هناك مكان للثوَّار، بل للعملاء فقط، فسيناريو العراق جاهز للتكرار.
إن أطفال ليبيا وأبناء ليبيا الذين يموتون هم أهلنا وأبناؤنا، ولذلك لابد من حل عاجل وسريع، لا تفرحوا بانهيار ليبيا واستمرار الحرب الأهلية علي أراضيها، فغدا ستدفعون الثمن غاليًا، وسيبقي المستفيد الوحيد هو هؤلاء الذين يبحثون عن أقصر الطرق للسيطرة علي النفط وإذلال الشعوب.
تدمير سمعة مصر
ما حدث يوم السبت الماضي كان فضيحة بمعني الكلمة، وتصرف لا يعبر اطلاقًا عن روح الثورة والتغيير الذي تشهده البلاد منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي، لقد تدافع جمهور غفير من المصريين ليقتحم ساحة الملعب ويثير الخوف والفزع بين الحكام واللاعبين، وليصيب بعض أعضاء الفريق التونسي.
كانت مأساة شاهدها المصريون بل والعالم علي الهواء مباشرة، مأساة اثارت استياءً واسعًا في كافة الأوساط، وعبرت عن أن هناك من يسعي عن عمد إلي إشاعة الفوضي في هذا البلد وإحداث حالة من الخوف والترويع، حتي يقول هؤلاء للعالم ها هي مصر بعد الثورة، انفلات وانهيار وفوضي!!
لقد قال رئيس الوزراء د. عصام شرف انه سيبحث مع رئيس المجلس القومي للرياضة إيقاف بطولة الدوري العام، لأنه لا يصح تعريض الناس للخوف والترويع، وان ما حدث يمثل إهانة للشعب المصري، واصفًا من نزلوا إلي ملعب المباراة بالبلطجية، وطلب من اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية التحقيق في الحادث والذي لا يجب ان يمر مرور الكرام.
وإذا كنا نثق في ان د. عصام شرف واللواء العيسوي والمجلس العسكري لن يتوانوا عن التحقيق ومحاكمة بعض المتورطين، لكن يبقي السؤال عن دلالة ما حدث وإلي متي سيظل ذلك.
في ميدان التحرير الجمعة الماضي قام البعض بمطاردة الفضائيات المصرية والخاصة، وكذلك كاميرات التليفزيون المصري، بل واعتدوا علي بعضهم وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا من الثوار، وقبل ذلك هناك عناصر تتعمد الإساءة للثورة وارتكاب تصرفات تثير الناس ضد الثوار، بل ان عناصر تنتمي للحزب الحاكم وأخري كانت تقف دومًا مع الفساد والفاسدين راحت ترتدي عباءة الثورة وتتحدث باسم الثوار بل وتطلب بنصيبها في الحوار الوطني، حتي بدا الأمر وكأن هناك محاولات لخطف الثورة من أصحابها الحقيقيين وبدأنا نري وجوهًا تطل من وسائل الإعلام المختلفة لتصدر الأحكام، وتتحدث بلغة لم نعهدها فيهم من قبل.
بل إن الأمر يصل إلي درجة ان رموز التطبيع مع العدو الصهيوني والذين ظلوا لسنوات منبوذين من الشارع المصري لدعوتهم إلي التدخل الأمريكي والزحف علي أبواب واشنطن أصبحوا هم أيضًا من ثوار العهد الجديد، وأضحوا يحملون مواقفهم المشبوهة للثورة والثورة منهم براء. ان هؤلاء أخطر علي الثورة من أعدائها المعروفين، هؤلاء الذين راحوا يهيلون الثري علي كل شيء، ويفتعلون الأزمات والخلافات يريدون قطعًا أن يدفعوا بالثورة إلي مناطق أخري بعيدًا عن الأهداف النضالية في تحقيق الاصلاح ومكافحة الفساد وجر الثوار إلي خلافات لا طائل وراءها، ولا هدف سوي القضاء علي الثورة نفسها. لقد تعهد الثوار بأن تبقي الثورة مستمرة، وألا تتراجع عن أهدافها غير أن الثورة المضادة تريد أن تقطع الطريق علي الثوار والقوي الوطنية باسم الثورة ذاتها، وهذا هو الخطر والتحدي الحقيقي الذي يواجه الثورة والمجتمع الذي احتضن الثوار منذ اليوم الأول.
