النتائج الاولويه للانتخابات التشريعية في تونس توكد حتي الان تفوق حزب نداء تونس، الذي ينتمي عمليا الي النظام البورقيبي ومن بعده نظام بن علي، علي حزب النهضة الإخواني والذي يتزعمه راشد الغنوشي الخبر كان صداما للاخوان ول تنظيمهم الدولي في كل مكان، فبالرغم من المراجعات الفكريه التي أجراها الغنوشي علي التجربة، ورغم انتقاداته العلنيه لجماعة الاخوان الإرهابية في مصر ومواقفها وتكالبها علي الاستحواذ علي السلطة وإقصاء الآخرين، الا ان كل ذلك لم يشفع للغنوشي ولحزبه المنتمي للفكر الإخواني ان دلالة هذا الفوز الكاسح لمن يسمونهم بالفلول يعني ان تجربة مايسمي بالربيع العربي، قد فشلت في تحقيق مارفعته من شعارات، وأحلت الفوضي بديلا للأمن والاستقرار، صحيح ان ابناء الشعب التونسي عانوا من حكم القمع والفساد والاستبداد من نظام بن علي، الا ان الكثيرين راحوا يتساءلون في دهشه وماذا قدمت لنا الثوره الا الفوضي والانفلات القيمي والأخلاقي وانهيار الاوضاع الاقتصادية والاجتماعيه وتنامي الارهاب في البلاد !! ان دلالات الحدث التونسي سيكون لها اثارها علي الانتخابات المصريه بكل تأكيد، فمصر عانت من الفوضي ولا تزال، ومصر احتوت بنار الارهاب الإخواني والمتطرف، ومصر أدركت حقيقة المخطط الذي استهدف إسقاط الدولة وسيادة الفوضي، لكل ذلك انتظروا مفاجأة البرلمان القادم.