»دجوي«.. هي إحدي القري التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية تبعد عن عاصمة الإقليم حوالي 01 كم وتشتهر بزراعة البرتقال والبطاطس ويبلغ عدد سكانها 03 الف نسمة يقيمون علي مساحة 03 فدانا.. بينما المساحة المزروعة 0022 فدان. يرجع تسميتها إلي عائلة الدجوي التي خرج منها الشيخ يوسف الدجوي كما يؤكد هذه المعلومة المهندس عبد الفتاح محمد سيد أحمد »شيخ البلد ونائب العمدة بالقرية«. تعاني القرية من عدة مشاكل اهمها: ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي اصبحت تهدد حياة الأهالي.. والغريب أن المنازل مقامة حديثاً نظراً لأن المنازل القديمة انهارت من قبل علي مدار خمس سنوات بسبب تلك المشكلة. »الأخبار«.. انتقلت إلي القرية لترصد هذه المشاكل وتضعها امام المسئولين للعمل علي حلها. في بداية الجولة.. لفت نظرنا سوء مدخل القرية نظراً لعدم استكمال مشروع الصرف الصحي حتي الان بالرغم من مرور 5 سنوات علي بدء المشروع. يقول شيخ البلد المهندس عبد الفتاح.. بدأت مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالقرية منذ 5 سنوات ولكنها كانت بعيدة عن مساكن الاهالي وبدأت تغزو المنازل منذ عام لارتفاع منسوب المياه بالاراضي مع وجود خزانات الصرف بجميع منازل القرية.. ويضيف أنه تولدت مشكلة اقوي وهي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف مما أدي إلي انتشار امراض الفشل الكلوي وفيروس »سي« وحساسية الصدر كما انتشر البعوض الذي تسبب في انتشار مرض الملاريا. بينما تؤكد زهرة علي عبدالرحمن (ربة منزل) انتشار الناموس بالقرية يضطرها إلي شراء مبيدات لمقاومته حفاظا علي ابنائها الخمسة (3 بنات وولدين) وتؤثر في ميزانية المنزل وتهكمت قائلة »احنا مش قادرين نصرف علي أولادنا.. لما نصرف علي الناموس«. أما نبيلة فريد (سكرتيرة بمدرسة (دجوي الابتدائية) فتقول: المياه الجوفية داهمت منزلي واضطر يومياً الي نزخ هذه المياه بواسطة سيارة الصرف التي تأخذ 02 جنيها في النقلة الواحدة.. وهذا المشهد يتكرر كل يومين. وتقول صبحية ابراهيم (ربة منزل) ولدي 4 بنات وولد.. اضطررنا وزوجي للاستدانة لبناء منزلنا بعد انهياره ولكن للاسف مازالت المياه الجوفية تهدد حياتنا بانهيار جديد.. ويملأ الرعب قلوبنا يوميا حيث جمعت اسرتي في حجرة واحدة وتركت باقي المنزل للناموس والمياه الجوفية.. واضافت أن شقيق زوجها بعد قيامه ببناء منزله هاجمته تلك المياه الجوفية اللعينة فاضطر إلي تركه واستئجار شقة في بلد أخري. ويقول علي صالح علي سلامة (مشرف علي عملية مياه دجوي): هاجمتنا المياه الجوفية منذ عام وقدمنا عدة شكاوي للوحدة المحلية ولكن دون جدوي.. وأضطر إلي نزح المياه كل ثلاثة أيام.. يعني »اجيب طعام لأولادي.. ولا ننزح المياه الجوفية!! ويؤكد محمد عبد الفتاح ومحمود محمد سالم.. وتطرق الاول إلي مركز شباب القرية المطور حديثاً مغلقة بصفة مستمرة ولا ندري لماذا هو مغلق؟ بينما يشير محمود سالم الي ارتفاع نسبة التعليم بالقرية حيث يوجد بها 2 مدرسة ابتدائي و 2 مدرسة إعدادي و 2 ازهري.. ولكن لا يوجد مدرسة ثانوية ويضطر أبناؤنا للذهاب إلي مدرسة ثانوي علي مسافة 6 كم وتقول رشا صبري (موظفة بالمستشفي التخصصي الخيري) بالقرية انها تضطر إلي غلي المياه لتتمكن من استخدامها في الشرب.. واشار الي انتشار امراض الملاريا والتيفود والكلي.. وعقبت علي وجود ظاهرة انتشار الفئران بعد ردم الترعة بالقرية.. وقالت انها اصيبت بمرض التيفود اثناء حملها. وأبدي أدم محمد سعد (امام مسجد بالمعاش) استياءه من وجود مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تطارد الاهالي مؤكدا بأنها لن تحل الا بإتمام مشروع الصرف الصحي. وأجمع عدد من الشباب أن الوحدة الصحية بالقرية تعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتي الثانية ظهراً فقط.. ومن يشكو من المرض عليه التوجه إلي العيادات والمستشفيات الخاصة.. أو إلي مدينة بنها. وأعرب الشباب عن حزنهم العميق لاهمال بعض المسئولين في حل مشاكل القرية.. وقالوا إن خزانات المياه بالقرية لم يتم غسلها وتطهيرها منذ عدة شهور. تركنا القرية وأهلها في حالة ترقب وأمل بأنه يستجيب المسئولون بالمحافظة الي حل مشاكلهم خاصة مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تهدد حياتهم.