أرسل في طلبه بالحضور، وبعد تكرار الطلب أكثر من مرة حضر المذكور علي استحياء، وهو أحد شباب الإخوان .. المسئول الإداري عنه عنَّفه بشدة.. المسئول الإداري: 'بصوت فظ' طلبتك أكثر من مرة تقدر تقول لي سبب تأخرك؟ الإخوانجي التائب: 'مدعياً' كانت أمي في حالة حرجة أجبرتني علي البقاء بجوارها. المسئول الإداري: 'عاقداً حاجبيه' أيهما أهم؟ حالة أمك الحرجة أم حالة الجماعة المتعسرة؟ الإخوانجي التائب: 'بذهول' لقد أوصانا الرسول الكريم بالأم ثلاثا. المسئول الإداري: لكن هناك أولويات، وأنت تدري المصاعب التي تتعرض لها الجماعة حالياً.. والجماعة أهم لأنها أنفقت عليك الكثير، ووفرت لك فرصة عمل لم يحلم بها أي شاب في مثل سنك. الإخوانجي التائب: ولكني أعطيت للجماعة مقابل هذا كل وقتي وجهدي.. فقد شاركت في كل المظاهرات التي دعت إليها الجماعة، وفوق كل هذا كنت مطيعاً طاعة عمياء لكل قادتي. المسئول الإداري: نعم أعلم ذلك، ولهذا تم تصعيدك داخل الجماعة بسرعة كبيرة. الإخوانجي التائب: يا تري ما الأمر الجلل الذي تم استدعائي لأجله؟ المسئول الإداري: تعلم أن ذكري أحداث محمد محمود ستكون 19 نوفمبر. الإخوانجي التائب: وما المطلوب مني؟ المسئول الإداري: المطلوب منك المشاركة في إحياء هذه الذكري أنت ومجموعتك. الإخوانجي التائب: 'متعجباً' وما علاقتنا بأحداث محمد محمود؟ نحن لم نشارك فيها من الأساس كي نحتفل بذكراها، ومشاركتنا فيها ستكون محل انتقاد شديد خاصة أن مواقفنا منها مسجلة بالصوت والصورة قبل ذلك، وبالتالي إعلان مشاركتنا فيها سيضعنا في حرج شديد أمام الرأي العام. المسئول الإداري: 'غاضباً' منذ متي وأنت تناقشني فيما أصدره إليك من أوامر؟ الإخوانجي التائب: هل أستطيع أن أعرف ما المطلوب مني بالضبط؟ المسئول الإداري: المطلوب منك أن تندس أنت ومجموعتك بين القوي الثورية التي ستشارك في إحياء هذه الذكري، والعمل علي إحداث صدام بين هذة القوي وبين الشرطة. الإخوانجي التائب: برأيك بعد الدور الوطني الذي لعبته الشرطة في ثورة 30 يونية، هل تري أن مثل هذه الحركة ستنطلي علي القوي السياسية؟ المسئول الإداري: 'غاضباً' قبحك الله.. تصف مؤامرة 30 يونية بأنها ثورة؟!! الإخوانجي التائب: ألم تخرج الملايين في الشوارع تطالب بعزل مرسي نظراً لأنه لم يقدم شيء ملموساً للشعب المصري؟ المسئول الإداري: 'غاضباً' لا تكن جاحدا ومنكرا لكل ما قدمه فخامة الرئيس مرسي لهذا الشعب.. لقد أنجز مرسي ما لم يستطع عبد الناصر نفسه أن ينجزه، فالشعب المصري بكل طوائفه لم يتذوق طعم ثمرة المانجو بكل أنواعها إلا في عهد مرسي. الإخوانجي التائب: 'محدثاً نفسه' مانجة!! خيبك الله.. وهل خرج الشعب يطالب بعزل مبارك من أجل المانجة؟!.. لقد كانت أمامنا فرصة تاريخية لكن مرسي بجهله لأمور السياسة والحكم وبإعلانه الدستوري الغبي، وحد كل القوي السياسية ضده حتي التي دعمته في الانتخابات الرئاسية، وإهانته للقضاء كان أكبر دليل علي غبائه.. يبدو أن الغباء صفة من صفات تلك الجماعة التي كثيراً ما دافعت عن أفكارها ومبادئها لأني كنت مغيباً وأقرأ في اتجاه وحيد، لهذا لم أستطع رؤية الصورة من جميع زواياها الأربع. المسئول الإداري: لما لا تتحدث إليَّ؟ الإخوانجي التائب: نعم مرسي أنجز وتذوق الشعب كله في عهده ثمرة المانجو، ولكن الشعب خرج عليه وطالبه بالتنحي، والشعب هو مصدر السلطات، فلماذا نقف ضد إرادة الشعب؟! المسئول الإداري: 'غاضباً' وماذا عن شرعية الصندوق والديمقراطية؟ مرسي جاء بالصندوق وبشكل ديمقراطي وكان لابد أن يذهب بالصندوق. الإخوانجي التائب: شرعية الصندوق في النهاية هي شرعية خشبية، لكن صاحب الشرعية الأصلي نزل في الشوارع يمارس سلطاته بنفسه، وإن كنت تتحدث عن شرعية الصندوق فمبارك في آخر دورة رئاسية له جاء أيضاً بالصندوق، ثم نظر إليه بتعجب وقال أي ديمقراطية تتحدث عنها، ألم تعلمونا أن الديمقراطية مفهوم غربي وأنه يتعارض مع الإسلام؟ ما هذا التناقض؟! المسئول الإداري: دعك من هذه السفسطة التي لاقيمة لها، المهم يوم 19 نوفمبر مطلوب منك أن تندس وسط القوي السياسية أثناء احتفالهم بذكري أحداث محمد محمود، ويجب أن تحدث صداماً بين هؤلاء الشباب والشرطة. الإخوانجي التائب: 'محدثاً نفسه' يا لغباء هذا المسئول الإداري، ألم يفهم من خلال مناقشتي معه أنني حررت عقلي من أفكار الجماعة، وأصبحت أقرأ في جميع الاتجاهات وأستمع لكل الآراء، ومن ثم أصبحت أري الصورة من جميع زواياها الأربع، ليته هو الآخر يُعمل عقله ويحرره، كما أمرنا القرآن الكريم، فالقرآن في أكثر من موضع دعانا إلي إعمال العقل، ولكنهم كانوا يتعمدون عدم شرح كل هذه الآيات لنا حتي تبقي عقولنا مسلوبة، ومن ثم نكون أسري لرؤيتهم وأفكارهم التي لا علاقة لها بالوطنية. المسئول الإداري: 'بغيظ شديد' لما لا ترد عليَّ؟.. علي أية حال انتهت المقابلة وأحذرك لو فشلت في هذه المُهِمة. الإخوانجي التائب: 'بهدوء وثبات' لِمَ تفهم من خلال حواري معك أنني قد عزمت علي التوبة، وأنني لن أقف ضد وطني بعد الآن.. ثم بكي متضرعاً: اللهم إني أبرأ إليك من جماعة الإخوان ومن أفعالها الإجرامية ومخالفتها لصريح الدين، يارب لقد غرروا بي باسم الإسلام، اللهم إني أعلن توبتي إليك فتقبلها مني يارب العالمين. المسئول الإداري: 'بغيظ شديد' آه يا زنديق يا علماني يا ملحد.. أنت لاتريد إعلاء الإسلام في الأرض. الإخوانجي التائب: 'ضاحكاً' هههههههه وهل دماء الشعب الزكية التي تُراق علي أيديكم بعد أن رفض حكمكم، وهل قتل الجنود ومطالبة قيادات الجيش بالانشقاق، والوقوف ضد الدولة وضد إرادة الشعب من الإسلام!.. أي إسلام تتحدث عنه؟! واختتم قائلاً اللهم يا تواب يا الله توب عليه وعلي كل أعضاء الجماعة ليتوبوا.