إصدار تذكاري غير مسبوق أصدرته دار الهلال بمناسبة مرور 90 عاما علي صدور مجلة المصور، الإصدار الذي طرج بالأسواق اليوم يقع في 625 صفحة بالألوان علي ورق فاخر ويضم صورا نادرة ومقالات تمثل ذاكرة مصر و العالم العربي. ومرفق بالعدد هدية مجانية عبارة عن صورة من العدد الأول الأثري لمجلة المصور الصادر في اكتوبر 1924 ويحسب للكاتب الصحفي عادل سعد مدير تحرير المصور والعدد ورئيس فريق العمل وصاحب أفكار العدد مابذله من جهد وتفان وعمل دؤوب شاق مع فريق العمل وهو ما أثمر ظهور هذا العدد التاريخي بهذا الرونق والفخامة. وفي تصريحات خاصة لبوابة الأسبلوع اكد الكاتب الصحفي عادل سعد أن مجلة المصور صدرت في أكتوبر 1924، كضرورة وطنية، مع تزايد المد الوطني بعد نفي سعد ورفاقه عقب ثورة 1919، ولتساير ذلك التطور المذهل في الاهتمام بالصورة الصحفية علي غرار مجلة ' باري ماتش' ومجلة ' إيماج ' الفرنسيتان، وجاء العدد الأول للمصور في 16 صفحة، وعلي غلافه صورة الملك فؤاد، وعلي الصفحة الأخيرة صورة لتمثال نهضة مصر، بينما صدر العدد الثاني وعلي غلافه صورة زعيم الأمة سعد باشا زغلول، وكان رحمه الله في أواخر أيامه وقد حرصت المصور علي العناية بالصورة الصحفية، واستدعي ذلك تطوير استديو دار الهلال وماكينات التصوير وتقنيات الحصول علي الصور من داخل وخارج مصر. واضاف سعد أن المصور التي تعد من اقدم مجلاات الشرق الأوسط تحتفل اليوم بمرور 90 عاما علي إصدارها، وبهذه المناسبة، أصدرت مؤسسة دار الهلال إصدارا خاصا بعنوان : 'المصور 90 عاما – مصر أقوي من الزمان ' وتقوم فلسفته الأساسية علي العودة إلي مدرسة المصور الأولي، عندما كانت الصورة تحتل 70 بالمائة من مساحة الصفحة، تلك الميزة التي فقدتها المجلة تدريجيا بعد أن تولي رئاسة تحريرها من يهتمون بكتابة الأعمدة وطغيان المقالات علي الصور. ويتصدر صفحات الإصدار مقال بخط يد الرئيس السيسي بعنوان : ' تحية وتقديرا للمصور' يتحدث خلاله عن دور المصور التنويري عبر العصور وحرص أقلام كبار الكتاب علي القيام بدورهم الوطني نحو مصر. مقال السيسي يقع قبل مقالين يعيد الإصدار التذكاري نشرهما الأول للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعنوان : 'لن نعيش عالة علي غيرنا ' ومقال آخر للرئيس الراحل أنور السادات عن أسرارالليلة الأولي لثورة يوليو، وكان كلاهما يحرصان علي الكتابة للمصور. ويعرض الإصدار في أكثر من 37 صفحة قصص حكام مصر في العصر الملكي والعصر الجمهوري، 16 حاكما مروا علي مصر، بداية من تأسيس الدولة الحديثة علي يد محمد علي باشا مؤسس الدولة العلوية، التي انتهت بسقوط الملكية وإعلان الجمهورية في 1954. محمد علي باشا، عباس حلمي الأول، سعيد، إسماعيل، توفيق، عباس حلمي الثاني، حسين كامل، فؤاد الأول، فاروق الأول، أسماء حكام مصر في زمن الملكية، وتعيد المصور نشر صورهم النادرة علي صفحاتها في طفولتهم ومراحل حياتهم المختلفة. محمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسني مبارك، محمد مرسي، عبد الفتاح السيسي، أسماء حكام مصر في زمن الجمهورية، يعيد نشرها المصور مع عدد