بذل اللواء عادل لبيب جهدًا هائلاً في انتشال 'قنا' من دوامات الإهمال.. والتردي.. وخاض عبر سنوات عدة تقلد فيها منصب المحافظ، حروبا لم يهدأ غبارها يومًا.. للنهوض بالمحافظة.. وعبر جهد مضنٍ شاركته فيه كل فعاليات 'قنا'.. نهضت المحافظة من 'رقادها'.. وتحولت في بضع سنين معدودة إلي 'تاج' محافظات مصر.. تروي من حولها الحكايات.. وتضرب بها الأمثال.. حتي أنها باتت 'نموذجًا فريدًا' في التفاخر بما قطعته من مراحل.. وما بلغته من بريق.. راح يغزو عواصم الدنيا من فرط 'لمعانه'.. فاحتلت المحافظة التي اجتازت كل كبواتها مواقع متقدمة في سجل الخدمات والنظافة والانضباط.. وحصدت 'بإرادة محافظها اللبيب' جوائز الصدارة في مسابقات دولية، أقيمت من أجلها الاحتفالات لتقليد المحافظ جائزة 'أجمل العواصم العربية بيئيا'. ورحنا نحن أبناء المحافظة، نزهو بمدينتنا، التي ارتدت أجمل الأثواب، وأحاطتها الحدائق الغناء من كل اتجاه، وازدانت ميادينها بالنوافير المتلألأة، والألوان الزاهية، ووجد الانضباط طريقه في كل بقعة علي أرض المحافظة.. الأشجار الوارفة تصطف علي جانبي الطرق في مشهد بديع، والأضواء الخلابة تكسو سماء المدينة.. جدران المساكن، والمحلات، والمؤسسات، طليت بألوان موحدة.. الطرق تحولت لمتنزهات بديعة، وإشارات المرور تجد احترامًا واجبًا، والتزامًا حاسمًا، دون جندي للمرور. دبت الحياة في الكورنيش الذي تمدد علي ضفة النيل علي مسارحة أربعة عشر فدانًا، واكتظت 'قنا' وشوارعها، وميادينها، بالمتنزهات التي وجد فيها سكان 'قنا' متنفسا بعد طول حرمان. كان من الصعب أن تعثر علي ورقة ملقاة في شوارع 'قنا'.. فعمال النظافة لا يتوقفون عن ممارسة عملهم علي مدار الساعة وبات الكل يخضع للنظام والقانون، بعد أن منح 'عادل لبيب' القانون الحق في معاقبة المقصر، ومجازاة المهمل، وردع المتسيب، وملاحقة الفاسدين. اختار 'عادل لبيب' الميدان، والشارع، مكانًا طبيعيًا لممارسة مهام منصبه، ضرب بعرض الحائط كل الاستثناءات، وأنهي المحسوبيات والوساطات، فحقق بفعله نجاحًا، وإنجازًا لم تشهده 'قنا' طيلة تاريخها. مضت السنوات.. وتبدل حال 'قنا'.. بات كل شيء عرضة للانهيار.. الأعمال الكبيرة التي شيدها 'عادل لبيب' تقزمت.. والانجازات العظيمة تراجعت.. اختفي المسئولون من الميدان، فزحف الإهمال علي كل شيء.. الأشجار الوارفة تساقطت، واحترقت، والزهور الخلابة تساقطت واختفت.. الفوضي عمت كل الأشياء.. ولم تعد 'قنا' مضرب الأمثال كما خطط لها 'لبيب'. لم نعد نري في 'قنا' تلك الروح المتوهجة بفعل إرادة 'القائد' فتفاقمت المشاكل.. وتأزمت وبات الناس يجأرون بالشكوي، والصراخ 'بلا مجيب' انحسرت زيارات الوفود التي كانت تفد تباعًا للوقوف علي هذا الانجاز العظيم، وكيف تحقق.. ولم تعد 'قنا' مدينة الجوائز 'الكبري' ولا 'الصغري'.. وبات الأهالي 'ساخطين' 'غاضبين' فحلمهم يتبدد أمام أعينهم، وأملهم الذي انتظروه طويلاً بات عرضة للانهيار التام. الكل في غم.. وكرب.. يكاد لسان حالهم ينطق بجملة واحدة 'فين أيامك يا لبيب؟!'