حصل اليوم السابع على الدراسة الصادرة من وزارة الزراعة لمنطقة النوبة بجنوب مصر قبل الزيارة التى قام بها جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى للمنطقة فى سبتمبر الماضى، والتى أعدها د.إبراهيم على موسى رئيس هيئة السد العالى فى ديسمبر من عام 2008. تحتوى الدراسة على معلومات خاصة بالتعداد السكانى لأهالى النوبة والمناطق التى تم تهجيرهم إليها فى فترة الستينيات، كما تحتوى على التوزيع الجغرافى والقبائل وبيان بالمرافق العامة والمساكن التى تم بناؤها خلال عملية التهجير، إضافة إلى بعض الخرائط التوضيحية لمدن وقرى النوبة ونصر النوبة قبل وبعد التهجير، وكذلك المساحات الزراعية هناك، وذلك فى فترة الستينيات من القرن الماضى، أى منذ 45 عاما، إضافة إلى بعض المعلومات الأخرى عن مركز نصر النوبة. ويقول موسى فى دراسته إن عدد السكان بمركز نصر النوبة يقدر ب69 ألف نسمة، وتبلغ جملة المساحة الزراعية به 46 ألف فدان، ويبلغ عدد الوحدات المحلية 7 وحدات قروية، وهى: بلانة ويبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة وتزرع 4 آلاف فدان، وأبو سمبل وتزرع 5 آلاف فدان ويبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، وعنيبة ويبلغ عدد السكان بها 9 آلاف نسمة وتزرع 5 آلاف فدان، وخريت وتزرع 19 ألف فدان ويبلغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة، والمالكى وتزرع ألف فدان ويبلغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة وقورته وتزرع 3 آلاف فدان ويقدر عدد سكانها ب7 آلاف نسمة والدكة وتزرع 3 آلاف فدان ويبلغ عدد سكانها 11 ألف نسمة. وتزرع نصر النوبة 5 آلاف فدان قمح و3 أخرى برسيم و799 فدان شعير وألف فدان خضر، ويبلغ عدد المدارس بها 45 مدرسة تعليم ابتدائى و24 مدرسة تعليم إعدادى و4 مدارس ثانوى و6 تعليم فنى و7 معاهد أزهرية ابتدائى و4 إعدادى و2 معهد ثانوى ومدرسة فكرية بإجمالى 93 مدرسة. وتشير الدراسة إلى وجود 25 مخبزا و109 مستودعات و71 مسجدا و7 مساجد أهلية ولجنتين للزكاة و7 مكاتب تحفيظ قرآن، ونادى و37 مركز شباب و19 ملعبا مفتوحا، و37 جمعية أهلية و36 حضانة و3 مكتبات و4 مسارح و3 بيوت ثقافة وتخلو من الأديرة والكنائس. وبجانب المعلومات والإحصاءات التى احتوتها الدراسة عن مركز نصر النوبة حاليا اشتملت أيضا على معلومات أخرى حول سكان النوبة وقت التهجير وبعده، حيث إن سكان النوبة كانوا موزعين فى عدة مناطق هى دابود جنوبأسوان والكنوز وبها 17 ألفا و231 نسمة مقيمين، و21 ألفا و565 نسمة مغتربين، كما يقطن بمنطقة السبوع التى يعيش فيها العرب حوالى 4 آلاف نسمة مقيمين، و5 آلاف نسمة مغتربين، ويسكن منطقة أبو حنضل 26 ألف نسمة مقيمين و23 ألف نسمة مغتربين، إجمالى 48 ألف نسمة "16861 أسرة" مقيمين و50 ألف 580 نسمة مغتربين، وذلك حسب إحصاءات 1960. وحسب الدراسة فإن النوبة كانت مقسمة إلى عدة مراكز أهمها مركز الدر وهى عاصمة النوبة السياسية، ومركز عنيبه بالضفة الغربية وأصبحت العاصمة بدلا من الدر وبلغت جملة المساحة المنزرعة فيها 3 آلاف فدان فى عنيبة السفلى والعليا، ومركز أبريم وكانت تشتهر بإنتاج البلح الابريمى، ومركز بلانه وهو أكبر مراكز النوبة من حيث