من الصور النادرة لعبد الناصر والسادات والسيسي ومحمد نجيب. ومن المحتويات المهمة بالأصدار التذكاري رصد ثورات المصريين بداية من خروج أحمد عرابي وعدد من ضباط الجيش علي الخديوي توفيق، وما تلي ذلك من خيانة واحتلال بريطانيا لمصر في 1882، ونفي عرابي وكبار الضباط لجزيرة سيلان، ويفرد الإصدار صفحات لمن مهدوا للحركة القومية مثل : عبد الله النديم وجمال الدين الأفغاني ومحمد فريد ومصطفي كامل، لتبدأ وقائع ثورة 1919 وجمع التوقيعات للوفد المصري للمطالبة بالاستقلال ونفي سعد زغلول، وعودته من الخارج وصدور دستور 1923. ومع حركة الجيش في 23 يوليو 1952، وتنازل الملك فاروق عن الحكم لابنه الأمير أحمد فؤاد، تطل وجوها أخري مع تفتح معالم ثورة يوليو، يتقدمها اللواء محمد نجيب الرئيس المنتخب لنادي الضباط، مع صور نادرة ترصد سنوات حياته وطفولته، وتصل لمرحلة انعزالة في الشيخوخة بفيللا عزبة المرج، حتي وفاته. مع عبد الناصر تبدأ مرحلة المد الثوري والقومي لثورة يوليو، بكل افراحها وأحزانها مرورا بتأميم قناة السويس والوحدة مع سوريا وهزيمة يونيو وسنوات حرب الاستنزاف وجنازة الزعيم. محمد أنور السادات رئيس مصر وقائد حرب أكتوبر 1973 ومبادرة السلام يحتل مساحة من الصور في العدد التذكاري تكشف عن أهم معالم محطات حياته. يرصد الإصدار التذكاري للمصور أكبر عدد من الحوادث الإرهابية بالصور النادرة بداية من اغتيال بطرس باشا غالي علي يد الورداني احتجاجا علي مذبحة دنشواي وضياع السودان مرورا باغتيال السير دي ليستاك وقتل أمين عثمان واغتيال النقراشي وحسن البنا ووصولا لقضية الفنية العسكرية وقتل الشيخ الذهبي وتنظيم التكفير والهجرة ومجزرة الدير البحري ومذبحة رفح ويرصد الإصدار تحولات جماعات الإسلام السياسي الإرهابية وجنوحها للعنف والقتل. كما يعرض الإصدار نوادر الصور من كنوز أرشيف دار الهلال ومجلة المصور، حيث يشاهد القاريء صورا نادرة للشيخ محمد رفعت قبل وفاته بأيام، وأزمة الدكتور طه حسين بالجامعه وصوره في شبابه بين ولده وبنته وزوجته، وصور الشيخ علي عبد الرازق صاحب الكتاب الأزمة : ' الإسلام واصول الحكم' وزيارة أصف وصن ولي عهد الحبشة للقاهرة وزيارة شارلي شابلن للإهرامات، وضرب القاهرة بالقنابل في الحرب العالمية الثانية، واجتياح وباء الكوليرا لمصر، وصور أول اجتماع لمجمع اللغة العربية وجمعية الأطباء والقبض علي أول تنظيم شيوعي في مصر. ويعرض الإصدار عددا من المقالات المهمة لفكري أباظة مقال عن مبادرة السلام وجمال حمدان عن تآكل أطراف الوطن العربي وهجرة اليهود المصريين وزكريا أحمد عندما حاول تلحين القرآن ومأساة اللاجئين في فلسطين. ومن الفصول المهمة في الاصدار تلك الحروب التي خاضتها مصر بشكل مباشر أو بالوكالة، وتبدأ صفحاتها مع نذر الحرب العالمية الثانية، ودخول مصر الحرب لصالح انجلترا، ودوران المعارك الكبري في العلمين، وما أن تضع الحرب أوزارها حتي تبدأ معالم نكبة 1948 وتقسيم فلسطين، ويخوض الجيش المصري حروبا من أجل الجلاء ووحدة مصر وسوريا وفي اليمن، تعقبها نكسة يونيو وسنوات حر الاستنزاف، وحرب التحرير في اكتوبر 1973.