علي بعد دقائق قليلة من مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا تقع القرية السادسة في قائمة القري الأكثر فقرًا في مصر، والتي يبلغ تعداد السكان بها 2344 نسمة - طبقًا لتقارير برنامج مصر لتنمية القري عام 2007- وووصل الأن 2750 نسمة ويبلغ معدل النمو السكاني لها 2.6، إنها قرية السنبلاوين التي سقطت سهوًا من حسابات المسؤولين. 'جريدة الأسبوع ' تجولت داخل القرية فوجدت المنازل الطينيه القديمه المتلاصقه مع بعضها البعض يعيش بها أناس طيبون كأنهم يعيشون في القرون الوسطي، يسكن الفقر كل بيوتها، يطاردك في الطرقات، وتلقاه مرغماً مرسوماً علي وجوه الناس بلا رحمة، وفي الخوف من المرض الذي لا مغيث منه، حيث لا طبيب ولا دواء.، فلا الأرض تنتج ولا الحيوانات تدر لبناً'، فهؤلاء البشر لم يفعلوا شيئا الا ان قدرهم ادي بهم ان يكونوا فقراء وهذا ليس ذنبهم أن يعيشوا في وطن تحكمه حكومة لا تعترف سوي بالأغنياء. في البداية يقول محمد عبد الجواد من أهل القرية ' أغلب حقوقنا أصبحت شئ صعب المنال فحدث و لا حرج عن حالة التعليم بالقرية حيث أن نسبة المتعلمين للاطفال و الشباب لا تزيد عن 45% فقط, أما السيدات فتزيد نسبتهم عن ال80 أميين تماماً, فلا مدرسة إبتدائي أو إعدادي أو ثانوي و لكن يعتمد الأهالي علي الذهاب إلي مدرسة منشية دعبس الإبتدائية و الإعدادية المشتركة ليتعدي عددالطلاب في بعض الفصول السبعون طالب و طالبة, و أما من يريد أن يكمل تعليمه فيذهب إلي البندر ' المدينة ' و هناك كأنة حصل علي درجة الماجستير في التعليم بالنسبة لأهالي السنبلوين. ويضيف الحاج محمد عمر وصالح محمد - من فلاحي القرية - 'نعاني من نقص مياه الري في الزراعة حيث إن الرية الواحدة للفدان تتعدي ال60 جنيهًا، مما دفعنا إلي بيع أراضينا، ولا نعلم مصيرنا في هذه البلد كفلاحين غلابة ولا ينظر إلي مشاكلنا أحد'. وعن مشكلة الصرف الصحي يصفها 'إسلام محمود' أحد أبناء القرية قائلا: ' منازل القرية تعوم علي بركة من المياه الجوفية '، حيث يعتمد الأهالي علي البيارات والطرنشات لصرف مخلفاتهم، مما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالقرية، وتكرار سقوط المنازل خاصة المبنية من الطوب اللبن. أما 'سعيد مصطفي'، موظف وأحد أبناء القرية، يقول أن مياه الشرب والتي هي عصب الحياه، تمثل المشكلة الرئيسية بالقرية، بعد أن انتشرت وبصورة كبيرة أمراض الفشل الكلوي والكبد بين المواطنين، ولم تفرق بين شاب أو شيخ أو رجل أو امرأة فالكل يعاني. وإستطرد ' محمد حمدي ' موظف قائلا قريتنا علي وشك المجاعة و لا يوجد بها إلا مخبز واحد فقط و حصتة من الدقيق هي 5 أجولة فقط وكل جوال 100 كيلو جرام و لا تحصل كل أسرة علي أكثر من 10 أرغفة بخمسون قرش بالرغم من تعدي عدد أفراد الأسرة عن 8 أشخاص أحياناً, مشيرا إلي قيام العاملين بالمخبز ببيع كمية من حصص الدقيق بالسوق السوداء . والجدير بالذكر أن برنامج مصر لتنمية القري الأكثر فقرًا كان قد قام بدراسة أحوال القرية عام 2007 لتحصل علي الرقم 6 من حيث الفقر علي مستوي الجمهورية، وجاء في تقرير البرنامج أن الخدمات التعليمية تابعة لقرية منشأة دعبس، و الصحية لا توجد، وخدمات أخري من بريد وجمعيات زراعية ووحدات بيطرية وسنترالات وبنوك القري ومراكز تنظيم الأسرة ومراكز رعاية الطفولة والأمومة ووحدات اجتماعية، لا توجد جميعها وبعض منها تابع لقرية منشأة دعبس، كما أن البنية الأساسية من مسارات شبكات الصرف والمياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء موجودة ولكن بكفاءة متوسطة، وبالنسبة لقطع الأراضي أفاد التقرير بعدم وجود قطع أرض لا ملكية عامة ولا خاصة.