عادت أسعار البترول العالمية نهاية الأسبوع الماضي للارتفاع فوق مستوي ال50 دولارا للبرميل الذي كسرته نزولا في أعقاب صدور بيانات المخزونات الأمريكية التي أظهرت زيادة كبيرة في المخزونات، إلا أن موجة البرد القارص التي انتابت فجأة الشمال الامريكي الذي يشهد موسما طبيعيا علي غير العادة، عادت بالأسعار الي الارتفاع الملحوظ وان كان القلق لايزال يسيطر علي الدول المنتجة في أوبك خوفا من عودة الأسعار للانخفاض مرة أخري مع اعتدال الطقس وهو ما يضع أوبك في مأزق جديد ربما تلجأ للخروج منه الي خفض ثالث لمستويات الإنتاج الحالية. 3% ارتفاع ... ففي نيويورك ومع اغلاق تعاملات الاسبوع الماضي قفزت أسعار النفط الخام 3% لتصمد فوق مستوي ال50 دولاراً للبرميل مع هبوط درجات الحرارة في شمال شرق الولاياتالمتحدة أكبر منطقة لاستهلاك وقود التدفئة في العالم. وارتفع سعر العقود الاجلة للنفط الخام الامريكي لشهر فبراير في آخر تعامل في بورصة نايمكس 57.1 دولار الي 05.52 دولار للبرميل بعد ان أغلق يوم الخميس علي 48.50 دولار منخفضا 76.1 دولار او 4.3%. وفي بورصة البترول الدولية بلندن سجلت العقود الاجلة لمزيج النفط الخام برنت 51.53 دولار للبرميل مرتفعة 76.1 دولار. 34% انخفاض ... وبمقارنة اسعار البترول الحالية بالأسعار التي كانت سائدة قبل اسبوعين يصبح التراجع في أسعار النفط الامريكي 16% ويقل السعر الان نحو 34% عن ذروة 40.78 دولار التي سجلها في الربع الثالث من العام الماضي. وكانت انباء عن زيادة مخزونات الولاياتالمتحدة من الخام 6.8 مليون برميل الاسبوع الماضي قد قادت الخام الامريكي للانخفاض دون 50 دولارا للمرة الاولي منذ 25 من مايو عام 2005 الي 90.49 دولار قبل ان ينتعش قليلا اواخر التعاملات. ارتفاع مؤقت ... ورغم تخطي الاسعار مستوي ال50 دولارا نهاية الاسبوع الماضي الا محللين فنيين يرون ان مستوي 50 دولارا لن يصمد طويلا وان مستوي الدعم الرئيسي التالي سيكون حوالي 50.44 دولار وهو ما يثير قلق الدول المنتجة من استمرار التراجع في الاسعار. مأزق اوبك ... وبدأت التصريحات التي تنادي باجراء اوبك لخفض ثالث للانتاج تفاديا للمزيد من التراجع وتمثل ذلك في تصريحات الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الذي قال إن منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك قد تنفذ "تخفيضات حادة للانتاج اذا استمر هبوط الاسعار واضاف أن المنظمة متفقة علي عقد اجتماع قمة لرؤساء دول اوبك علي وجه السرعة. الا ان السعودية اكبر الدول المصدرة في اوبك قالت إنها لا تعتقد ان اوبك بحاجة الي عقد اجتماع طاريء لوزراء الطاقة لبحث مشكلة هبوط اسعار النفط الخام علي الرغم من اصرار فنزويلا علي ان مثل هذا الاجتماع ضروري. خفض الإنتاج ... وفيما اعتبره الخبراء اتجاها داخل اوبك لخفض الانتاج، خفضت المنظمة نهاية الاسبوع الماضي توقعاتها لنمو الطلب العالمي علي النفط هذا العام بعد اعتدال المناخ علي غير المعتاد في هذا الوقت من السنة في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للخام في العالم الامر الذي قلص الاستهلاك. ورغم تراجع الاسعار 17% منذ نهاية العام الماضي أظهر التقرير الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن الدول الاعضاء مازالت تضخ أعلي كثيرا من سقف الانتاج الذي يهدف الي كبح هبوط الاسعار. وقالت المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث انتاج العالم من النفط ان نمو الطلب العالمي علي الخام هذا العام لن يتجاوز 1.26 مليون برميل يوميا انخفاضا من 33.1 مليون برميل يوميا في توقعات الشهر الماضي. واشار التقرير الي ان تراجع أسعار النفط من المتوقع أن يعزز قليلا الطلب في أمريكا الشمالية لكن المناخ الدافئ في النصف الاول من يناير وتباطوء الانشطة الاقتصادية كبح نمو الطلب علي النفط. ومن المقرر أن تخفض أوبك الانتاج مجددا 500 ألف برميل يوميا من فبراير لتهبط امداداتها المستهدفة الي 25.8 مليون برميل يوميا. انضمام انجولا ... وأصبحت أنجولا العضو الثاني عشر في منظمة أوبك من أول يناير وتضمن التقرير انتاج البلد في اطار تقدير لحجم الطلب علي نفط المنظمة هذا العام.ووفقا لاوبك ضخت أنجولا غير المشاركة بعد في قرارات الانتاج 474.1 مليون برميل يوميا في ديسمبر في حين أنتج العراق 905.1 مليون برميل يوميا. وقال التقرير ان الطلب علي خام أوبك سيتراجع في 2007 الي 30.1 مليون برميل يوميا من 3.30 مليون برميل يوميا في 2006.