السكان وبه 4600 نسمة وتضم 260 ألف نخلة فى 1963 ومساحة أراضيها 4467 فدانا، وأبو سمبل وبها أكثر من 300 ألف نخلة وكانت مساحة أراضى القرى بها 3835 فدانا المنزرع منها 600 فدان، وآخر المراكز هو مركز قورتة وتبلغ جملة المساحة المنزرعة بها 300 فدان. وعن الزراعة فى النوبة القديمة تقول الدراسة إنه بالرغم من أن الزراعة تشغل حيزا كبيرا إلا أنه لا يوجد ملكية زراعية فى النوبة بصفة عامة، فقد سبق أن عوضت الحكومة السكان عن الأراضى التى كانوا يملكونها بموجب قانون سمى بزراعة الخفية أو زراعة منافع، وكانت الحكومة تتقاضى عنها مبالغ زهيدة قدرها 15 قرشا للفدان الواحد سنويا، لكن وحسب الدراسة فإن زراعة النوبيين لم تقتصر على أراضى التعويضات بل كان هناك محاولات ناجحة من جانب الحكومة على اكتساب أراض جديدة وهى الأراضى المستجدة وأراضى المشروعات وهى التى تقوم بها الدولة، وبلغت جملة الأراضى المستجدة وأراضى المشروعات نحو 15.9 ألف فدان قدرتها الحكومة بملونين و155 ألف جنيه عام 1963 أى بواقع 135 جنيها للفدان فى المتوسط. وأشارت الدراسة إلى أن الدولة أقامت وقتها 13 محطة طلمبات للرى منها 6 تروى 100 فدان ريا نيليا و7 تروى 7500 فدان ريا مستديما بواقع 11600 فدان أراضى مشروعات، وكانت بلانة من أكبر المشروعات الزراعية فى ذلك الوقت، حيث بلغت مساحتها 2200 فدان فيما كان مشروع الدكة 625 فدانا والعلاقى 600 فدان واستوعبت هذه المشروعات عدد كبير من المهاجرين، وبلغت مساحة أراضى العلو 2300 فدان. وتقول الدراسة إنه على الرغم من أن تقسيم الملكية أو حق الانتفاع بين الورثة الشرعيين إلا أن النوبيين لا يقسمون الأرض فعلا، برغم أنها مقسمة نظريا والوارث الذى يزرع كل الأنصبة له نصف العائد أو أكثر قليلا ويتم توزيع الباقى على بقية المستفيدين، وقد كان الهدف من ذلك هو حفظ العلاقة بين الناس والمحافظة على استمرارية الزراعة بشكل له عائده الجدى. واشتملت الدراسة على الأرقام الحقيقية للنوبيين أثناء فترات التهجير من النوبة القديمة إلى نصر النوبة والتى استغرقت 244 يوما من 18 أكتوبر 1963 إلى 22 يونيو 1964، حيث كانت تزرع مليون 44 ألف نخلة تم تعويض أصحابها بمليون و973 ألف جنيه. وتقول الدراسة إن النوبة كان بها ألف ساقية وبلغت قيمة التعويضات 20 ألف جنيه، كما كانت تضم 35 ألفا و966 مبنى، وبلغت قيمة التعويضات عنها بمليون و886 ألف جنيه، وقدرت الدراسة قيمة التعويضات ب6 ملايين و36 ألف جنيه وقتها. وأضافت الدراسة أن عدد المرافق التى تم بناؤها خلال عملية التهجير بلغت 16 ألف مسكن و5 مساجد و23 زاوية و5 مضايف بالقرية الرئيسية و5 مقرات للاتحاد الاشتراكى و5 شون لبنك التسليف و28 سوقا صغيرة ومتوسطة و17 مخبزا و21 مدرسة ابتدائية وإعدادية ومدرسة ثانوية و11 وحدة صحية و4 مراكز اجتماعية وبيطرية وزراعية و7 مشغل وساحة شعبية و4 مكاتب بريد و4 نقط شرطة. تفاصيل دقيقة جدا حملتها الدراسة، حيث تشير إلى أنه تم استخدام 3 ملايين متر مكعب دبش "فى بناء قرى مركز نصر النوبة" حجم الهرم الأكبر 2 مليون 500 ألف متر"، هذا بالإضافة إلى أعداد الطوب المستخدم وكميات الحديد والأسمنت والجير والأخشاب ومواسير والعمال الذين وصل عددهم إلى 30 ألف عامل.