هؤلاء يسعون إلي السيطرة علي البرلمان، لتكون لهم الغلبة والأغلبية، ظنًا منهم انهم سيتمكنون من إعادة عقارب الساعة إلي الوراء، وفرض أجندة الديكتاتورية والتخلف والفساد من جديد، ولكن هذه المرة باسم الديمقراطية ونزاهة الانتخابات وخيار الشعب، لكل ذلك بدأوا منذ اليوم الأول لانتصار الثورة في إحداث حالة متعمدة من الترويع والانفلات الأمني وتخريب المؤسسات.
وهي الحالة التي رصد بعضًا من فصولها تقرير لجنة تقصي الحقائق وقتل المتظاهرين. ان خيار الفوضي يعني تدمير الوطن، واستمرار الانفلات يعني انهيار الدولة، وإفلاس المؤسسات الاقتصادية، وساعتها علينا ان ننتظر ثورة الجوع التي لن تبقي ولن تذر. إن المطلوب هو حوار وطني حقيقي بين كافة القوي الثورية والوطنية لاصدار إعلان موحد يلزم الجميع ويضع التصورات المستقبلية وآليات الحلول والمواجهة وليس أمامنا من خيار بديل.. لأن البديل الآخر هو الانهيار والفوضي!!
كلمات قصيرة
جاء اختيار السيدة نهال كمال رئيسا للتليفزيون بعد فترة كبيرة تعرضت فيها للظلم ليؤكد أن باب العدالة بدأ يفتح علي مصراعيه.
ونهال كمال ليست فقط مذيعة قديرة لكنها تملك مخزونا من الكفاءة والقيم كفيلاً بأن يدفعها لإحداث حالة نهوض بالتليفزيون ولكن شريطة إبعاد شلة الفساد والإفساد والتي تبقي مهمتها الدائمة تشويه أي مسئول والإساءة إليه.
مبروك للتليفزيون هذا الاختيار الذي جاء بعد وقت طويل ولكنه جاء أيضا في اللحظة المناسبة.
اختيار الأستاذ إبراهيم الصياد رئيسا لقطاع الأخبار هو اختيار موفق، فالصياد معروف بنزاهته واستقامته وكفاءته.
أمضي زهرة شبابه في العمل بقطاع الأخبار ولعب دوراً مهماً في تطوير القطاع ولذلك فإن اختياره أحدث صدي إيجابياً كبيراً داخل جميع الأوساط سواء داخل التليفزيون أو خارجه.
إن مشكلات قطاع الأخبار عديدة وغياب العدل بين أبناء القطاع كان محل شكوي من الجميع وتفاوت الرواتب أمر يجب وقفه وإنهاؤه لكل ذلك تبقي المهمة كبيرة علي إبراهيم الصياد وأظن أنه قادر عليها.
أحدث التحقيق الذي أجرته الزميلة نجوي طنطاوي نائب رئيس تحرير 'الأسبوع' حول وقائع ما جري في 'صول' بأطفيح ردود فعل عديدة أشاد فيها الجميع بالمعالجة الموضوعية والكفاءة المهنية ومصداقية القلم التي تعد واحدة من سمات الزميلة نجوي طنطاوي التي ضربت المثل في النزاهة طيلة حياتها الصحفية.
ونجوي طنطاوي لم تكن أبداً غريبة عن الصف وأطفيح فهي أول من فجَّر قضية زراعة محاصيل الفاكهة والخضراوات بمياه الصرف الصحي قبل قيام عدد من الزملاء بالصحف الأخري بالحديث عن هذا الموضوع بنحو ثلاث سنوات فكانت نموذجا للأداء المهني الرفيع الذي عبر من ميدان الحدث عن مأساة ملايين المواطنين.
تعليقات المواطنين علي قانون الأحزاب الجديد.. لقد أزال القانون العقبة القانونية التي كانت تحول دون الترخيص للحزب، لكنه وضع عقبة مادية بنشر أسماء المؤسسين '5000 اسم' في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار علي حسابه الخاص.. أي أن كل من يريد أن يؤسس حزبًا لا بد أن يدفع نصف مليون جنيه علي الأقل تكلفة هذا النشر، والسؤال: من يستطيع دفع هذا المبلغ؟!
المتظاهرون في ميدان التحرير في مليونية 'إنقاذ الثورة' تساءلوا: هل تضمنت وثيقة تنحي الرئيس السابق عن الحكم شرطًا يقضي بعدم ملاحقته هو وأسرته؟!
