لم يكن عملها في التلفزيون المصري عائقاً بينها وبين تكوين اسرة صغيرة وانجاب اطفال بل كانت حريصة علي تحقيق التوازن والنجاح علي المستوي الشخصي والعملي و بالفعل استطاعت الاعلامية الراحلة سامية الاتربي بكل جدارة ان تصل الي هذه المعادلة الصعبة ، فقدمت العديد من البرامج التلفزيونية التي حققت نجاحاً مبهراً منها " دنيا الثقافة، دائرة المعارف ، المسرح العالمي وحكاوي القهاوي" وفي ذات الوقت لم تغفل يوماً عن احتياجات ابنائها هذا ما اكدته الابنة والمذيعة رشا الجمال صاحبة الطلة المميزة علي قناة o.tv . لم تشعر رشا واخوها حسام بانشغال والدتهما عنهما رغم نجاحاتها المتواصلة ، فهي كانت "ست بيت" من الطراز الاول في اعياد الميلاد والولائم تحرص علي اعداد كل الاطعمة بنفسها ، كما كانت تهتم بكافة تفاصيل حياتهما هكذا بدأت الحديث عن والدتها مؤكدة علي انها كانت عاشقة للقراءة وشغوفة بكل ما يتعلق بالتراث المصري علاوة علي انها محبة للحياة ولقد اكتسبت منها هذه الصفات . بالاضافة الي احترام البسطاء والاشخاص الاصغر سناً ، كما غرست في نفسها اهمية الاحتفاظ بنمط خاص يميزها عن الاخرين ، فلقد اختارت ارتداء الجلباب دون الاهتمام بنظرات الناس وعلي رغم من تمسكها بهويتها المصرية والعربية الا انها كانت امرأة متفتحة علي مختلف الثقافات . تضيف رشا لقد كانت والدتي ذات آراء صائبة وبعُد نظر ولكني لم ادرك معني تلك الامور الا بعد رحيلها ، فدائما ما كنت ارفض نصائحها لاسيما المرتبطة بمجال عملي ، فهي تمنت ان اعمل في الاعلام المصري ولكني رفضت هذا بشدة لاعتقادي الخاطيء انني لا اجيد الوقوف امام الكاميرا. وعن رحلة مرض والدتها اشارت الي انها تمتلك ارادة قوية استطاعت من خلالها تحدي المرض وممارسة حياتها بكل بساطة علي مدار 18 عاماً ، فهي امرأة مثابرة لم تترك اي وسيلة للعلاج بداية من الادوية الغربية وصولاً الي الوصفات الشعبية. لقد تعلمت منها الكثير علي المستوي المهني علي الرغم من انها خاضت المجال الاعلامي بعد رحيل والدتها ،من اهمها اعداد برامجها بنفسها فضلاً عن الظهور امام الكاميرا بشخصيتها الحقيقية بدون افتعال .