على بعد دقائق قليلة من مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا تقع القرية السادسة فى قائمة القرى الأكثر فقرًا فى مصر، يبلغ تعداد السكان بها 2344 نسمة - طبقًا لتقارير برنامج مصر لتنمية القرى عام 2007- ومن المتوقع أن يصل إلى 2750 نسمة 2012عام ويبلغ معدل النمو السكانى لها 2.6.. إنها قرية السنبلاوين التى سقطت سهوًا من حسابات المسؤولين، فلا تكاد الخدمات تعرف طريقًا إليها، يقول المواطن ايهاب فؤاد "ما عندناش صحة أصلا، ولا يوجد بالقرية مدارس ولا ابتدائية، حتى أن التلاميذ يذهبون لمدرسة منشأة دعبس فى القرية المجاورة وربما يتعرضون لحوادث الطرق وحدثت أكثر من حادثة، رغم توفر الارض للبناء .. لا نستطيع عمل وحدة صحية أو مدرسة". ويعدد بهاء فؤاد بقية المشاكل "يتم توزيع 10 أرغفة فقط لكل أسرة، وتوجد جمعية أهلية بالقرية تقوم على خدمة أهالى القرية، ولكن لم تفعل القروض لشباب الخريجين حتى الآن لتساعد فى عمل مشروعات صغيرة تدر دخلاً للشباب وتخدم القرية، بالإضافة إلى انعدام الإنارة على الطريق رغم وجود أعمدة فى الشوارع ولكن.. يوجد كشاف على عمود من بين 3 إلى 5 أعمدة على الطريق العمومى للقرية وداخل القرية نفسها". ويقول طارق حسن - 30 سنة - ومحمد فوزى - مدير سياحة خارجية - وخالد رجب – عامل -: "القرية كلها مشكلات والمخبز لا يوجد به عامل واحد لتسلط صاحب المخبز وعدم رغبته فى تشغيل أحد معه، كما أن قلة حصة الدقيق أدت إلى قلة عدد الأرغفة، وتمت مطالبة الحاكم العسكرى بإعادة جوال من الدقيق تم خصمه من حصة مخبز القرية لصالح مجمع المخابز بالمنياالجديدة - التابع للقوات المسلحة- ووعد بردها ولم يحدث شيء. كما تقول الحاجة أم بدر- 53 عامًا - "إن المقرر لنا – كأسرة قوامها 15 فردًا - من الخبز 35 رغيفًا يوميًا، نحصل على 15 رغيفًا و4 من الخبز الأبيض ولا نعلم مصير ال11 الباقية". ويضيف الحاج محمد عمر وصالح محمد - من فلاحى القرية - "نعانى من نقص مياه الرى فى الزراعة حيث إن الرية الواحدة للفدان تتعدى ال60 جنيهًا، مما دفعنا إلى بيع أراضينا، ولا نعلم مصيرنا فى هذه البلد كفلاحين غلابة ولا ينظر إلى مشاكلنا أحد". واتفق محمد خالد ومحمد جمال وطه السيد وإسلام عماد - من شباب القرية - على طلب وحيد :"نحتاج مركز شباب ومدرسة تخدم تلاميذ القرية". كان برنامج مصر لتنمية القرى الأكثر فقرًا قد قام بدراسة أحوال القرية عام 2007 لتحصل على الرقم 6 من حيث الفقر على مستوى الجمهورية، وجاء فى تقرير البرنامج أن الخدمات التعليمية لا توجد وتابعة لقرية منشأة دعبس، والخدمات الصحية لا توجد وتابعة لقرية منشأة دعبس، وخدمات أخرى من بريد وجمعيات زراعية ووحدات بيطرية وسنترالات وبنوك القرى ومراكز تنظيم الأسرة ومراكز رعاية الطفولة والأمومة ووحدات اجتماعية، لا توجد جميعها وبعض منها تابع لقرية منشأة دعبس، كما أن البنية الأساسية من مسارات شبكات الصرف والمياه والصرف الصحى والطرق والكهرباء موجودة ولكن بكفاءة متوسطة، وبالنسبة لقطع الأراضى أفاد التقرير بعدم وجود قطع أرض لا ملكية عامة ولا خاصة. كما تقرر إنشاء وحدة بيطرية لخدمة مزارعى القرية وكانت التكلفة التقديرية 535000 جنيه، والموقع المقترح كان قطعة أرض على مساحة 350 مترً أملاك أهالى شمال القرية والتى كان مقدر بيع القيراط منها ب45 ألف جنيه، وكانت مدة تنفيذه فى خلال 6 أشهر، كما تقرر تدعيم مناطق محرومة من مياه الشرب بطول 800 متر إحلال وتجديد للشبكات بطول 500 متر، وكان هدف المشروع أن يستفيد منه 1500 نسمة وتكلفته كانت تقدر ب150 ألف جنيه، والموقع المقترح كان شوارع القرية وتنفيذه فى خلال 3 أشهر، بالإضافة إلى مركز شباب ووحدة صحية لخدمة أهالى وشباب القرية، على مساحة 6 قراريط للوحدة البيطرية و12 قيراطًا للمدرسة ومساحات مختلفة لمركز الشباب ووحدة المطافئ ووحدة البريد. الجدير بالذكر أن المشروعات الموضوعة لقرية السنبلاوين كان المقرر البدء فى تنفيذها والانتهاء منها فى الفترة من 2007 حتى 2008 ضمن أول خريطة عمل لبرنامج مصر لتنمية القرى MISR وكانت تكلفتها 13 مليون جنيه طبقًا للتقارير المتاحة، ما مصيرها وماذا حدث بصددها؟