وزير الدفاع يطالب رجال القوات المسلحة بالحفاظ على أعلى درجات الاستعداد القتالى    بتوجيهات الإمام الأكبر ..."رئيس المعاهد الأزهرية" يتفقد بيت شباب 15 مايو    أسعار الذهب تواصل الصعود في منتصف تعاملات اليوم    "الزراعة" و"البترول" يتابعان المشروعات التنموية المشتركة في وادي فيران    «الاتحاد الأوروبي»: رئيسة المفوضية وكبرى الشركات تشارك بمؤتمر الاستثمار بمصر | خاص    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    الأهلي يختتم استعداداته قبل السفر لتونس لمواجهة الترجي    الأمن العام يضبط عاطل استولى على حسابات شخصية ل23 مواطنًا بمواقع التواصل    أول تعليق من يسرا بعد تألقها على السجادة الحمراء لمهرجان كان (صور)    عادل إمام .. حدوتة مصرية    العوضي يوجه رسالة ل«ياسمين عبدالعزيز»    6 مستشفيات جديدة تحصل على اعتماد «جهار» بالمحافظات    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    لهذا السبب.. رئيس جامعة المنصورة يستقبل رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    خطوات استخدام التطبيق الخاص بحجز تاكسي العاصمة الكهربائي (فيديو)    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    وليد فواز يكشف رحلة كفاحه فى العمل الفنى ومغامراته مع الفنان أحمد زكي(فيديو)    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    جامعة قناة السويس ضمن أفضل 400 جامعة دولياً في تصنيف تايمز    رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار يشيد بجهود جامعة المنصورة    مدعومة من إحدى الدول.. الأردن يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من ميليشيات للمملكة    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    اعرف قبل الحج.. حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج    وزير النقل: تشغيل مترو الخط الثالث بالكامل رسميا أمام الركاب    رجال أعمال الإسكندرية تتفق مع وزارة الهجرة على إقامة شراكة لمواجهة الهجرة غير الشرعية    رئيس جامعة المنصورة يتابع منظومة الحجز الإلكتروني للعيادات الخارجية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    الصورة الأولى لأمير المصري في دور نسيم حميد من فيلم Giant    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    وزير التعليم العالي ل النواب: السنة تمهيدية بعد الثانوية ستكون "اختيارية"    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    المشرف على الحجر الزراعي المصري يتفقد المعامل المركزية بالمطار    موعد بدء إجازة عيد الأضحى 2024    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    بلينكن: سنوصل دعمنا لأوكرانيا وسنبذل قصارى جهدنا لتوفير ما تحتاج إليه للدفاع عن شعبها    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    الأهلي يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء الترجي في نهائي أفريقيا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    الداخلية: سحب 1539 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاصمة التاريخ .. والجغرافيا

أهلها يوصفون بالتمرد .. والثورة وقصيدة هجاء تسببت فى مقتل 20 ألفاً منهم
تعرضت لزلازل مدمرة أدت لانهيار منارتها الشهيرة ونهبها الفرس والصليبيون
اختارها الإسكندر الأكبر فأصبحت قديمة قدم التاريخ ويحكى كل حجر بها حكاية خالدة فى تاريخ مصر والعالم، أنها مدينة الاسكندرية التى بناها الإسكندر الأكبر فى 21 يناير عام 331 «ق. م» لتصبح أكبر مدينة فى حوض البحر الأبيض المتوسط.
ففى بداية القرن الرابع قبل الميلادى، لم يكن هناك شىء سوى رمال بيضاء وبحر واسع وجزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسى تدعى «فاروز»، بها ميناء عتيق، وعلى الشاطئ الرئيسى قرية صغيرة تدعى «راكتوس» يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر و بحيرة مريوط، يقول عنها علماء الآثار إنها ربما كانت تعتبر موقع استراتيجيا لطرد الغزاة من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادى النيل أو لربما كانت «راكتوس» مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد.
كلف الإسكندر المهندس الإغريقى «دينوقراطيس» بتخطيط الإسكندرية, بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا «راقودة», وقد شهدت عملية بناء وتطوير كبيرين بعد موته وطوال فترة حكم البطالمة، حيث تم وصل المنطقة المائية ما بين جزيرة الفاروز والمدينة.
