كانت مذيعة غير تقليدية.. مثقفة من طراز خاص جدا.. ولها حضور متميز جدا.. تلقائية تشعر معها بالحميمية.. اتحدث هنا عن الرائعة الراحلة سامية الأتربي التي افتقدنا طلتها علي الشاشة الصغيرة منذ وفاتها في 21 يناير عام 6002.. اشتهرت سامية بتقديم برامج من نوعية خاصة.. تمتلئ بالمعلومات والفقرات الثقافية والتراثية.. سواء كانت للكبار أو للأطفال.. من هذه البرامج »خيط الحظ«.. »من هنا وهناك«.. »دنيا الثقافة«.. »دائرة المعارف«.. »المسرح العالمي«.. »أدب وأدباء«.. »الصحبجية«.. »التختجية«.. وغيرها من البرامج المتفردة ولكن يبقي الأشهر بينهم »حكاوي القهاوي« الذي قدمته علي مدي 51 عاما متصلة.. عكست من خلاله عشقها للتراث الأصيل.. وتعد حلقاته دراسة دقيقة عن عمق المجتمع المصري ونالت عنه جائزتي أحسن برنامج وأحسن مذيعة من مهرجان الاذاعة والتليفزيون في التسعينيات.. ولقب أحسن مذيعة عن مجمل برامجها.. وهي المذيعة الوحيدة والأولي التي ارتدت الجلابية والعباءة علي الشاشة عكست بها ما تقدمه من التراث المصري الأصيل.. بدايات سامية الاتربي تعود إلي عام 4791.. رغم تخرجها من كلية الحقوق عام 5691.. ولكنها عينت بالمجلس الأعلي للفنون والآداب.. وانتدبت للعمل في المؤتمر الآسيوي الأفريقي لمدة خمسة أعوام.. عادت بعدها للمجلس.. ولكن لتفكر في تحقيق حلمها بالعمل مذيعة فهي شقيقة الاعلاميين سهير الاتربي رئيس التليفزيون الاسبق وعزة الاتربي رئيس القناة الثانية الاسبق.. وفي الدورة التدريبية بمعهد التليفزيون كان ترتيها الأول و نالت تقدير امتياز.. وهو التقدير الذي لازمها طوال حياتها العملية فقد كانت نموذجا مثاليا لمذيعة التليفزيون ومقدمة البرامج.. تحسن اختيار افكار برامجها بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة.. وتتميز بالاعداد الجيد .. كما كانت تحرص علي الصلاة ركعتين لله قبل تسجيل أي برنامج.. واختتمت حياتها ببرنامج متميز أيضا وهو »شخصيات سينمائية« حول الاسماء والرموز التي أثرت السينما المصرية وابداعاتهم.