غداً تمر الذكري 1683 علي تأسيس مدينه الأسكندريه, والتي تم تأسيسها عام 332 علي يد الأسكندر الأكبر المقدوني والتي سميت علي اسمه ففي بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوي قرية صغيرة تدعي 'راكتوس' أو 'راقودة' يحيط بها قري صغيرة، وربما كانت 'راكتوس' مجرد قرية صغيرة تعتمد علي الصيد، وعلي امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمي 'فاروس' يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقري الساحلية معًا. في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال الفارسي منذ سقوط حكم الفراعنة والأسرة الثلاثون عام 343 ق.م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت بلاد الشام والعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة الاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع عام 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتي دخل الإسكندر الأكبر مدينة صور ومن ثم إلي غزة حتي أتم دخول مصر عام 333 ق.م. دخول الأسكندر الأكبر الي مصر وطرد الفرس وتأسيس الأسكندريه: بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبله المصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي، ولكي يؤكد الإسكندر الأكبر أنه جاء إلي مصر صديقًا وحليفًا وليس غازيًا مستعمرًا، اتجه لزيارة معبد الإله آمون إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلي المعبد في واحة سيوة، وأجري له الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، ولُقب فيما بعد بابن آمون، وفي طريقه إلي المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمي 'راقودة'، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان وهي مدينة الإسكندرية 'باليونانية القديمة:Ἀλεξάνδρεια ἡ κατ' Αἴγυπτον، وباليونانية الحديثة: Αλεξάνδρεια'، وعهد ببنائها إلي المهندس دينوقراطيس، والذي شيدها علي نمط المدن اليونانية، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية علي الشوارع الرأسية، وبعد عدة شهور ترك الإسكندر مصر متجهًا نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته، ففتح بلاد فارس، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد بل سار بجيشه حتي وصل إلي الهند ووسط آسيا، وبينما كان الإسكندر هناك فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز الاثنين والثلاثين من عمر. طبيعه الأسكندريه: اتسمت الإسكندرية في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق، ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلي مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة، وتحوّلت في ذلك الحين إلي عاصمة لمصر، وأصبحت إحدي حواضر العلوم والفنون بعد أن شاد فيها البطالمة عددًا من المعالم الكبري من شاكلة مكتبتها الضخمة التي تعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ، ومنارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وكانت تطل علي البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير، إذا ما قورن بينه وبين ميناء هيراكليون عند أبو قير علي فم أحد روافد النيل القديمة التي اندثرت، وحالياً انحسر مصب النيل ليصبح علي بعد 20 كيلومتراً من أبوقير عند رشيد. تخطيط الاسكندريه: لم يكن تخطيط المدينة الجديدة مبدعاً بل كان تخطيطاً أشبه بالمدن الإغريقية القديمة، حيث كان يأخذ شكل شطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين ومتقاطعين بزاوية قائمة هما شارع 'كانوبك' وشارع 'سوما' وعرض كل منهما 14 متر، ومنهما تتفرع شوارع جانبية متوازية عرضها 7 أمتار، وكان شارع 'كانوبك' 'شارع فؤاد حاليًا' يربط بوابة القمر من الغرب وبوابة الشمس من الشرق، ويمتد شرقًا ليربط مدينة كانوبس 'أبوقير'، وكان يتقاطع شارع سوما 'شارع النبي دانيال حاليًا' مع شارع كانوبك ويمتد من الشمال للجنوب، وتقاطعهما كان مركز مدينة الإسكندرية. المناخ: تتميز الإسكندرية بمناخ معتدل، إذ يسود بها مناخ البحر المتوسط والذي يتميز بصيفه الحار والجاف وشتائه الرطب والمعتدل والممطر. يمتد فصل الشتاء في الإسكندرية عبر شهور ديسمبر، يناير، وفبرايروتترواح درجة الحرارة العظمي فيه ما بين 12 و 18 درجة مئوية، وتتعرض الإسكندرية خلال هذا الفصل إلي العديد من العواصف