«أصل النبى دانيال»
وبدأ ذلك الردم كخط طويل ضيق، اتسع بمرور الزمن ليكون تلك الأرض المعروفة الآن منطقة «المنشية»، كما تم بناء سور للمدينة، له بوابتان: بوابة شرقية، أطلق عليها «بوابة الشمس» وبوابة غربية، أطلق عليها «بوابة القمر».. كما تم عمل شارعين رئيسيين أحدهم عامودى على الآخر، أحدهم معروف الآن بشارع «النبى دانيال» (شارع سوما فى العهد الإغريقى)!
وكذلك تم ربط الإسكندرية بنهر النيل عن طريق حفر قناة من فرع النيل الذى كان يمتد حتى أبى قير والمعروف ب»كانوبص» (الآن جاف),حيث كان للنيل عدة فروع بجانب فرعى رشيد ودمياط، وسرعان ما اكتسبت شهرتها وأصبحت مركزًا ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وأصبحت عاصمة لحكم البطالمة فى مصر وكان بناء المدينة أيام الإسكندر الأكبر امتدادا عمرانيا لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها ولها شهرتها الدينية والحضارية والتجارية.. وكانت بداية بنائها كضاحية لمدن هيركليون وكانوبس ومنتوس وكانت تتسم فى بدايتها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلى مدينة ملكية، ذات حدائق وأعمدة رخامية بيضاء وشوارعها متسعة، واكتسبت شهرتها من جامعتها العريقة و مجمعها العلمى«الموسيون» ومكتبتها التى تعد أول معهد أبحاث حقيقى فى التاريخ ومنارتها التى أصبحت إحدى عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم.
ومن بين أساطين علماء الإسكندرية «إقليدس» عالم الهندسة الذى تتلمذ على يديه أعظم الرياضيين أرشميدس وأبولونيوس بالإضافة إلى هيروفيلوس فى علم الطب والتشريح وإراسيستراتوس فى علم الجراحة وجالينوس فى الصيدلة وإريستاكوس فى علم الفلك وإراتوستينس فى علم الجغرافيا وثيوفراستوس فى علم النبات وكليماكوس وثيوكريتوس فى الشعر والأدب فيلون وأفلاطون فى الفلسفة وعشرات غيرهم أثروا الفكر الإنسانى بالعالم القديم.
البطالمة كانوا حريصين على تقسيم المدينة إلى ثلاثة أحياء أو أقسام يونانى (حى بروشوم)، مصرى (حى راكتوس والمعروف الآن بكوم الدكة)، يهودى (فى المنطقة الشرقية من المدينة) مما كان له أثر السلبى فى ظهور بعض الاضطرابات منذ عهد بطليموس الرابع (221-204 ق م) الذى خاض حروبًا فى فلسطين أدت فى النهاية لضياع الشام من قبضة مصر، وكان لضياع الشام أثرا سلبيا على يهود الإسكندرية الذين أظهروا كثيرا من التمرد والعنف طيلة ال 30 عامًا التالية حتى سقوط البطالمة.
«العصر الذهبى»
العصر الذهبي للإسكندرية كان وبحق من نصيب أول 3 حكام بطالمة، وذكر بعض المؤرخين أنه تم حرق مكتبة الإسكندرية الشهيرة فى ذلك الوقت فى صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر(أخو كليوباترا), ودخلت كليوباترا فى علاقة حب مع يوليوس قيصر(الذى قتل فى عام 44 ق م)
وعثر الباحثون عن آثار الإسكندرية القديمة وأبو قير تحت الماء على أطلال غارقة عمرها 2500 سنة لمدن فرعونية- إغريقية.. ولا تعرف حتى الآن سوى من خلال ورودها فيما رواه المؤرخون الرحالة أو ما جاء بالأساطير والملاحم اليونانية القديمة.
بدأ الرومان حكمهم بإلغاء مجلس المدينة فى الإسكندرية (ما يعرف بالبرلمان حاليًا)، مما أثار الاحتجاج والغضب، كذلك تم نزع جميع القوى عن الأسرة البطلمية، مما أدى إلى ظهور طبقة من الأثرياء النبلاء بلا عمل وزادت الضرائب.
