أشجار غابة الشباب الدولية تتعرض للإزالة فى الاسماعلية حدث تصعيد جديد للمواجهة بين نواب الإسماعيلية والمحافظة بشأن قرارات اقتطاع مساحات من المسطحات الخضراء بمدينة الإسماعيلية لأغراض شتي و من بينها أرض الغابة الشجرية شمال المدينة التي سبق أن أعلنت المحافظة تخصيص قطاع منها لإنشاء مقر اجتماعي للنادي الإسماعيلي، تقدم 3 من نواب الإسماعيلية هم صلاح الصايغ وصبري خلف الله و إبراهيم الجعفري بطلب إحاطة عاجل للمناقشة أمام مجلس الشعب ، وذلك للمطالبة بوقف أي أعمال إزالة للأشجار والمسطحات والبناء علي أرضها. وأكد الصايغ أن أي إجراءات تتخذها المحافظة بإزالة أشجار في غابة الشباب الدولية وأي مسطحات خضراء أخري بالمدينة تمثل اعتداء صارخا علي البيئة غير مخالفتها لقرار الحاكم العسكري ( رئيس الوزراء ) بحظر البناء علي المسطحات الخضراء، لافتا إلي أن هذه الإجراءات تخالف في ذات الوقت توصيات لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب برئاسة الدكتور محمد العماري، وعضوية الدكتور مجدي علام رئيس جهاز البيئة السابق، والتي كانت زارت الإسماعيلية وتفقدت الغابة وانتهت إلي التأكيد علي عدم المساس بالغابة الشجرية بالطريق الدائري بالإسماعيلية أو البناء علي أرضها مستقبلا لما لها من قيمة وأثر بيئيين إيجابيين. وأوضح أن طلب الإحاطة الذي تقدم به وزميلاه النائبان للمناقشة أمام مجلس الشعب جاء بعد تكشف حقائق جديدة حول موقف أرض الغابة إذ تبين لهم أن المحافظة حررت عقدا ببيع مسطح غابة الشباب الدولية البالغة مساحتها الكلية 26 فدانا لشركة بتروسبورت التابعة لوزارة البترول لإقامة ناد تابع لها علي هذه المساحة، ووفقا لبنود العقد تقتصر حصة المحافظة بالمنشأة المفترض إقامتها علي نسبة 10٪ وتحتفظ بتروسبورت بنسبة 90٪ من ملكية المشروع، وهو ما أكد ما سبق وذهب إليه النواب من أنه لا اتصال بين مخطط تبوير الغابة وإنشاء مقر اجتماعي للنادي الإسماعيلي، وإن الأمر كان مدبرا من بداية طرح فكرة إزالة الغابة التي لقيت معارضة شعبية جارفة. وأشار إلي أن لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشعب التي قامت بزيارة تفقدية للغابة كانت قد طالبت وزارة البيئة وجامعة قناة السويس بإعداد دراسة لتقييم الأثر البيئي لإزالة الغابة علي المحيط البيئي في الإسماعيلية وحذرت من اقتلاع أية أشجار أو اتخاذ أية إجراءات نحو التصرف في أرض الغابة قبل إعلان نتائج هذه الدراسة، وشددت علي أن أي مشروع يقام بالمنطقة يجب ألا تتجاوز المساحة المخصصة له نسبة 15٪ من مساحة الغابة و علي أن تكون إقامته علي حدودها و علي ألا يشمل أي مشروع يمكن إقامته مستقبلا إنشاء ملاعب وإنما يقتصر الأمر علي منشآت ناد اجتماعي للإسماعيلي يراعي فيها عدم اجتثاث أي أشجار. وكان طرح فكرة إزالة غابة الشباب الدولية الواقعة شمال مدينة الإسماعيلية، وما تلاها من شروع المحافظة في تجريف مساحة من حديقة مفتوحة مجاورة تقع قبالة منطقة المدارس ومساكن الخمسمائة بالطريق الدائري، وتعد من المنتزهات المجانية للأهالي، كما تستخدمه فرق الأشبال الرياضية في تدريباتها، وتردد عند بدء العمل بها أنه سيجري إنشاء مقاه وكافيتريات عليها قد أثار عاصفة من الغضب والانتقادات بين أهالي المنطقة الذين تصدوا للجرافات التي كانت قد بدأت باقتلاع الأشجار وحفر المسطح، ومنعوها من مواصلة أعمال الحفر بالحديقة، التي احتشدوا في مظاهرة داخلها مؤكدين أن المشروع يمثل اعتداء علي حقهم في النزهة والترفيه المجانيين غير ما يمثله من اعتداء صارخ علي البيئة، وتحديا لقرار الحاكم العسكري بحظر البناء علي المسطحات الخضراء، ويغير من الطبيعة التاريخية لمدينة الإسماعيلية التي كانت أول مدينة في البلاد تشيد بنمط المدن الحدائقية. وفي السياق تضامنت جمعيات تهتم بشئون البيئة مع النواب وخاطبوا المهندس ماجد جورج وزير البيئة لوقف المشروعات التي بدأت وتعتزم المحافظة تنفيذها وتقتطع مساحات كبيرة من الغابة والحديقة العامة بالطريق الدائري، والتي وصفتها الجمعيات بالمتناقضة مع دعاوي الاهتمام بالبيئة وحملات زراعة ملايين الأشجار، كما بدأوا باتخاذ إجراءات لتحريك دعاوي قضائية لوقف هذه المشروعات. جاء تحرك الجمعيات الأهلية وسط حال من التناقض الصارخ تعيشه الإسماعيلية الآن ما بين الاستياء الجماهيري العام ولإصرار المحافظة علي تنفيذ مشروعاتها علي المسطحات الخضراء بما يتطلبه الأمر من إزالة للأشجار وإحلالها بمنشآت خراسانية، والذي يناقضه موقف مقابل من جانب المجلس الشعبي المحلي للمحافظة الذي يبارك مشروعات المحافظة التي تتحدي رغبات الأهالي ووسط الصورة القاتمة التي آل إليها الأمر يبقي أن اللواء عبد الجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية لم يزل بوسعه تدارك الأمر إذا ما أغلق أذنيه عن أصوات أصحاب الأغراض، فالاستجابة إلي مطالب الجماهير، حتي وإن تطلب الأمر تراجعا هو الخيار الأفضل لأي مسئول حريص علي مصالح العموم وإرضاء الجماهير، وفي النهاية فإن أي قرار سيتخذه بالتراجع عن مشروعات تقتطع من المسطحات الخضراء، سيلقي تأييد أعضاء المجلس المحلي الذين أيدوه في قراراته السابقة وبنفس القوة.