بالدم والعرق شارك آلاف المصريين من الاجداد في حفر قناة السويس واستمر حفرها قرابة 10 سنوات مات خلال عمليات المئات.. وقلصت القناة أسابيع إن لم يكن شهورا من زمن الرحلات بين أوروبا وآسيا والتي كانت تتطلب قبل ذلك الدوران حول رأس الرجاء الصالح.. وحسنا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلاثاء الماضي عندما اطلق اشارة البدء في حفر قناة السويس الثانية لضخ حياة جديدة لمصر وهذا يوضح مدي قدسية هذا الشريان الحيوي في نضال الشعب المصري.. هذا المشروع العملاق الذي من المنتظر ان يكون بمثابة شريان جديد للحياة سوف يحقق فرص عمل لملايين العمالة ويضاعف ايرادات القناة من العملات الصعبة وتقوم علي ضفافه المصانع والمدن والمزارع ويعطي لمصر حماية استراتيجية.. وتؤكد الدراسات ان الدخل المتوقع للمشروع يبلغ 13 مليار دولارسنويا. وقد اهتمت كافة دول العالم بمشروع القناة الجديدة لدرجة ان صحيفة ديلي ميل البريطانية افردت مساحة كبيرة للحديث عن القناة الجديدة وقالت في تقرير لها ان القناة التي تمتد بطول 45 ميلا هي أسرع طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا و الممر المائي الجديد سيسمح بالسفر في كلا الاتجاهين بنصف تلك المسافة وسوف تعمل بجانب القناة الحالية، في مشروع يكتمل خلال خمس سنوات، بتكلفة تتجاوز 2.4 مليار إسترليني. وذكرت الصحيفة أن أول قناة حفرت للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط عبر نهر النيل كانت في عام 1874 قبل الميلاد خلال حقبة حكم الملك الفرعوني سنوسرت الثالث، قبل أن يتراوح مصيرها بين التجاهل وإعادة افتتاحها مرات متعددة خلال الأعوام ال 2500 اللاحقة. وأشارت الصحيفة إلي سعي القائد الفرنسي نابليون بونابرت لبناء قناة حديثة لتقويض السيطرة البريطانية علي طرق التجارة إلي آسيا، لكنه نبذ فكرة المشروع بعد أن أخطأ مهندسون في حساباتهم، حينما أخبروه بأن الاختلاف في مستويات المياه سيتسبب في مشكلات خطيرة للبحر المتوسط. وتم حفر القناة عندما جاء الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس وخديوي مصر سعيد باشا في القرن التاسع عشر، قبل استحواذ بريطانيا لاحقا علي حصة مصر و تم افتتاحها رسميا في 17 نوفمبر 1896 إلي قرار تأميم القناة الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وما أتبعه عدوان ثلاثي علي مصر من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وإغلاق موجز للممر المائي حتي عام 1957، ثم لمدة ثمان سنوات في أعقاب حرب 1967.. واستمرت عمليات التطوير وتعميق الممر الملاحي ليستوعب مرور اكبر الناقلات العالمية.. واختتمت الصحيفة ان مشروع القناة الجديدة يعد بحق ثورة تنموية وشريان حياة جديد للمصريين .