صحيح أن فصل جنوب السودان بمثابة ضربة قاصمة لآمالنا الوحدوية.. وأهدافنا العربية المشتركة.. لكن المؤكد أن المتضرر الكبير ممايجري هما مصر والسودان.. مصر بتاريخها الضارب في القدم كانت علي الدوام عونا وسندا للسودان الموحد.. ولم يجد أبناء السودان وطنا يتجاذبون إليه بحكم التقارب والجوار والوشائج الموحدة غير مصر.. إندمج الشعبان وتصاهرا وترابطت علاقاتهما بشكل فريد حتي أنها شكلت نموذجا غير مسبوق في الألفة والمحبة والتواصل. لاأحد في السودان يسأل المصري عن هويته.. ولاأحد في مصر يندهش إن شاهد جموع السودانيين يحتلون مقاهي ومساكن متقاربة وكانهم يعيشون تماما بين أهليهم.. ودا ومحبة,,هذا النموذج الفريد كان ولايزال يضرب به المثل في قوة العلاقة وترابطها بين الشعبين الشقيقين.. حتي أن المصريين يصفون العلاقة بين الشعبين بعلاقة المصير المشترك.. فيما يقوا السودانيون بلهجتم أن"مصر والسودان حتة وحدة". لهذ وغيره فإن وجيعة إنفصال الجنوب السوداني وتحول السودان إلي سودانين سيكون لها وقعها المرير علي المشاعر المشتركة لأبناء وادي النيل.. إن في شمال الوادي أوفي جنوبه.. لتخلف حزنا عميقا سوف يلامسه ويكابده كل مصري وسوداني يدرك عن يقين حجم الخسارة الفادحة التي سنجنيها سويا جراء ترك السودان يتجزأ ليشكل في المستقبل بؤرة توتر بفعل ماستشهده منطقة الجنوب في المقبل من الأيام. "يتبع"