هل يعقل أن حوالي مائة شخص من أسرة المناضل الوطني شيخ مشايخ سيناء 'سالم الهرش' يحرمون من الجنسية المصرية بلا سبب؟.. سالم الهرش يا سادة هو الذي وقف أمام موشيه ديان في مؤتمر الحسنة عام 1968 - بعد أن جري الاتفاق معه علي تدويل سيناء. ليقول: 'إننا لا نعرف لنا وطنًا سوي مصر ولا زعيمًا سوي جمال عبد الناصر' إنني أطالب السيد وزير الداخلية بالنظر في هذه المشكلة التي سببت أزمات عديدة للأسرة وأبنائهم من الأجيال الجديدة.
لا يزال المواطنون في انتظار قرار د. عصام شرف رئيس الوزراء بإعادة شركة عمر أفندي إلي الدولة وكذلك الحال شركة المعدات التليفونية بعد أن خرَّبها المستثمر ثم تخلي عنها!!.
العديد من سيارات مجلس الوزراء لا تزال في حوزة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف.. هل هذا معقول؟.. للتنويه فقط.. لقد خصص أحمد نظيف سيارة مرسيدس 200 لفسحة 'الكلب' أي نعم لفسحة 'الكلب' تري لماذا لا يعيد د. عصام شرف السيارات إلي مجلس الوزراء؟!
بدري مخلوف أحد قادة الجماعة الإسلامية، حكم عليه بالمؤبد في قضية محاولة اغتيال زكي بدر وزير الداخلية الأسبق أمضي أكثر من عشرين عامًا خلف الأسوار ولايزال قيد السجن.. زملاؤه أفرج عنهم جميعًا.. وهو كان واحدًا من الذين وقعوا علي وثيقة نبذ العنف، فلماذا الإبقاء عليه سجينًا حتي الآن؟.. مطلوب تدخل السيد منصور العيسوي وزير الداخلية!!
عمال شركة الحرير بحلوان، تظاهروا واعتصموا، لهم مطالب عديدة من تعيين المؤقتين إلي الحوافز وزيادة الرواتب إلا أن رئيس الشركة يتعامل بنفس نظام الرئيس السابق 'طناش'، أما رئيس الشركة القابضة محسن الجيلاني فهو ليس معنيًا بالأمر.. ما رأي رئيس الحكومة ووزير الصناعة في ذلك؟!
مكتب الشهر العقاري في شبرا يستحق الرثاء.. لقد قادتني الأقدار إلي هناك ورأيت العجب، مكاتب مكدسة في غرف ضيقة وغير نظيفة، لا هواء ولا نقاء، في شقة تشبه الزنزانة وسلم مظلم يؤدي إليها.. الناس مكدسة بطريقة تصدمك، وحشود الجماهير تنتظر وقوفًا لحين اتمام توكيلاتهم.. السؤال للسيد وزير العدل أرجوك أن تذهب إلي هناك ولو مرة واحدة لتري تلك الحياة اللاآدمية في هذا المكان.
حسين محمد علي أحمد الشريف مسجون حاليًا بسجن طرة بعد أن تم نقله من سجن آخر، كان قد تعرض لاطلاق الرصاص في هوجة عمليات الهروب التي تعرضت لها السجون مؤخرًا، حسين رفض الهرب فكان نصيبه رصاصات أصابته واحتاج للعلاج منها، إلا أن مستشفي قصر العيني لا يزال يرفض رغم ما يقارب الشهرين، بسبب عدم وجود حرس لمرافقة هذا المواطن الذي لا يزال حاليًا تحت التحقيقات بسجن طرة..
الرسالة التي أوجهها إلي قلب السيد وزير الداخلية أن كل المطلوب هو تعيين حراسة حتي يقبل مستشفي قصر العيني إجراء العملية له.
بدأ عمال شركة 'امنيستو' أمس اعتصاماً مفتوحاً بسبب تخلي الحكومة ووزارة القوي العاملة عن الوعود التي قطعوها علي أنفسهم أمام مجلس الشعب بدفع مبالغ مالية للمعاش المبكر.. وبالرغم من موافقة لجنة القوي العاملة وبنك مصر علي هذه الشروط إلا أن الوزارة لاتزال تراوغ وتناور.. فإلي متي؟
ورحل المبدع والمصور البارع الأستاذ 'فاروق إبراهيم'.. كان معلماً للأجيال ومخلصاً لرسالته حتي اليوم الأخير في حياته.. كان الراحل 'فاروق إبراهيم' شاهداً علي تاريخ مصر بالكاميرا.. وتعايش مع أحداثها.. وقدم للمجتمع المصري لقطات نادرة للحظات فارقة وتاريخية.. عزاؤنا لأسرة الفقيد ولزملائه بأخبار اليوم وبالصحافة المصرية.. داعين الله أن يرحمه رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.