خلال الفترة من عام1979 حتي عام1983 قامت محافظة الإسماعيلية بزراعة الغابة الشجرية في موقعها الحالي المطل علي الطريق الدائري وذلك لحماية المدينة من الرياح والاتربة. خاصة حي السلام الذي يقع خلف الغابة مباشرة.. وقد اسهم في زراعتها شباب من مختلف انحاء محافظات مصر والعديد من شباب الدول الأخري وبعض الشخصيات البارزة علي الصعيد الدولي وهو ما جعل الغابة تحتل مكانة في قلوب ابناء المحافظة ونظرا لأهميتها البيئية فقد نالت العديد من الجوائز المحلية والعالمية, ابرزها جائزتا اليونيسكو والأغاخان. ولكن هذه الغابة التي تقع علي مساحة26 فدانا تحولت خلال الفترة الأخيرة إلي موضوع مثير للجدل والشد والجذب وساحة للاحتجاجات اعتراضا علي تخصيص15% منها لاقامة ناد اجتماعي للنادي الاسماعيلي وهو القرار الذي اعتبره البعض تشويها للاسماعيلية الجميلة واهدارا لخصوصيتها التي تمتاز بها من وجود مساحات شاسعة من المسطحات الخضراء كان من الأولي الحفاظ عليها بدلا من تحويلها إلي كتل أسمنتية والبحث عن أماكن أخري لاقامة هذه المنشآت حفاظا علي هذا المتنفس الطبيعي. بداية الأزمة كانت عندما وافق المجلس المحلي لمحافظة الإسماعيلية في20 مايو2008 علي اقامة ناد اجتماعي للإسماعيلي علي الغابة الشجرية, وبعدها بتاريخ28 أغسطس2008 اصدر السيد عبدالجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية قرارا بتخصيص مساحة بمنطقة الغابة لصالح الاسماعيلي بدون مقابل ليتسني اقامة ناد اجتماعي بملحقاته علي ألا تتعدي نسبة المباني15% من مساحة الغابة وبارتفاع لايزيد علي طابقين وان يتم التنسيق مع جميع الجهات بالمحافظة قبل تنفيذ الاعمال, وبعدها قامت لجنة من إدارة التخطيط العمراني بتسليم الأرض المخصصة للنادي الاسماعيلي في15 يناير2009 لتبدأ المواجهة من جديد بين المؤيدين والمعارضين لاقامتها تصاعدت إلي حد قيام صلاح الصايغ عضو مجلس الشعب بتقديم طالب احاطة لإيقاف القرار حيث قامت لجنة الشئون الصحية والبيئة بمجلس الشعب بزيارة ميدانية إلي الغابة انتهت إلي أن الغابة تضم عدة انواع من الأشجار منها الكافور والجازورينا والاكاسيا وان حالتها بصفة عامة سليمة وجيدة وان الاصابات الموجودة بها يمكن معالجتها. كما أكدت اللجنة أن الغابة غير محاطة بسياج لحمايتها كما لا يوجد نظام للانارة ليلا وهو ما قد يهدد حياة وأمن المارة ليلا وساكني المناطق المحيطة بها كما كشفت عن عدم الاعتناء بالغابة حيث تكثر بها القاذورات والأتربة كما لا يوجد بها مشاتل للنباتات أو حدائق أو أحواض للزهور أو زراعات من الحشائش تسهم في المحافظة علي البيئة. ويشير الدكتور عبدالمنعم عمارة محافظ الإسماعيلية ورئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة الأسبق والذي كان أول المتصدين لاقامة منشآت علي الغابة إلي أن هناك خطابا تم توجيهه من المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة في يونيو عام2008 إلي محافظ الإسماعيلية يتضمن عدم الموافقة علي قطع وإزالة اشجار الغابة مع اعادة تأهيل الموقع لتكون غابة متميزة للأهالي.