عاد الرئيس حسني مبار ك إلي القاهرة مساء أمس الثلاثاء قادما من الخرطوم بعد مشاركته في مباحثات القمة الرباعية التي استضافتها العاصمة السودانية والتي التقي فيها بالرئيس السوداني عمر البشير, والزعيم الليبي معمر القذافي, والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وشارك فيها سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان. وصرح وزير الخارجية أحمد ابو الغيط مساء أمس, عقب انتهاء قمة الخرطوم أن مداولات القادة في الخرطوم أكدت أولوية الحفاظ علي السلام والاستقرار في السودان, وعبرت عن ارتياحهم لحرص طرفي اتفاق السلام الشامل علي مواصلة العمل المشترك لاستكمال ترتيبات إجراء الاستفتاء في مناخ من الثقة المتبادلة يضمن تفادي أي اعمال من شأنها تعكير التفاهم اللازم لإجراء الاستفتاء والاتفاق علي ترتيبات العلاقات المستقبلية بين الشريكين. وأوضح وزير الخارجية أن مناقشات القادة أكدت عمق وتشابك الروابط بين شمال السودان وجنوبه, أهمية إقامة علاقات قوية بينهما تستند إلي اعتبارات المصلحة المشتركة في الحفاظ علي السلام والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية, موضحا أن شريكي السلام أكدا التزامهما بتنفيذ باقي استحقاقات اتفاق السلام الشامل وإقامة علاقات تعاون في جميع المجالات تتأسس علي هذه الاعتبارات أيا كانت نتائج الاستفتاء. وأضاف أن القادة في مناقشاتهم تعهدوا بالعمل علي تنمية ودعم التعاون بين الشريكين والمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية وإعادة البناء في جنوب السودان وشماله, علاوة علي تعزيز وتنمية الروابط الاقتصادية والتنموية بين السودان وأشقائه في المنطقة بحكم اعتبارات الجوار والتاريخ المشترك والمستقبل الواحد. وذكر وزير الخارجية أن الرؤساء أعربوا في مناقشاتهم كذلك عن دعمهم لكل الجهود العربية والدولية الرامية لتحقيق السلام في دارفور وأشادوا بالدور الذي قامت به كل من الجماهيرية الليبية العظمي وجمهورية مصر العربية وقطر والمجتمع الدولي من أجل التوصل إلي اتفاق سلام شامل ينهي المعاناة الإنسانية في دارفور ويسهم في مواصلة عملية إعادة البناء والإعمار في الإقليم. وأوضح البيان الختامي الصادر من القمة أن اجتماع القمة جاء إدراكا من القادة المشاركين فيها لمدي اهمية التطورات التي يمر بها السودان في هذه المرحلة مع بدء العد التنازلي لموعد الاستفتاء علي مصير جنوب السودان واستحقاقات مرحلتي ما قبل وما بعد الاستفتاء والتي تتطلب تضافر كل الجهود الإقليمية والدولية للوفاء بهذه الاستحقاقات تحقيقا للسلام والاستقرار في كل ربوع السودان. وأشار البيان إلي أن القمة تناولت أولويات استيفاء استحقاقات السلام الشامل في جنوب السودان وإجراء استفتاء الجنوب في جو من السلام والهدوء والشفافية والمصداقية وبما يعكس إرادة شعب جنوب السودان في البقاء في إطار السودان الموحد او الانفصال السلمي, وهي إرادة جدد القادة المشاركون في القمة احترامها أيا ما كانت نتيجة الاستفتاء, وتتطلع القمة إلي أن تكون نتيجة الاستفتاء أيا ما كانت إيجابية علي مستقبل السودان. وأكدت القمة اهمية بذل كل الجهود لدعم الثقة المتبادلة بين طرفي اتفاق السلام الشامل في السودان والعمل علي تسهيل الحوار المشترك بينهما وتمكينهما من التوصل إلي اتفاق حول القضايا الخلافية وبما يمهد لإجراء الاستفتاء في أجواء صحية. ومن ثم فقد بحثت القمة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلي التقريب بين طرفي اتفاق السلام, وعبرت عن دعمها الكامل لهذه الجهود وأهمية استمرارها وعن أملها في التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة. كما أشادت بتأكيد طر في اتفاق السلام الشامل في السودان اتفاقهما حول جانب كبير من هذه القضايا ودعت إلي استكمال الجهود للتوصل إلي تسوية للقضايا المتبقية. كما بحثت القمة مستقبل العلاقة بين شمال السودان وجنوبه بعد اجراء الاستفتاء وأكدت أن الروابط العضوية بين الشمال والجنوب والتي تدعمها الاعتبارات التاريخ والجغرافيا والثقافة والقيم الاجتماعية والمصالح المشتركة تستوجب من كل الأطراف العمل علي تدعيم واستمرار هذه الوشائج في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء. وأوضح البيان ان القمة تدارست جهود إحلال السلام في إقليم دارفور وأشادت بالاستراتيجية الجديدة للحكومة السودانية والتي تستهدف تحقيق السلام والتنمية في الإقليم, ودعت كل الفصائل الدارفورية لسرعة الانخراط في مفاوضات السلام الجارية بالدوحة والعمل بشكل جدي لتوقيع اتفاق السلام المنشود الذي يعيد الحياة والأمل لأهالي دارفور. كما ناشدت القمة المجتمع الدولي لمواصلة جهوده من أجل تحقيق السلام وإعادة البناء والتنمية في دارفور وفي كافة أنحاء السودان.