تتركز الأنظار اليوم الخميس 27 نوفمبر علي اجتماع أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط 'أوبك' في فيينا، والذي من المقرر أن يتم البت فيه بمسألة خفض إنتاج النفط لدعم الأسعار. وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج 'برنت' إلي أدني مستوياتها في أربعة أعوام أثناء التعاملات الآسيوية الخميس وسط توقعات لا ترجح أن تقرر 'أوبك' خفض الإنتاج لدعم الأسعار في اجتماعها اليوم.ويلتقي وزراء النفط في دول 'أوبك' قبل الظهر في مقر المنظمة في العاصمة النمساوية سعيا للتوصل إلي تسوية فيما بينهم، وتواجه 'أوبك' خيارا صعبا بين خفض سقف إنتاجها لمحاولة وقف تدهور أسعار النفط أو الإبقاء عليه مع احتمال الالتزام باحترامه بشكل أفضل. و بحلول الساعة 11:00 بتوقيت موسكو تراجعت العقود الآجلة للخام الأوروبي مزيج 'برنت' تسليم 15 يناير في التعاملات الإلكترونية لبورصة 'نايمكس'، مقدار 1.05 دولار لتصل إلي 76.70 دولار للبرميل الواحد، وهو أدني مستوي منذ سبتمبر 2010، كما هبطت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الخفيف تسليم 15 يناير 64 سنتا لتصل إلي 73.05 دولار للبرميل. وقال المنتجون العرب الخليجيون في 'أوبك' 'السعودية والكويت وقطر ودولة الإمارات العربية' أنهم لن يقترحوا خفضا في الإنتاج أثناء الاجتماع الرسمي للمنظمة وهو ما يقلص احتمالات إجراء مشترك لأوبك لدعم الأسعار التي هوت أكثر من 30% منذ يونيو ويدعو بعض أعضاء 'أوبك' المتضررين ماليا جراء هبوط الأسعار وعلي رأسهم فنزويلا إلي خفض سقف إنتاج أوبك الإجمالي المحدد منذ ثلاث سنوات ب30 مليون برميل في اليوم. ومن شأن هذا الإجراء الحد من الفائض في السوق النفطية نتيجة القدرة الزائدة الناجمة عن زيادة الإنتاج النفطي الأمريكي لا سيما مع استخراج النفط الصخري، والتباطؤ الاقتصادي المسجل حاليا في أوروبا والصين والذي يكبح استهلاك النفط. علي صعيد متصل رجحت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية ألا يسفر 'أهم لقاء ل 'أوبك' منذ سنوات طويلة عن خفض إنتاج النفط بدرجة كافية لدعم الأسعار في الأسواق العالمية. وكتبت الصحيفة علي مدونتها المتخصصة استنادا إلي تقديرات الخبراء أن 'خبراء النفط والمواد الخام يشككون في قدرة 'أوبك' علي الاتفاق علي أي شيء وبصفة خاصة علي خفض الإنتاج بصورة تكفي لتحقيق استقرار أسعار النفط'. وأشارت الصحيفة إلي أن السعودية تؤدي دورا حيويا في 'أوبك'، لكنها الآن تنتهج سياستها الخاصة 'عن طريق خفض الأسعار للحفاظ علي حصتها في الأسواق'. وجاء في نص المقال أن 'خبراء كثيرين يرون أن السعودية بإبقائها علي معدل إنتاج عال تسعي لإبطاء زيادة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة وتقليل جدوي الحفر. وتابعت الصحيفة أن 'أغلب الخبراء يتوقعون انخفاض إنتاج 'أوبك' بصورة طفيفة بمقدار نصف مليون برميل يوميا، مثلا. لكن أغلبهم يشككون في أن مثل هذا الخفض سيكون كافيا لرفع الأسعار أو حتي الإبقاء عليها. وحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، كانت دول منظمة 'أوبك' تنتج في الربع الثالث من العام حوالي 30.5 مليون برميل يوميا، وذلك بزيادة تتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل مقارنة بما سيحتاج العالم إلي شرائه في الأشهر المقبلة.