و خوفاً من الطبيعة المتمردة الثائرة التى وصف بها أهل الإسكندرية في تلك الحقبة وكذلك ذكرى نهاية كليوباترا ومارك أنتونى في المدينة وما صاحب تلك الفترة من توتر، فقد فكر الإمبراطور الرومانى أغسطس فى بناء مدينة جديدة شرق الإسكندرية مباشرة، والتى عرفت فيما بعد ب «نيكوبوليس» وأصبحت جزءا من الإسكندرية والمعروفة الآن بمنطقة «الرمل»!
وتم فيما بعد بناء مكتبة كبيرة بها «كازيروم»، حاول الرومان بها جذب العلماء و المفكرين, وقد ظلت الإسكندرية أكبر مدينة فى الإمبراطورية الرومانية الواسعة بعد روما العاصمة، وكذلك تم تجديد وإعادة حفر القناة القديمة التى كانت تربط نهر النيل والبحر الأحمر لخدمة التجارة، وأعطى الرومان لليهود فى الإسكندرية - الذين كانوا يمثلون جزءًا أساسيًا من التركيبة السكانية للمدينة - حريات كثيرة وسمح لهم بإدارة شئونهم الخاصة.
«الثورة فى دم أهلها»
غير أن كل ذلك لم يوقف حركات التمرد و التوتر فى المدينة والتى وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم «الأكثر رغبة فى الثورة والقتال من أى قوم آخر»! فمن تمرد اليهود عام 116 م.. والتوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة,فضلاً عن احتجاج السكندريين بصفة عامة على الحكم الرومانى، والذى أدى فى عام 215 م، وعلى إثر زيارة الإمبراطور الرومانى إلى الإسكندرية إلى قتل ما يزيد على 20 ألف سكندرى بسبب قصيدة هجاء قيلت فى الرجل!
بدأ عصر جديد من الاضطهاد استهدف المسيحيين فقتل القديس مرقص فى الإسكندرية عام 62 م وهو الذى أدخل الديانة المسيحية إلى مصر وكلما زاد عدد المؤمنين زاد الاضطهاد، حيث كانت روما تريد فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين!
ومن الصعب أن نقدر على وجه التحديد أعداد أولئك الذين استشهدوا من جراء موقفهم المناوئ للرومان في سبيل دينهم ولا شك أن أعدادهم كانت بالآلاف (يقول بعض المؤرخين إن عدد الشهداء وصل إلى 144000 شهيد خلال 9 أعوام) حتى أن الكنيسة القبطية أطلقت على هذا العصر «عصر الشهداء» واتخذتها بداية للتقويم القبطى المعروف بتقويم الشهداء، وأمام ذلك فر البعض بدينهم إلى الصحراء بقصد التعبد والتنسك ومن هنا قام نظام الرهبنة الذى هو فى الأصل مصرى.
ودخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها وفى أماكن أخرى من مصر أحدث الفرس مذابح مشابهة، ولم يدم الحكم الفارسي إلا بضع سنين، حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من جديد تابعة للإمبراطورية البيزنطية الرومانية، وكانت أكثر الغزوات الفارسية شراسة على يد دارا الأول.
وتعرضت المدينة لعدة زلازل قوية (أعوام 956 ثم 1303 ثم 1323) أدت إلى تحطم منارتها الشهيرة حتى أن الرحالة ابن بطوطة عندما زار الإسكندرية فى عام 1349 لم يستطع السير عند موقع المنارة من كثرة الحطام!
«إيد واحدة ضد الصليبيين»
كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان آخرها فى 1365 ميلادية، عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بين مسلم ومسيحي ونهب وضربت المساجد، إلا أنه وفى عام 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن ب«قلعة قايتباى»، حيث حظيت الإسكندرية فى عهده بعناية كبيرة.
وجاءت الحملة الفرنسية على مصر ودخل جنود الحملة الفرنسية الإسكندرية فى الأول من يوليو عام1798 دون مقاومة تذكر، ورغم أن أفراد الحملة لم يكن لديهم لا الوقت ولا الرغبة فى إعادة الحياة إلى الإسكندرية، فإن تلك الحملة كانت بمثابة إنذار ب»اليقظة» إلى كل المصريين! وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في الإسكندرية فى عام 1801 م فى معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من مصر، لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة مرحلة جديدة من الاحتكاك الثقافى، يتم الاستفادة منه فى جميع المجالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.