ما قامت به إسرائيل من عدوان وحشي علي قافلة الاغاثة للشعب الفلسطيني في غزة والتي تحمل اسم (اسطول الحرية) امر لا يمكن قبوله بحال من الاحوال وقد تجاوز كل الحدود ويمثل جريمة دولة تمارس الارهاب علنا. وقد اسفر العدوان الاجرامي عن سقوط 20 شهيدا علي الاقل واكثر من خمسين جريحا وفق التقديرات الاولية. وقد تم هذا العدوان بهجوم وحشي مخطط في المياه الدولية وضد سفن ليست حربية ولا تحمل سلاحا وعليها متطوعون من دول كثيرة ارادوا ان يعبروا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة والذي يعاني من الحصار منذ اكثر من ثلاث سنوات. ان هذه الجريمة لا تقل بشاعة عن المجازر التي ارتكبتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بعدوانها الاثيم علي غزة، والتي تمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الانساني والشرعية الدولية وقانون البحار وبمنتهي الوقاحة والغرور والمغالطة المكشوفة تدعي حكومة اسرائيل ان جنودها كانوا يدافعون عن انفسهم.. واقول لهم: اين حمرة الخجل ايها السفاحون..؟ ان هذا العدوان يمثل تحديا سافرا لكل القوانين الدولية ولكل الاعراف والقواعد الانسانية ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العقلية التي تحكم اسرائيل وتتحدي المجتمع الدولي والانساني في العالم كله ويعبر عن النزعة الارهابية لدي اسرائيل وما تمثله من اجرام الدولة، التي تضرب بالمجتمع الدولي كله عرض الحائط. ويزيد من جسامة الجريمة التي ارتكبها جيش وحكومة اسرائيل هذه المحاولات الصبيانية التي يحاول بها نتنياهو تبرير تلك الجريمة البشعة والتي اكدت الوجه القبيح لاسرائيل ويؤكد النزعة الارهابية الاجرامية من دولة مارقة وخارجه علي القانون وتعيد للاذهان ما ارتكبته العصابات الاجرامية في حق الشعب الفلسطيني لاغتصاب الاراضي الفلسطينية في دير ياسين وفي حيفا وقانا وبحر البقر وغيرها.. وإذا كانت اسرائيل قد اعلنت عن نفسها مرة اخري وبطريقة وحشية، كدولة مارقة وعن تحديها السافر لكل القواعد والاعراف الدولية والانسانية، فعلينا ان نتساءل ما الذي يشجع اسرائيل علي هذا التحدي الصارخ..؟ وهو الامر الذي يجب ان تتنبه اليه الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفاء اسرائيل الاخرون اذ لم يعد مقبولا من الولاياتالمتحدةالامريكية او من غيرها الادعاء بحماية امن اسرائيل ! لم يعد مقبولا من اسرائيل الادعاء بحقها في الدفاع الشرعي! لا يمكن قبول هذه الادعاءات التي لا يمكن ان يحترمها عقل او يقبلها اي منطق ! وعلي الجامعة العربية وكافة الدول العربية ان تحشد كل قواها لوضع المجتمع الدولي كله امام مسئولياته وإفهام الولاياتالمتحدة انه من الضروري الوقوف في مواجهة إسرائيل وبطريقة جادة اذ أن التدليل الامريكي هو الذي دفعها لان تظل سادرة في غيها متحدية العالم كله بصلف وغرور ليس له نظير إذ تتحدث حكومة الولاياتالمتحدة دائما عن امن اسرائيل وحقها في الدفاع الشرعي وتزودها بكل الاسلحة الفتاكة وتقدم لها المليارات من الدولارات لتقوية آلتها الجهنمية لترتكب كل يوم انتهاكات خطيرة تمثل جرائم ضد الانسانية وتشن حرب إبادة منظمة ضد الشعب الفلسطيني.. يجب ان نسأل حكومة الولاياتالمتحدة والدول العظمي في مجلس الامن، ما الذي فعلته ؟ وما الذي فعله مجلس الامن بعد تقرير »جولد ستون« والذي وافق عليه المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف وأدان الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وطالب ببحث الموضوع في مجلس الأمن. علينا ان نعبئ الجهود لإقناع أوروبا بالتعاطف مع ضحايا الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والذي رأينا صورة منه في العمل الاجرامي الذي قامت به ضد قافلة »أسطول الحرية«. يجب علي الجامعة العربية والحكومات العربية الا تكتفي بالشجب والإدانة وإنما عليهم ان يتبنوا خطة عاجلة للضغط علي القوي الدولية للوقوف أمام الاعتداءات الاسرائيلية. علينا ان نحرك الرأي العام العالمي وتعبئته في كل مكان لفضح الممارسات الإسرائيلية وما ارتكبته من مذبحة لا يمكن تبريرها بأي ذريعة لابد ان يقف المجتمع الدولي بمؤسساته ضد ما ترتكبه إسرائيل باستمرار من جرائم ضد الشعب الفلسطيني. أتمني ان أري مظاهرات في المدن الرئيسية في الولاياتالمتحدةالامريكية وفي باريس ولندن وبون وروما ومدريد.. إنني أثق في استجابة الرأي العام العالمي إذا ما عرفنا كيف نخاطبه وكيف نتعامل معه.. ويجب ان يتم ذلك بخطة علمية عاجلة. لم يعد الامر يحتمل العفوية أو السطحية في التفكير وإنما نحتاج ان نعمل جميعا معا ونستخدم كل الوسائل لحشد كافة القوي المؤثرة في العالم في صف القضية الفلسطينية ويجب الا نترك المجال فسيحا امام اسرائيل التي تسخر إمكاناتها في مراكز البحوث في الولاياتالمتحدة ومؤسسات المجتمع المدني فيها وفي أوروبا - لإيهام الرأي العام بأنها هي المعتدي عليها وهي المهددة بالصواريخ كل يوم ولا يعلم هؤلاء انها صواريخ (فياسكو) لا تسبب أي أذي وإنما يوجهها من يريد ان يعطي ذريعة لإسرائيل لشن الغارات وارتكاب الجرائم والمذابح ضد الشعب الفلسطيني.!! يجب محاكمة المسئولين عن هذا العدوان امام المحكمة الجنائية الدولية ولابد من تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة حكومة إسرائيل وقادة جيشها وكافة المسئولين عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها إسرائيل وقتل المواطنين العزل، وهدم البيوت علي أصحابها ومهاجمة سفن مدنية وقتل ركابها بهذا الشكل الوحشي الذي يجب ان يكون ناقوس خطر لأنه يوضح مدي الوحشية التي تمارسها اسرائيل ضد المدنيين وضد أناس أبرياء. انه من الضروري عرض هذه الاعتداءات علي مجلس الأمن ولكن يجب العمل بذكاء علي ضمان عدم انحياز أمريكا لإسرائيل وتعطيل دور المنظمة الدولية باستخدام حق الفيتو او التهديد باستخدامه. لم يعد مقبولا ما صدر كبيان رئاسي من مجلس الأمن وإنما لابد من قرار حاسم من المجلس لرفع الحصار عن غزة. لم يعد مقبولا من الولاياتالمتحدة او من الدول الكبري هذا الصمت المريب ولا يمكن قبول تلك المواقف الباهتة والمائعة والتي تشجع إسرائيل علي الاستعلاء والتحدي وارتكاب مزيد من الجرائم، وتنتظر موقفا حاسما للاتحاد الأوروبي وكل الدول المحبة للسلام. يجب علينا ايضا الاهتمام بالرأي العام العالمي وبصفة خاصة في الولاياتالمتحدة وأوربا ووضع خطة علمية عاجلة لتعبئته مع الحق الفلسطيني ضد ما ترتكبه إسرائيل من جرائم يندي لها جبين الإنسانية. ويجب ان يستمر هذا الجهد سواء علي المستوي الرسمي أو علي المستوي الشعبي حتي تستعيد القضية الفلسطينية مركزها الهام في زحمة الأحداث العالمية. يجب علي الفلسطينيين ان ينهوا انقسامهم وأقول لهم آن الأوان لكي تكونوا صفا واحدا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وما يقوم به من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، لا يمكن ان يقبل احد بهذا الوضع القائم بين الفصائل الفلسطينية. إن المستفيد الوحيد من هذا الانقسام هو إسرائيل وان الخاسر الاساسي هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. إن التاريخ سيحكم علي كل فلسطيني لا يعمل من اجل وحدة الصف الفلسطيني، فالتاريخ لا يرحم وعلي الشعوب والحكومات العربية ألا تكتفي بالشعارات فيجب عليها ان تحيط الشعب الفلسطيني بكل أنواع الدعم والتأييد حتي يستطيع الصمود أمام الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وحتي يرتفع علم فلسطين فوق الأراضي الفلسطينية بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.