في السابع من أبريل عام 332 قبل الميلاد، وعندما وضع الإسكندر الأكبر حجر الأساس لمدينة الاسكندرية لم تكن المدينة التاريخية التي يصل عمرها إلي 2344عاما سوي قرية صغيرة تدعي «راكوتس» أو «راقودة» تعتمد علي الصيد، وعلي امتداد الساحل الرئيسي لها توجد جزيرة «فاروس» التي يقع بها ميناء صغير، تبدأ قصة الإسكندرية عندما دخل الإسكندر المقدوني إلي مصر, وتمكن من هزيمة الفرس بمعاونة المصريين الذين تجاوبوا معه لأنه احترم ديانتهم ولم يجبرهم علي تغييرها، وبعد انتهاء القتال توج كهنة مصر الإسكندر ملكا علي البلاد. وما أن وطأت قدما الإسكندر رمال فاروس حتي وقف مشدوهاً بشواطئها الجميلة وموقعها الفريد، وقال قولته المشهورة «هنا سأبني مدينتي التي طالما حلمت بها». وكان الفتي المقدوني كثير الأحلام. فرأي عبر العصور مدينته وقد أصبحت نقطة الاتصال بينه وبين بلاد الإغريق، وبالفعل كلف الإسكندر المهندس (دينوكراتيس) بتخطيط وتنفيذ هذه المدينة عام 332 ق.م وأطلق عليها (الإسكندرية) نسبة إلي الإسكندر المقدوني،ولم يحالف الحظ الإسكندر لرؤية مبني واحد من المدينة التي أمر ببنائها، حيث عاد إليها بعد وفاته ليدفن جثمانه بها و في عهد بطليموس الثاني، تم تشييد الفنار العظيم إحدي عجائب الدنيا السبع لإرشاد السفن التي تمر بالمدينة،والذي يحتل الترتيب الثالث بين العجائب السبع في العالم القديم، وكان يقع في الجزء الشرقي من جزيرة فاروس وعرف باسمه، وقد قام بتصميمه المعماري الإغريقي (سوستراتوس) وهو ابن المهندس (دينو كراتيس) الذي أسس مدينة الإسكندرية في عهد بطليموس الأول واكتمل بناؤها في عهد بطليموس الثاني عام 280 ق.م. وكان الفنار يتألف من أربعة أقسام، الأول عبارة عن قاعدة مربعة الشكل، بها العديد من النوافذ وبها نحو300 غرفة، مجهزة لسكن الفنيين القائمين علي تشغيل الفنار وأسرهم، أما الطابق الثاني فكان مثمن الأضلاع، والثالث دائرياً، وأخيراً تأتي قمة الفنار حيث يستقر الفانوس مصدر الإضاءة في المنارة ويعلوه تمثال لإيزيس ربة الفنار. وقد ظلت المنارة تهدي السفن وترشد الملاحين حتي الفتح العربي عام 614م، وفي عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 1303 م وقع زلزال ضرب شرق البحر المتوسط ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها واستولي الخراب علي الفنار، وعندما زار السلطان (الأشرف قايتباي) الإسكندرية في عام 1477م أمر بأن يبني مكان الفنار برج جديد وهو ما عرف فيما بعد ببرج قايتباي ثم طابية قايتباي