حينما انتفض الشعب المصري وثار، وهدم حلم البغاه، ولم يتمكن الطغاه من النيل من ثرواتهم وخيراتهم التي كانت ومازالت مطمعاً للمستعمرين، انتفض متضامناً صامداً مؤمناً بكل عزة وكرامة عن أرضه ومصيره عندما واجه بكل قوة شتي أنواع الضغوط لاسترجاع الوطن لمأمنه وسلامته مرة أخري حينما أخذتها عشيرة واستحوذت عليها لهم ولأنصارهم. وبعد أن بدأت مصر مرحلتها الجديدة بعد أن استطاع شعبها استعادتها مرة أخري، بدأت القيادة في التفكير في محاولة استعادة البلاد عافيتها مرة أخري وذلك من خلال التفكير في بعض المشروعات العملاقة، وبناءً علي ذلك وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي شعبه بحفر قناة السويس الجديدة والانتهاء من العمل بها خلال عام، وذلك لزيادة فرص التنمية الاقتصادية وزيادة الدخل القومي وإتاحة المزيد من فرص العمل للشباب، وعد وأوفي بوعده. وبعد أن تم إنجاز هذا المشروع العملاق بدأت مصر علي المستوي القومي مرحلة تنمية جديدة خاصةً أن قناة السويس قد حُفرت بأموال مصرية خالصة وبعرق مصري خالص، وذلك بسبب إيمان شعبها وثقتهم بالقيادة الحكيمة، ولم يشوب إحساسهم خوفاً علي أموالهم حينما تم استثمارها في قناة السويس الجديدة، وهذا علي عكس ما حدث في حفر قناة السويس القديمة في عهد الخديوي سعيد عندما قام ديليسبس بإقناعه بحفر القناة، وقام الخديوي سعيد بموجبه بمنح الشركة الفرنسية امتياز لمدة 99 عاماً، وقد سُخر في حفرها أكثر من مليون مصري وراح ضحيتها أكثر من 120 ألف مصري بسبب الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة، حيث استغرق حفرها عشرة أعوام، حفرت بدماء مصرية لترجع خيراتها للشركة الفرنسية، لكن الآن حُفرت بعرق مصري ليرجع خيراته وثرواته للشعب المصري. نعم، ففي الاتحاد قوة، وبالتعاون تُنجز الأعمال وتتحقق عظيم الآمال، وبتقدير وتحمل المسئولية القومية تنمو التنمية، وبإتحاد الشعب مع القائد حققت مصر حلمها في حفر القناة، لتبدأ المرحلة الثانية من هذا المشروع وهي إقامة المشروعات الاقتصادية والتنموية عليها ليتحقق مستقبل أفضل لشبابنا ولوطننا، ويتحقق الأمن القومي عن طريق توفير سُبل العيش الكريم والتنمية المستدامة لأفراد المجتمع. وفي يوم السادس من أغسطس سيتم الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، الذي يعتبر بمثابة المشروعات العملاقة وشريان حياة للملاحة الدولية، الذي نجح المصري بإرادته الوطنية في تحقيقه، وسيشارك في الاحتفالية كم كبير من الرؤوساء والوزراء العرب والأجانب، وسيحضره أيضاً أصحاب القناة، وهم الشعب المصري الذي سيشارك في الاحتفال سواء في موقع الاحتفال بافتتاح القناة نفسه، أو من خلال مشاركته عبر شاشات التليفزيون ومواقع الانترنت. والآن بعد تحمل المسئولية وبإرادة وطنية مُخلصة، وليس تحملها فحسب بل تخطي ذلك إلي تقديرها وحملها فوق الأكتاف والأعناق نستبشر مستقبل أفضل، مستقبل مُشرق متمنيين أن تكون المسئولية علي عاتق كل مصري شريف يخاف عليها محاولاً النهوض بها لرفعتها وللحفاظ علي كرامتها وعزتها وكرامة شعبها، لأن التنمية هي أقوي رد علي كل محاولات الإرهاب، وعلينا بالصبر في جني ثمار هذه الخيرات فما بناه الأجداد نحن جنينا ثماره، وما نزرعه ونبنيه نحن يجنيه أبناءنا وأحفادنا. كاتبة صحفية وإعلامية مصرية [email protected]