اصدر حديثا عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من 'عناصر المزاج' تشابك الجينات والثقافة والزمن والحظ، من تأليف جيروم كاجان، ومن ترجمة عمرو حشمت ومحمود خيال، ومن مراجعة قدري حفني. يذكر أن المؤلف جيروم كاجان، هو أحد رواد علم النفس التطوري، يعمل كاجان أستاذا بجامعة هارفارد بامريكا ويحتل المركز الثاني والعشرين من قائمة أفضل الاختصاصين في علم النفس علي مستوي العالم في القرن العشرين. أما عن المترجم، محمود خيال، فهو أستاذ غير متفرغ بكلية الطب بجامعة الأزهر، عضو لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلي للثقافة، عضو لجنة الترجمة العلمية بالمركز القومي للترجمة، له عدد كبير من الاعمال المترجمة، نذكر منها، 'الاسلام والعلم'و'صخور الزمان'. والمترجم عمرو حشمت، فهو استاذ بقسم العلاج بالادوية، عمل أستاذاً بعدة جامعات مثل جامعة أديس أبابا، وجامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية. أما عن مراجع الكتاب، أستاذ علم النفس غير المتفرغ بمعهد الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس، حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في علم النفس، جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، كما يحمل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأول يأخذ هذا الكتاب المتميز القراء في رحلة نادرة، حيث يغوص في أعماق النفس البشرية من خلال رحلة استغرقت سبعة وعشرين عامًا، راقب خلالها تصرفات الأطفال الرضع وسلوكهم من سن أربعة أشهر، مسجلا ردود أفعالهم، ثم تابعهم بالمراقبة حتي سن الشباب، ويربط برشاقة شديدة بين ميولهم المزاجية وموروثهم الجيني وتأثير البيئة والمجتمع والعائلة. يبدأ كاجان عرضه للقضية الأزلية ألا وهي 'هل الأنسان سيد مصيره في مقابل الأنسان ضحية المقادير'، حيث يلخص الموقف في النهاية بالإشارة إلي أن بعض العلماء أجمعوا علي قدرة الانسان الحقيقية علي الأختيار، فاذا كان المرء فعالا ومنتجًا وسعيدًا فانه أمر يحسب له، وبالمثل فان التعساء، والذين يعجزون عن الإنجاز بل وحتي المجرمين مسئولون أيضا عن كونهم كذلك، أما الجبريون فيرون أن البشر إنما يكونون ما هم عليه لانه قد تم تشكيلهم كذلك بفعل قوي داخلية وخارجية كالوراثة والخبرة. يفتح الكتاب المجال لكثير ممن يعانون من متاعب نفسية، لفهم أعمق لحالتهم مما يساعدهم الي حد كبير علي اجتياز أزماتهم.